الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عبدالله بن زايد: نتطلع لمنطقة عصرية وآمنة ومزدهرة

جانب من المؤتمر الصحفي بين عبد الله بن زايد ولافروف (تصوير سعيد جمعوه)
15 ديسمبر 2020 02:45

موسكو (وام)

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية ترتبطان بعلاقات استراتيجية شاملة، وشدد على العمل المشترك بين البلدين الصديقين من أجل جعل منطقتنا ليست فقط آمنة ولكن أيضاً مزدهرة وعصرية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه مع معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموه إلى روسيا.

علاقات استراتيجية
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «صديقي سيرجي لافروف، ممتن لوجودي معكم، ولكلمات الإطراء تجاه بلدي، ونحن في الإمارات فخورون بأن تربطنا مع روسيا الاتحادية هذا العلاقات الاستراتيجية الشاملة».
وأضاف سموه أنه «خلال فترة كوفيد - 19 اتضح لنا بصورة كاملة وشاملة أن العلاقة التي تربط بين روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة ستخطو خطوات كبيرة إلى الأمام في السنوات القادمة». وأعرب سموه عن «فخره العميق بما قامت به فرق العمل وسفارتا البلدين في موسكو وأبوظبي من جهد رائع خلال فترة كوفيد، وآخر الخطوات التي تحدث عنها زميلي وزير الخارجية الروسي أنه بدأت في الإمارات، وهي المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الروسي».

تجمع عالمي مهم
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «العام القادم سنحظى باستضافة (إكسبو 2020) في مدينة دبي الذي تم تأجيله من عام 2020 إلى عام 2021 ومتأكد من أن حضور روسيا الاتحادية سيكون حضوراً شيقاً ورائعاً، ونتطلع لأن يكون هذا المعرض أول تجمع عالمي مهم بعد الخروج من حالة (كوفيد - 19)».
وأضاف سموه: «نعتقد أنها ستكون فرصة مهمة للمجتمع الدولي لأن يظهر مدى ارتباطه وتعاونه وإنجازه خلال فترة قصيرة جداً وتاريخية الحصول على هذا العدد الكبير من اللقاحات، ونتطلع إلى أن يكون العالم أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة هذه التحديات». وقال سموه: «معالي الوزير مرة أخرى نحن محظوظون بأن تربطنا علاقة قوية ومتينة ومتطورة مع روسيا الاتحادية وشكراً لكم».

  • خلال اللقاء بين عبد الله بن زايد ولافروف
    خلال اللقاء بين عبد الله بن زايد ولافروف

ترحيب بالمبادرات الروسية
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، رداً حول عدد من الأسئلة التي طرحها ممثلو وسائل الإعلام الروسية، وتركزت حول تعزيز الأمن في منطقة الخليج العربي وليبيا، والقضية الفلسطينية، والأزمة الخليجية: «نحن بالتأكيد نرحب بالمبادرات الروسية للتهدئة في المنطقة، وما يهمنا في منطقتنا هو (العصرنة)، كيف نستطيع أن نعمل سوياً من أجل بلدان عصرية نامية متطورة مزدهرة». 
وأضاف سموه «إن هناك فرصاً عديدة للتطور وتحسين الظروف المحيطة بمنطقة شهدت الكثير من التحديات، نحتاج إلى أن نبتعد من محاولة جعل المنطقة مزدحمة بأسلحة الدمار الشامل، الصواريخ الباليستية، الطموحات لتطوير أسلحة نووية، الدعوة إلى عودة أفكار استعمارية في المنطقة، والهيمنة والتطرف، تحدثنا لفترة طويلة كدول عن مفهوم الإرهاب، لكن علينا أن نبحث عن مفهوم الكراهية والتحريض والتطرف في المنطقة والعالم، وهذه قضية معالجتها ملحة».
وقال سموه: «نعمل سوياً مع أصدقائنا الروس من أجل جعل المنطقة ليست فقط آمنة، ولكن مزدهرة وعصرية»، وأكد أن «روسيا بلد شريك وصديق ونتعاون معها في قضايا مختلفة وهموم متعددة، وكنت أذكر قبل قليل ضرورة العمل ليست فقط لمواجهة الإرهاب، ولكن أيضاً مواجهة التطرف والكراهية».

التحدي الليبي
وتطرق سموه إلى الشأن الليبي، وقال «ليبيا تواجه تحدياً كبيراً بعد انهيار النظام فيها وبعد حدوث انتخابات لمرتين بها واختطاف الجماعات الإرهابية والمتطرفة للسلاح والهيمنة على الوضع السياسي». 
وأكد سموه أن ليبيا تبقى بلداً عربياً مهماً، بلد نتطلع سوياً مع روسيا إلى أن يستقر عما قريب.
وقال: «شاركنا سوياً مع روسيا في قمة برلين حول ليبيا، ودعمنا المسار السياسي، وسنعمل مع زملائنا من لقاء برلين وأصدقائنا حول العالم والجامعة العربية لضمان استقرار الأوضاع في ليبيا في أسرع وقت ممكن».

القضية الفلسطينية
وعن القضية الفلسطينية، قال سموه: «معالي الوزير، التنسيق مع روسيا الاتحادية، ومع أصدقائكم في الدول العربية حول القضية الفلسطينية سيظل في غاية الأهمية، ونأمل أن نستطيع العمل معاً من أجل إنعاش عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكن كما أن هذا يحتاج إلى دفع الأطراف، فإنه يحتاج أيضا لتبيان للأطراف ما هو الأفق لهذا الحل». وأضاف: «لسنوات عديدة لم يكن هناك أفق، وهنا لابد أن أشير إلى أن روسيا الاتحادية كان لها موقف إيجابي وبناء لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأتمنى أن نستطيع العمل معاً، مع روسيا والرباعية الدولية والجامعة العربية في إبراز أن هناك أملاً في المنطقة في السلام».

التضامن العربي
وقال سموه: «نحن في الإمارات نرحب بجهود ودور دولة الكويت الشقيقة، ولا شك أن إعادة التضامن العربي مهم في هذه الظروف، ونعتقد دوماً أن المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية هما ركيزتان أساسيتان لهذا التضامن».
وأضاف سموه: «إذا بقيت دول داعمة وراعية للإرهاب والتطرف في المنطقة ستكون هناك مشكلة، لكن دائماً تبقى هذه التحديات ومعالجتها ذات أهمية عندما نعالجها من جذورها».
وذكر سموه: «نرى أن هناك اليوم دولاً في المنطقة متجهة نحو التمدن وهناك دولا متجهة نحو عكس التمدن وليس علينا فقط أن ننجح الدول التي تتجه نحو الحضارة والعصرنة والمدنية، ولكن أيضاً علينا أن نشجع الدول المتجهة في الاتجاه المعاكس أن تسلك هذا النهج».

نمو مستمر للعلاقات 
من جانبه، قال معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية خلال كلمته: «أجرينا مباحثات مثمرة مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والأجندة الإقليمية والدولية».
وأضاف معاليه: «قادة كلا البلدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حددا خلال مباحثات 2018 النهج الاستراتيجي للشراكة بين البلدين، وتم تثبت ذلك خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الروسي إلى الإمارات العربية المتحدة، وتم خلالها التأكيد على ضرورة تطوير هذه العلاقات بناء على هذا النهج».
وأشار إلى أن هناك نمواً مستمراً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وشهد حجم التبادل التجاري نمواً بنسبة 60 في المائة خلال 9 أشهر كما أن اللجنة المشتركة بين البلدين تعمل بشكل ناجح، وهناك تطور مستمر في العلاقات الثنائية في العديد من المجالات. وقال معاليه: «تطرقنا خلال مباحثاتنا إلى الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهناك تقارب في وجهات النظر، وناقشنا الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وآخر التطورات بين إسرائيل وفلسطين والشؤون الأمنية في منطقة الخليج العربي.

تعزيز العلاقات
كان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قد عقد قبيل المؤتمر الصحفي اجتماعاً مشتركاً مع معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية.
وشهد الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وتنمية التعاون المشترك في المجالات كافة منها الاقتصادية والتجارية والصحية والطاقة المتجددة والثقافية والطيران، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها اليمن وسوريا وليبيا. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع مع معالي وزير الخارجية الروسي: «الزميل والصديق معالي سيرجي لافروف أنا ممتن للتواجد في موسكو مرة أخرى، أشكركم وأشكر فريقكم على حسن الإعداد وحسن الضيافة، وأتمنى لكم سنة سعيدة وأعياد ميلاد مباركة». وأكد سموه أنه «خلال كورونا اتضح لنا من هم أصدقاؤنا ومن هم شركاؤنا وأنا سعيد جدا أن أقول أنه خلال كورونا أصبحت صداقتنا وشراكتنا اليوم أقوى». وأضاف: «نحن في الإمارات ممتنون للعلاقة المتطورة مع روسيا الاتحادية في كل الصعد، وأتطلع خلال لقائي بكم إلى أن نستطيع العمل على علاقة ليست فقط متطورة، ولكن مزدهرة أيضاً».
وقال سموه: «معالي الوزير دعني أشكركم شخصياً على مدى اهتمامكم بهذه العلاقة، نحن نعرف مدى حرصكم الشخصي على هذه العلاقة، وأؤكد لكم أن الإمارات ستكون البلد التي تزدهر علاقاتكم معها في السنوات والعقود القادمة،
وبالتأكيد فإن (إكسبو 2020 دبي) سيكون حدثاً آخر يجمعنا معنا، وستكون روسيا في قلب هذا الحدث المهم».
وأضاف سموه: «لا يسعني معالي الوزير إلا أن أتذكر بكثير من الانبهار رحلة الفضاء التي رافق خلالها رائدنا هزاع المنصوري زملاءه على متن الصاروخ الروسي ليكون أول رائد فضاء إماراتي يزور محطة الفضاء الدولية وهذا تاريخ لا يمكن أن ينسى ويشكل علامة مفصلية».
حضر اللقاء الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة ومفوض فوق العادة لدى روسيا الاتحادية، وميخائيل بوغدانوف المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدد من مسؤولي البلدين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©