عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
واصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، اجتماعاته مع المسؤولين الليبيين والأطراف الفاعلة في طرابلس، والتي تهدف للتأكيد على استمرارية المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية التي تيسرها الأمم المتحدة.
وبحث المبعوث الأممي مع رئيس الوزراء الليبي المكلف، عبدالحميد الدبيبة آخر تحركاته واتصالاته لتشكيل الحكومة الجديدة، مشيداً بالتزام الأخير بتخصيص 30 في المئة من المناصب الحكومية للمرأة بالإضافة إلى إدراج الشباب.
وأطلع رئيس الوزراء الليبي المكلف المبعوث الخاص على رؤيته لخارطة طريق تهدف إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية والتنموية في البلاد. واتفق كلاهما على أهمية عقد جلسة رسمية لمجلس النواب الليبي في أسرع وقت ممكن للتصويت على منح الثقة للحكومة.
ومن جانبه، أعرب كوبيش عن التزام الأمم المتحدة بدعم السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة، في سعيها لتوحيد البلاد، وتعزيز تقديم الخدمات للشعب الليبي، فضلاً عن تهيئة البلاد لإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر 2021.
والتقى كوبيش، في وقت سابق، رفقة الأمين العام المساعد منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ريزدون زينينغا، مع وفد حكومة «الوفاق» الوطني في اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، حيث ناقشوا سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة والشركاء الدوليون من أجل تسريع التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
وتطرق الاجتماع إلى انتهاك حظر التسليح الذي تفرضه الأمم المتحدة، فضلاً عن توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية. كما ناقشوا سبل تسريع فتح الطريق الساحلي.
إلى ذلك، كشف عضو مجلس النواب الليبي صالح قلمة، أمس، كواليس اللقاء الذي جمع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة مع رئيس مجلس النواب وأعضاء البرلمان في مدينة طبرق، أمس الأول، مشيراً إلى أن الدبيبة أكد أن زيارته للمستشار عقيلة صالح جاءت كونه الرئيس الشرعي للبرلمان.
وأكد النائب قلمة في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الدبيبة حرص على التشاور مع كافة الأعضاء الممثلين عن الجنوب والشرق والغرب، موضحاً أنه تحدث بإيجابية وتطرق لعدد من القضايا المحلية خاصة المرحلة التمهيدية الصعبة. وأشار إلى أن رئيس الحكومة نقل للنواب تفاصيل زيارته إلى مصر لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأوضح النائب الليبي أنهم تطرقوا خلال اللقاء مع رئيس الحكومة لتوزيع الحقائب الوزارية خاصة السيادية، مؤكداً ضرورة ألا تقل حصة الجنوب الليبي عن 30 في المئة، مشيراً إلى أن ملامح الحكومة الجديدة المزمع طرحها خلال أيام لم تتضح معالمها.
ودعا الدبيبة الدول المتدخلة في الشأن الليبي لاحترام سيادة البلاد. وأكد، في فيديو نقلته وسائل إعلام محلية، أنه ينوي زيارة مدن الجنوب الليبي والوقوف على احتياجاته في ظل تردي الأوضاع التي تسوء بشكل أكبر عن الشرق والغرب، موضحاً أنه لن يقبل بأي شخصية في حكومته لا تستطيع العمل في كافة أنحاء ليبيا. وأضاف: «سنعمل مع الجميع بالتساوي، ولن تكون هناك حرب جديدة، وسنتعامل مع كل الجرحى والمبتورين دون استثناء».
وأشار رئيس الحكومة الليبية الجديدة إلى أنه سيزور محافظة طبرق مرة ثانية للوقوف على احتياجات المدينة، مؤكداً أن مشروعه الحكومي قائم على أربعة مبادئ أساسية أبرزها عودة الكرامة لليبيين، واحترام الدول لكافة المواطنين الليبيين.
من جانبه، شدد رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الليبي يوسف العقوري على أهمية منح الثقة لحكومة الوحدة من قبل البرلمان الليبي، الممثل الشرعي للشعب الليبي والمنتخب ديمقراطياً، وهو من شأنه إعطاء الحكومة السند الشرعي لتتمكن من القيام بعملها دون التشكيك في شرعيتها، امتثالاً للأعراف الديمقراطية في العالم القاضية بمنح الثقة للسلطة التنفيذية من قبل السلطة التشريعية.
وأكد العقوري، في بيان، ضرورة استجابة البرلمان لتطلعات الشعب الليبي الذي ينتظر توحيد مؤسساته بعد سنوات من الانقسام، داعياً إلى ضرورة التئام صفوف أعضاء البرلمان وعقد جلسة مكتملة النصاب القانوني في مدينة سرت لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
