السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حلفاء «الناتو» مستاؤون من استراتيجية أردوغان العدوانية

حلفاء «الناتو» مستاؤون من استراتيجية أردوغان العدوانية
5 ديسمبر 2020 02:10

شادي صلاح الدين (لندن)

تزايدت في الشهور الأخيرة حالة الاستياء، التي يشعر بها المسؤولون في الغرب تجاه تركيا، بسبب سلسلة المشكلات التي يفتعلها الرئيس رجب طيب أردوغان على جبهات عدة. ورغم أن هذه المشكلات كانت تقف عند حد الانتقادات الإعلامية فقط من جانب الولايات المتحدة في ظل قيادة الرئيس ترامب، إلا أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض سيزيد الأمر سوءاً بالنسبة للنظام في أنقرة.
واشتكى أردوغان مما وصفه «بالمؤامرة الدولية التي تتشكل ضد تركيا». لكن العديد من النقاد والمحللين السياسيين الأتراك والأجانب يؤكدون أنه لا توجد مؤامرة، وإنما ردود فعل، ترجع إلى حد كبير، إلى استفزازات أردوغان، وخصوصاً ضد دول الاتحاد الأوروبي وحلفاء تركيا في «الناتو»، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «صوت أميركا».
ونقلت الشبكة الأميركية عن المحللين السياسيين استيائهم من تهديدات أردوغان، كلما واجه مشكلة، بفتح الأبواب أمام المهاجرين للتدفق مرة أخرى إلى أوروبا، الأمر الذي يشير بقوة إلى عملية ابتزاز سياسي سئم منها القادة الأوروبيون. ويقول منتقدون غربيون: إن مشاكل تركيا الاقتصادية هي نتيجة لسوء إدارة أردوغان للاقتصاد، وليس لأي سبب آخر. وإضافة إلى ذلك، اتهم الرئيس التركي ومساعدوه الدول الأوروبية بالتكتل لتخريب طموحاته الجيوسياسية، خصوصاً في شرق البحر المتوسط. لكن المراقبين الأوروبيين وجيران تركيا الإقليميين يؤكدون أن القانون البحري يقف إلى جانب أثينا وقبرص، متهمين أنقرة بتبني «سياسة حافة الهاوية» وخاصة تحريك بعض السفن الحربية التركية لمواجهة سفن اليونان.
وفي أكتوبر، ومع تصاعد الانتقادات الأوروبية حول المغامرة التركية، بما في ذلك التدخل العسكري في شمال سوريا بهدف طرد الأكراد السوريين، توترت علاقات أردوغان بالتكتل الأوروبي.
ولطالما كانت نظريات المؤامرة سمة من سمات الحياة الثقافية والسياسية لدى النظام التركي. وخلال فترة حكمه التي استمرت 17 عاما، اتهم المحللون السياسيون أردوغان بإذكاء الخوف التركي الذي طال أمده من أن تكون محاصرة من قبل قوى أجنبية وتحاصرها قوى خارجية غامضة تتوق لإضعاف البلاد ومنعها من استعادة «العظمة العثمانية».
ونقلت صوت أميركا عن «مارك بيريني»، المحلل في مجموعة أبحاث كارنيجي أوروبا: في تأجيج الخلافات الحالية في شرق البحر المتوسط، تستخدم القيادة التركية سرداً يدور حول استعادة «أمجاد الغزو العثماني» و«معارك وحروب ضخمة غير محددة».
وأوضح أنه من الخلاف الدبلوماسي مع فرنسا حليفة «الناتو» حول فرض حظر دولي على الأسلحة على ليبيا، إلى نشر قوات خاصة ومرتزقة تدفع لهم أنقرة في طرابلس. ومن المغامرات العسكرية في شمال سوريا وناجورنو قرة باغ، إلى التنقيب غير القانوني لتركيا في المياه القبرصية، يحشد الزعيم التركي قائمة رائعة من المعارضين تتوق للتخلص منه.
وأكد التقرير أنه يبدو أن أنقرة أكثر استعداداً من أي وقت مضى، لتحدي الحلفاء والأعداء، على حد سواء، في السعي للحصول على دور أكبر على المسرح العالمي. وإذا بدأت الدول الغربية وجيران تركيا في تنسيق استراتيجيات الاحتواء، فسيكون ذلك نتيجة لهدف أردوغان العدواني المتمثل في توسيع النفوذ التركي في البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود.

الاتحاد الأوروبي مستعد لمعاقبة أنقرة
أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أمس، أن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة لفرض عقوبات على تركيا بسبب استمرار «أفعالها الأحادية وخطابها المعادي»، مشيراً إلى أن أنقرة لم تخفض التصعيد في أزمتها مع اليونان.
قال ميشال: «أعتقد أن لعبة القط والفأر يجب أن تنتهي» في إشارة إلى دخول سفن تركية للتنقيب عن الغاز، بشكل متكرر، إلى مياه يونانية.. وأضاف: «قمنا بمد يدنا إلى تركيا في أكتوبر.. لكن تقييمنا  للوضع سلبي، مع استمرار الأفعال الأحادية والخطاب المعادي».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©