الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«المصرف المركزي» آخر المعاقل التي يتآمر عليها «حزب الله»

ناشطون لبنانيون يرفعون لافتات تحمل صورة الناشط لقمان سليم في مظاهرة بوسط بيروت (أ ف ب)
10 فبراير 2021 00:17

شادي صلاح الدين (لندن)

اتفق محللون سياسيون على أن ميليشيات «حزب الله» الإرهابية تتمتع بنفوذ كبير على السياسة والأعمال في لبنان منذ فترة طويلة، لكن الجديد هو رغبة هذه الجماعة، المدرجة في عدة قوائم كمنظمة إرهابية، في السيطرة على البنك المركزي للبلاد «مصرف لبنان» ومعه على الحياة المالية للبنان.
وأكد المحللون أن المعركة الحالية تدور حول العقوبات الأميركية، التي تسببت في إغلاق مئات الحسابات المرتبطة بـ«حزب الله» والتي تهدد شبكة الدعم الاجتماعي للميليشيات المسلحة.
وتسبب إغلاق بنكين مقربين من الحزب منذ فرض العقوبات في عام 2014 مع تمرير «قانون منع التمويل الدولي لحزب الله» في أزمة مالية للحركة، واستهدف القانون تبييض الأموال مما أضر بالعديد من عمليات «حزب الله».
وذكرت صحيفة «صايبرس ميل» القبرصية في تقرير لها أن الجميع يتوقع أن يرفض أي محافظ للبنك المركزي مؤيد لـ«حزب الله» ببساطة تنفيذ طلبات الامتثال من الولايات المتحدة، ناهيك عن أي طلبات تتعلق بالعقوبات المفروضة على الميليشيات المدعومة من إيران.
ومن شأن أي محافظ للبنك المركزي يسيطر عليه «حزب الله» أن يربط لبنان بالمحور الإيراني، ليحول ما تبقى من الاقتصاد اللبناني إلى ملاذ آمن لغسيل الأموال وأنشطة التمويل العسكري التي اعتمد عليها الحزب في إفريقيا وأميركا اللاتينية.
واستهدف أنصار «حزب الله» البنك المركزي اللبناني في مناسبات عديدة في عامي 2019 و2020 حيث حاول المتظاهرون المرتبطون بالحركة اقتحام مبنى البنك، ودعوا إلى استقالة المحافظ، وذلك ليس من المستغرب أن يحاول «حزب الله» اليوم الإطاحة برياض سلامة، محافظ مصرف لبنان منذ 1993.
وفي مقابلة مع صحيفة «صايبرس ميل»، أوضح نائب محافظ البنك المركزي السابق محمد بعصيري: «إذا اعتبرنا أن حزب الله يخضع لعقوبات أميركية منذ سنوات عديدة، وعندما نأخذ في الاعتبار المتطلبات الأساسية للبنك المركزي ولفرض البنوك مثل هذه العقوبات، يمكن للمرء أن يستنتج أن أي علاقة قد توجد بين الاثنين يمكن وصفها بأنها متوترة وتؤدي في النهاية إلى الصراع». وأضاف: «إن الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان جعل المحافظ هدفاً سهلاً للميليشيات التي تسعى للسيطرة على السياسة النقدية في لبنان وفتح قبضة العقوبات الأمريكية على عملياتها المالية».
ووفقاً للمحلل الاقتصادي جيسي طراد، فإن البنك المركزي هو آخر مكان لم تثبت فيه سيطرة «حزب الله» حتى الآن.
وعلى صعيد آخر، لايزال الشارع السياسي اللبناني في حالة من الغليان منذ اغتيال الناشط لقمان سليم، والذي عرف عنه انتقاده الشديد لـ«حزب الله» وطريقة عمله وكشفه لأهدافه الحقيقية.
سلسلة من التقارير عبر وسائل الإعلام العالمية أشارت إلى أن ملابسات مقتل سليم وأصحاب المصلحة تؤكد ضلوع الحركة التي يتزعمها حسن نصر الله، لكن يبقى السؤال من يستطيع توجيه أصابع الاتهام لهم.
ووصفت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية لقمان سليم بأنه ناشط كان يعلم أنه سيتم اغتياله، مضيفة أنه من المدهش أن قاتليه انتظروا سنوات عديدة لاغتياله بالفعل، مشددة على أنه لا شك في أن التنظيم المسلح هو المسؤول عن مقتل سليم وأن لا أحد في بيروت يشك في إمكانية إجراء أي تحقيق يتسم بالشفافية في هذه الجريمة.

الميليشيا تستخدم البنى التحتية المدنية في برج البراجنة لتخزين الصواريخ
سلط تقرير جديد الضوء على استخدام ميليشيات «حزب الله» الإرهابية المنهجي للبنية التحتية المدنية لحماية تخزين الصواريخ ومواقع لإطلاق الصواريخ في برج البراجنة بلبنان.
وألقى التقرير، الذي أعده مركز «ألما للبحوث والتعليم الإسرائيلي للشؤون الجيوسياسية»، الضوء على مؤسسة خيرية اجتماعية تسمى «لجنة الأوقاف الإسلامية الشيعية في برج البراجنة»، استخدمها «حزب الله» كستار لتخزين مجموعة من صواريخ طراز «فاتح 110» متوسطة المدى على مقربة من مواقع مثل مدرسة ثانوية في بيروت.
من جهته، أكد مدير قسم الأبحاث بمركز «ألما»، الرائد احتياط تال بري، أن «هذا التقرير يعد استكمالاً لتقرير سبق ونشره المركز في يوليو 2020، كشف عن 28 موقعاً لصواريخ «فاتح 110» في بيروت.
كما أضاف بري، الذي قضى 20 عاماً كضابط مخابرات في جيش الدفاع الإسرائيلي متخصص في لبنان وسوريا: «بعد نشر التقرير الأول لمركز ألما، تمت مواصلة استخراج البيانات وتحليل المعلومات الجديدة»، مشيراً إلى أنه في هذا الإطار، تم التوصل إلى كشف هويات أصحاب الأراضي والمباني التي ضمت مخازن صواريخ «حزب الله».
إلى ذلك، قادت جهود استكمال البحث عن معلومات جديدة من جانب مركز «ألما» إلى لجنة الأوقاف الشيعية في برج البراجنة، وهي جمعية خيرية اجتماعية نشطة منذ 25 عاماً والمعروفة ككيان داعم لتنظيم «حزب الله».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©