الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان.. «مستشفى الشرق» ينزف الأطباء والممرضين

طاقم طبي يتابع حالة مريض بقسم العناية المركزة بالمركز الطبي في الجامعة الأميركية ببيروت (أ ف ب)
20 مارس 2021 00:07

بيروت (أ ف ب) 

يسعى مئات الأطباء والممرضين لمغادرة لبنان خلال الأشهر الأخيرة، في ظاهرة لم تشهدها البلاد حتى خلال سنوات الحرب الأهلية، بعدما أرهقتهم تداعيات الانهيار المالي المتسارع والضغط المتواصل منذ بدء تفشي فيروس كورونا، ثم انفجار مرفأ بيروت المروّع الصيف الماضي. ويخسر لبنان، الذي شكّل طيلة عقود «مستشفى الشرق»، خيرة طواقمه الطبية، في نزف يجرّد البلد من كوادر مشهود بكفاءتها ومستواها.
وبعد نحو عامين من عودتها إلى لبنان وتفرغها للعمل في أحد أبرز مستشفيات العاصمة، تجد طبيبة الطوارئ نور الجلبوط نفسها، على غرار كثر من زملائها، تستعد لبداية جديدة، بعيداً عن بلد أغرقته الأزمات المتلاحقة.
وتقول الطبيبة، البالغة 32 عاماً، بينما تغطي ثلاث كمامات تقاسيم وجهها: «أعطيت خلال هاتين السنتين من قلبي للبنان، لكنه لم يعطني شيئاً بالمقابل».
وتضيف: «قدّمت طلب هجرة إلى الولايات المتحدة، وآمل الحصول على التأشيرة قريباً» لبدء مغامرة جديدة في بوسطن.
وفي ممرّ بين قسم الطوارئ وجناح كورونا، يقترب من نور أطباء متمرنون بين الحين والآخر لاستشارتها حول حالات يتابعونها.
وتزامن بدء نور عملها في لبنان في سبتمبر 2019، مع بدء معالم الانهيار الاقتصادي، الأسوأ في تاريخ البلاد. وعلى وقع التظاهرات الشعبية التي انطلقت في الشهر اللاحق ضد السلطة السياسية المتهمة بالفساد، عاينت عشرات المتظاهرين الجرحى، ليبدأ بعدها تدفّق مصابي كورونا. 
وشكّل انفجار المرفأ في 4 أغسطس، الذي خلّف أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح، الفاجعة الأكبر. عندما تتذكر اللحظة، تقول وهي تغالب دموعها: «سقط السقف علينا».
وفاقم الانفجار الأزمة الاقتصادية التي لم توفّر أي شريحة، وترافقت مع أزمة سيولة وتدهور العملة المحلية التي خسرت نحو تسعين في المئة من قيمتها مقابل الدولار.
وعلى غرار المواطنين كافة، تقلّصت قيمة رواتب العاملين في القطاع الطبي، ووجدوا بين ليلة وضحاها أنّ مدخراتهم عالقة جراء قيود مصرفية مشددة. 
ويقول نقيب الأطباء شرف أبو شرف: إن هجرة الأطباء ازدادت بشكل لافت منذ انفجار المرفأ، الذي أخرج مستشفيات عن الخدمة، ودمّر عيادات خاصة.
ويقدّر عدد من غادروا منذ أواخر عام 2019 بألف طبيب، أي ما يعادل عشرين في المئة على الأقل من إجمالي الأطباء. كما غادر عدد مماثل من الممرضات والممرضين، وفق تقديرات نقابتهم. ويحذّر من أنّه «إذا استمرت مغادرة الأطباء بهذا الشكل، واحداً تلو الآخر، فسيشكل ذلك كارثة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©