الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان.. محتجون غاضبون يواصلون إغلاق طرق رئيسة

متظاهر لبناني يقف أمام إطارات محترقة بأحد الطرق التي تم إغلاقها في بيروت احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية (أ ف ب)
10 مارس 2021 00:25

الاتحاد، وكالات (بيروت)
 
نفت الرئاسة اللبنانية في بيان، أمس، اتجاه الرئيس ميشال عون لإلغاء تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة. وأوضح البيان أن وسائل ومواقع إعلامية تتناقل عن «وكالة الأنباء المركزية»، خبراً مفاده أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيوجه رسالة إلى مجلس النواب «لنزع الوكالة» من الرئيس المكلف سعد الحريري بسبب فشله في التشكيل.
وأشار البيان إلى أن الرئاسة تنفي هذا الخبر نفياً قاطعاً، وتدرجه في سياق الأخبار المختلقة والتي لا أساس لها من الصحة التي تتعمد وسائل إعلامية معينة ترويجها، رغم الدعوات المتكررة التي وجهها مكتب الإعلام التابع للرئاسة بالكف عن تسريب مثل هذه الأكاذيب والعودة له في كل ما يخص أخبار رئيس الجمهورية ومواقفه.
يأتي ذلك، في ما جدد محتجون، أمس، قطع طرقات في مناطق لبنانية عدة، لكن بزخم أقل من اليوم السابق، اعتراضاً على تدهور قيمة الليرة والجمود السياسي في البلاد، رغم الأزمة المعيشية الخانقة.
ومنذ صباح أمس، عمد عشرات المحتجين إلى إغلاق طرقات عدة في محيط بيروت وفي شمال البلاد، خصوصاً في طرابلس وفي البقاع شرقاً، عبر إشعال الإطارات وإضرام النيران في مستوعبات النفايات، أو حتى عبر ركن سياراتهم في منتصف الطريق.
وتسبّب قطع الطريقين السريعين المؤديين إلى بيروت من الشمال والجنوب عند نقاط عدة بزحمة سير خانقة. ورغم عمل القوى الأمنية على إزالة العوائق لفتحها، أعيد قطع الطرق مراراً. 
ولم تغلق أي طرقات رئيسية في بيروت، بعكس ما حدث أمس الأول، عندما بدأ التحرك بإغلاق غالبية مداخل العاصمة.
وتصاعدت وتيرة قطع الطرق خلال الأيام الماضية بعدما سجّلت الليرة انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام. واقترب سعر الصرف في مقابل الدولار من عتبة 11 ألفاً في السوق السوداء. وأُغلقت طرقات رئيسة ومعظم مداخل العاصمة بشكل محكم، أمس الأول منذ الصباح حتى ساعات الليل، تحت شعارات عدة بينها «يوم الغضب».
وعلت التحذيرات خلال الأيام القليلة الماضية من تداعيات قطع الطرقات على حركة سيارات الإسعاف وآليات نقل أجهزة الأكسجين، في وقت لا تزال البلاد تسجل معدلات إصابات مرتفعة بفيروس كورونا.
وغرد مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض، قائلاً: «إن مستشفاه وباقي المستشفيات المليئة بالمرضى باتت تواجه انخفاضاً مقلقاً في مخزون الأكسجين».
وأضاف: «لم يتمكن الموردون من إيصال الغاز الذي تشتد الحاجة إليه بسبب الطرق المقطوعة»، محذراً من أنه «من دون الأكسجين، سوف نخسر أرواحاً عزيزة».
وتأتي التحركات التي يقوم بها غالباً عشرات الشباب في كل منطقة، من دون تجمعات حاشدة، على وقع أزمة معيشية خانقة تزداد سوءاً بعدما فاقمتها إجراءات فيروس كورونا ثم انفجار مرفأ بيروت. 
وفي بعض المناطق، يُشارك مناصرو بعض الأحزاب في التحركات على الأرض. ويتهم مسؤولون في السلطة أحزاباً منافسة لهم بالوقوف خلف الاحتجاجات. ويتحدّث أستاذ العلوم السياسية كريم بيطار عن «تعب ثوري» في بلد شهد، منذ أكتوبر 2019 ولأشهر عدة، تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية كاملة، قبل أن تتراجع تدريجياً. 
ويقول: «ينهمك الناس بنضالهم من أجل الاستمرار في العيش، وقد باتت القضايا السياسية ثانوية بالنسبة إليهم»، في ظل «غياب القيادة والرؤية الواضحة» لدى المحتجين وما يطمحون إليه. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ترؤسه اجتماعاً أمنياً اقتصادياً، أمس الأول، أن «قطع الطرقات مرفوض»، واصفاً إياه بأنه «عمل تخريبي». واتفق المجتمعون على مطالبة الأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم السماح بإقفال الطرقات.
إلا أنه لم تسجل خلال الأيام الماضية أي مواجهات بين القوى الأمنية والعسكرية والمحتجين بعكس تحركات سابقة شهدتها البلاد، في وقت لا توفّر تداعيات الانهيار الاقتصادي أي شريحة.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها، وفاقمت معدلات التضخم وتسبّبت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم.
ورغم ثقل الأزمة الاقتصادية، لم تثمر الجهود السياسية والضغوط الدولية عن تشكيل حكومة جديدة. ويتبادل عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاتهامات بالعرقلة وبوضع شروط مضادة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©