الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصادر عسكرية لـ«الاتحاد»: تركيا تدفع نحو التصعيد العسكري في ليبيا

سفينة تركية تفرغ شحنة أسلحة ومدرعات في ميناء طرابلس (أرشيفية)
5 ديسمبر 2020 02:10

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

وصلت 6 طائرات شحن عسكرية تركية إلى قاعدة «الوطية» الجوية غرب ليبيا، أمس، لنقل معدات عسكرية وأسلحة للميليشيات التابعة لحكومة «الوفاق»، وذلك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد».
وأكدت المصادر الليبية أن الجانب التركي أرسل بنحو 25 طائرة شحن عسكرية إلى الميليشيات المسلحة غرب البلاد منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في جنيف، محذرةً من أي محاولات تقوم بها أنقرة تدفع نحو تصعيد عسكري جديد في البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن القيادة العامة للجيش الليبي متيقظة لما يجري وتستعد لأي محاولات تركية لخرق وقف إطلاق النار في البلاد، موضحةً أن التحركات المشبوهة التي تقوم بها أنقرة تهدف للتشويش على مسار اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.
بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب إن استمرار تدفق الأسلحة عبر جسر جوي تخرج فيه الطائرات العسكرية التركية من مطارات تركيا لتهبط في القواعد والمطارات الجوية الليبية المحتلة من قبل تركيا يشير إلى أن ما تقوم به البعثة الأممية من اجتماعات ومسارات وحوارات يأتي في مسار وما تخطط تركيا وحلفائها له يأتي في مسار مناهض.
وأكد امغيب أن التحشيد العسكري التركي الذي لم يتوقف يدل على أن أردوغان يرفض أي حلول للتسوية السياسية، موضحاً أن أنقرة ماضية في اتجاه الحرب والسيطرة على الحقول النفطية في الجنوب الليبي كمرحلة أولى ثم التقدم نحو الهلال النفطي وسط البلاد، وذلك في استهزاء واضح بقرارات مجلس الأمن وكل ما صدر عن مخرجات مؤتمر برلين، على حد قوله.
وحول إمكانية التوصل لآلية لانتخاب رئيس مجلس رئاسي ورئيس حكومة جديد في منتدى الحوار السياسي الليبي، استبعد امغيب التوصل لأي اتفاق بسبب تغذية أطراف دولية للخلاف بين المتحاورين عبر استخدام المال الفاسد والوعود الكاذبة.
ورداً على التحركات التي تجري لعقد جلسة للبرلمان الليبي في مدينة غدامس، حذر البرلمان الليبي من محاولات تفتيت المجلس في ظل وجود إصرار على عقد جلسة لمجلس النواب الليبي في مدينة غدامس، مشيراً إلى وجود غموض ولغط كبير معربة عن أسفه عن تحركات تهدف لتفتيت البرلمان سواء عن جهل أو قلة معرفة أو تعمد.
من جانبه، أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي النائب علي التكبالي أن جهود الأمم المتحدة فشلت في ليبيا بسبب محاباة طرف على حساب الآخر، مشيراً إلى أن البعثة الأممية لا تختار الفاعلين والمؤثرين من الأطراف المتنازعة على الأرض. وحذر التكبالي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» من غض الطرف عن نشاط تركيا المشبوه في الأراضي الليبية، والمحاولات التي تجري لخلق حكومة «كرتونية» تبيح لهم الدخول إلى ليبيا عن طريق تبني الاتفاقيات السابقة الموقعة بين حكومة الوفاق والنظام التركي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات «الوفاق» خرق تفاهمات اجتماعات المسار العسكري الليبي، وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، عن التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري الفني المشترك مع وزارة الدفاع الإيطالية، والتي تشمل التدريب والمعلومات الفنية والدعم والتطوير والصيانة والاستشارات وتبادل الخبرات في مجال الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود البرية والبحرية والجوية وعمليات مكافحة المخدرات والتهريب، والتخلص من الذخائر والألغام وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية والطوارئ الصحية.
كما تشمل اتفاقية التعاون العسكري الفني المشترك بين وزارتي الدفاع، المشاركة في التدريبات العسكرية والمناورات المشتركة وإجراء تدريبات قصيرة المدى والقيام بزيارات للمطارات والموانئ لأجل الدعم والتعاون في هيكلة وتنظيم المؤسسات العسكرية والمدنية والنظم القانونية الخاصة بها، وبناء وتجهيز الوحدات العسكرية والمدنية وإدارة الموظفين وتدريبهم، بما في ذلك التعاون في مجال الطب العسكري، من خلال تأهيل الكوادر الطبية والطبية المساعدة وتوريد الأجهزة والمعدات.
يذكر أن مخرجات اللجنة العسكرية الليبية في جنيف قد اتفقت على تجميد كافة الاتفاقيات الخاصة بتدريب أي قوات ليبية في الداخل والخارج، فضلاً عن الدعوات الدولية المتكررة لضرورة عدم توقيع أي اتفاقات جديدة إلى حين تشكيل حكومة ليبية جديدة.
بدوره، توقع عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا سعد بن شرادة تجدد القتال والذهاب إلى حرب حال انهيار المسار السياسي وفشل التوصل إلى تفاهمات، مؤكدا أن ما يجري مؤشر خطير ويهدد وقف إطلاق النار في البلاد.
وأكد بن شرادة في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الحرب لن تكون بين الليبيين لكنها ستتحول لصراع دولي على الأراضي الليبية وهو ما يرفضه أبناء ليبيا، داعياً المتحاورين إلى ضرورة التوافق لتشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت.
وأوضح أن نجاح منتدى الحوار السياسي يتوقف على نية  الـ 75 شخصية المشاركة وضرورة انتهازهم الفرصة للخروج بحكومة وحدة وطنية بعد التوصل لآلية محددة لاختيار رئيس المجلس الرئاسي الليبي ورئيس الحكومة، مشدداً على ضرورة ضغط الأمم المتحدة على المشاركين في الحوار السياسي للخروج بحكومة والعمل على توحيد المؤسسات ودعم مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية.
إلى ذلك، قالت عضو لجنة الحوار السياسي الليبي آمال بوقعيقيص إن مهمة فريق حوار تونس تنحصر فقط في وضع الآليات اللازمة لتنفيذ توصيات مؤتمر برلين، وهي تعديل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة تنفيذية منفصلة مهمتها تقديم الخدمات والاستعداد للانتخابات المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©