الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الاتحاد» تسأل.. ودبلوماسيون وخبراء يجيبون: هل تعود سوريا إلى «الجامعة العربية» في 2021؟

عودة دمشق إلى محيطها العربي سيكون له أثر كبير في إنهاء الصراع الذي أدى إلى دمار البنية التحتية السورية (من المصدر)
15 مارس 2021 00:43

شعبان بلال وعبدالله أبو ضيف (القاهرة) 

أكد دبلوماسيون وخبراء سياسيون أن هناك رغبة شعبية كبيرة في إعادة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، معتبرين أن معاقبة الدول العربية لدمشق في عام 2012 بتعليق عضويتها لم تسهم بأي شكل من الأشكال في حل الأزمة، بل على العكس فاقمتها. وأشاروا في رد على سؤال لـ«الاتحاد» حول إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة خلال 2021، إلى أن ذلك يتطلب وجود إجماع عربي، مع تأكيدهم في الوقت نفسه أن عودتها سيساعد بقوة في حل الأزمة. 
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم الثلاثاء الماضي: «إن بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، لمصلحة سوريا والمنطقة». وأضاف: «إن هناك منغصات بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن إلا العمل على عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي، وبحث الأدوار المهمة التي تعود فيها سوريا إلى الجامعة، وهو ما يتطلب جهداً من الجانب السوري وأيضاً من الزملاء في الجامعة». 
لكنه أشار إلى أن التحدي الأكبر هو «قانون قيصر» الأميركي، الذي يجعل مجالات العمل المشترك مع سوريا في غاية الصعوبة، ولا بد أن يكون ضمن الحوار الواضح مع الأصدقاء في الولايات المتحدة.

الحل السياسي
جددت الإمارات، في كلمتها أمام اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 155 التي عقدت في القاهرة 3 مارس، التأكيد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة، مؤكدة دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، والجهود الدولية الأخرى الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.  وقال معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة: «نؤكد على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي».
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، إلى ضرورة عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، مطالباً بالتوصل إلى إجماع عربي على ذلك في القمة العربية العادية المقبلة، معتبراً أن هذه الخطوة ستساعد في التوصل في حل للأزمة السورية العالقة منذ سنوات. 
وشدد في تصريحات لـ«الاتحاد» على أن تعليق عضوية سوريا في الجامعة لم يؤد بأي شكل من الأشكال إلى حل الأزمة، وإنما أخرج دمشق من محيطها العربي، وربما ساهم في تفاقم الأوضاع.  وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن سوريا من الدول المؤسسة لـ«الجامعة»، وعودتها سيكون له أثر كبير في وضع نهاية للصراع. 

لمّ الشمل
أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن هناك رغبة شعبية عامة في عودة سوريا، مطالباً القيادة السورية الراهنة بالقيام بدورها في هذا الصدد، لاسيما أن الخطاب السوري لم يكن موفقاً في القمة الأخيرة. 
وأضاف لـ«الاتحاد»: إن هناك مصلحة في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ولم شمل السوري، وهو ما سينعكس على استقرار سوريا، مؤكداً أن هذه الخطوة لابد أن يسبقها خطوة أخرى وهي عودة سوريا إلى ذاتها، وألا تكون محكومة من دول وقوات أجنبية تتحكم في مستقبلها. 
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن هناك تفاؤلا حذرا من قبل الدول العربية، لكن عودة دمشق تتوقف على القيادة السورية، مؤكداً ضرورة حدوث تقارب ومواءمة. 

ملك الشعب
من سوريا، اتفق إبراهيم شيخو المتحدث باسم جمعية حقوق الإنسان في عفرين، حول أهمية عودة سوريا للجامعة، مشيراً إلى مقعد سوريا في الجامعة ملك للشعب، ولا يتعلق بنظام حكم بعينه، ومن ثم لا يمكن حرمان الشعب السوري من المناداة بحقوق داخل بيت العرب كل هذه السنوات. 
وأكد شيخو أن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية أضر كثيراً بالقضية السورية وحقوق اللاجئين طوال سنوات فروا خلالها حول العالم.
وقال المتحدث لـ«الاتحاد»: إن الأمر متعلق أكثر بالشعب السوري ومعاناته، في الوقت الذي تنادي أغلب منظمات حقوق الإنسان الدولية بحقوق الشعب السوري، لا يمكن لممثليه أن يقوموا بالأمر ذاته من داخل الجامعة العربية.
ودعا المحلل السياسي السوري إلى اتخاذ القرار من طرف الجامعة نفسها، متوقعاً أن تضع «الجامعة»، سياسة جديدة، بعد التجديد لأمينها العام أحمد أبوالغيط لولاية جديدة.
وتوقعت الدكتورة نُهى أبوبكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عودة سوريا لمحيطها العربي عبر «الجامعة»، معتبرة أن عودة سوريا الحل العقلاني لإخراجها من أزمتها. 
وأوضحت أبوبكر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن ذلك من شأنه المساعدة في استتاب الأمن وعودة السلام إلى سوريا، مؤكدة أن جامعة الدول العربية منظمة تحتاج إلى كل عضو فيها ليكون لها دوراً في بناء سلام.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©