الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الميليشيات والمرتزقة وتوحيد الجيش.. أخطر الألغام على طريق حكومة الدبيبة

الميليشيات والمرتزقة وتوحيد الجيش.. أخطر الألغام على طريق حكومة الدبيبة
17 مارس 2021 00:11

دينا محمود (لندن)

لا تعني الحفاوة واسعة النطاق التي قوبل بها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا داخلياً وخارجياً، وحصولها على ثقة مجلس النواب المنقسم على نفسه، أن الطريق أمامها لإعادة توحيد البلاد وطي صفحة الصراعات الدموية في أراضيها، أصبح مفروشاً بالورود.
فالحكومة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة يتعين عليها أن تحكم بلداً مزقته الانقسامات المستمرة، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في صيف 2011، ما أدى إلى أن تتحول ليبيا إلى بؤرة جديدة للفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وبوابة لتهريب البشر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، قالت كلوديا جازيني، الخبيرة البارزة في شؤون ليبيا في مركز «مجموعة الأزمات الدولية» للأبحاث والدراسات، إن التحدي الكبير الذي يواجه حكومة الدبيبة الآن، يتمثل في إعادة توحيد الجيش، بعد سنوات خاضت خلالها الكثير من المجموعات الليبية المسلحة قتالاً ضارياً ضد بعضها بعضاً.
وأبرزت جازيني في هذا الشأن الخلافات التي حالت دون التوافق على اختيار وزير للدفاع في الحكومة الليبية الجديدة، ما أدى إلى إسناد هذا المنصب إلى رئيسها نفسه بشكل مؤقت، على أن يتم التوافق على اسم شاغله بالتوافق بين الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي تولى مهامه رسميا أمس.
واعتبرت المحللة السياسية، أن التعثر في اختيار وزير للدفاع، يؤكد أن حسم ملفات شائكة مثل قضية تفكيك الميليشيات التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، وتسريح عناصرها، بجانب إخراج المرتزقة الأجانب سيستغرق وقتا، وسيحتاج إلى جهود مكثفة ومتضافرة من مختلف الأطراف.
وأشارت إلى أن بذل هذه الجهود يشكل ضرورة من أجل القضاء على الجماعات المسلحة المثيرة للقلق، التي اصطفت على مدار سنوات، على طرفي نقيض في ليبيا.
ومن بين العقبات الأخرى، التي سيتعين على الدبيبة وحكومته تذليلها، استمرار بقاء القوات الأجنبية على الأراضي الليبية، دون وجود أي مؤشرات تفيد بموعد رحيلها، علاوة على ضرورة توحيد المؤسسات المقسمة بين شرق البلاد وغربها، والبالغ عددها نحو 27 مؤسسة. وعلى رأس هذه المؤسسات، مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، التي سيؤدي توحيدها، حال إنجازه، إلى المساعدة على حسم المشكلات المرتبطة بتقاسم الإيرادات النفطية بين المناطق الليبية.
لكن جازيني حرصت في الوقت نفسه، على عدم التقليل من شأن نجاح الفرقاء الليبيين، في بلورة هذه التشكيلة الحكومية التي طال انتظارها، قائلة إن أداء الحكومة الجديدة اليمين أمام مجلس النواب، يشكل «خطوة تاريخية» بكل المقاييس.
فالحقيقة البسيطة المتمثلة في نجاح حكومة الدبيبة، في الحصول على ثقة نواب البرلمان، الذين طالما انقسمت توجهاتهم بين الشرق والغرب الليبييْن، تمثل خطوة هائلة إلى الأمام، بالنظر إلى الفشل المستمر، الذي واجهته محاولات إنهاء الانقسام السياسي والعسكري في ليبيا، على مدى نحو عقد من الزمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©