الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بايدن يقاوم دعوات «الديمقراطيين» لملاحقة ترامب قضائياً

بايدن يلوح لأنصاره من مقر حملته في ويلمنجتون (رويترز)
20 نوفمبر 2020 00:37

دينا محمود (لندن)

قبل شهرين على دخوله المقرر للبيت الأبيض في العشرين من يناير المقبل، كشف مقربون من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أنه لا يعتزم الإنصات على ما يبدو لدعوات متصاعدة في أروقة حزبه الديمقراطي، لفتح تحقيقات بشأن سلفه المرتقب الملياردير الجمهوري دونالد ترامب، والسياسات التي انتهجها خلال السنوات الماضية، وكذلك تصرفات المسؤولين البارزين في إدارته.
ووفقاً للمصادر، أعرب بايدن عن قلقه من أن إجراء مثل هذه التحقيقات، سيؤدي إلى «تفاقم الانقسامات في بلد يسعى جاهداً لتوحيده»، وذلك بعدما أبرزت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وجود خلافات عميقة بين الأميركيين. كما يخشى الرئيس المنتخب من أن «تُستهلك» فترة رئاسته في هذه الحالة، في سجالات قانونية معقدة.
وفي تصريحات نشرها موقع شبكة «إن بي سي نيوز» الإخبارية، قالت خمسة مصادر على اطلاع على النقاشات التي يجريها بايدن في هذا الصدد إنه: «أَسَرَّ لمستشاريه، بأنه لا يشعر بالارتياح إزاء أي تحقيقات قد يتم إجراؤها بشأن السجلات الضريبية لترامب، ولا يرحب كثيراً بأن يطعن في أي أوامر قد يصدرها الرئيس الجمهوري، لمنح الحصانة لفريق العاملين معه، قبل مغادرته المكتب البيضاوي».
ومن بين الأسباب التي ساقها الرئيس المنتخب في هذا الشأن، كونه يعتقد «أن فتح تحقيقات مع ترامب، سيُقصي أكثر من 73 مليون ناخب أميركي صوتوا لصالح الرئيس الجمهوري»، وهو ما يثير في المقابل حفيظة بعض الديمقراطيين، الذين يرون أن على «بايدن إعطاء الأولوية لمخاوف مؤيديه، وليس دواعي قلق منتقديه». 
واعتبر أحد مستشاري الرئيس الديمقراطي، أن الأهمية التي يكتسي بها تبني موقف متوازن في هذا الشأن، دفعت بايدن للقول إن «اختياره لمرشحه لتولي وزارة العدل، سيكون أحد أهم قراراته على صعيد التعيينات الرئيسة في إدارته»، وذلك في ضوء أنه سيُناط بهذه الوزارة، إجراء أي تحقيقات محتملة مع ترامب أو أركان إدارته.
وبحسب مساعدين لـ«بايدن»، فإنه «يرغب في أن تعمل وزارة العدل بشكل مستقل عن البيت الأبيض، ولا يريد أن يكون له دور في تحديد طبيعة ما يتم التحقيق فيه من جانب أجهزة إنفاذ القانون، وما يجري تجنبه». 
وخلال الحملة الانتخابية، قال بايدن عدة مرات إنه «سيترك أي قرار بشأن مقاضاة ترامب إلى وزير العدل»، وهو أيضاً المدعي العام للولايات المتحدة. وفي إحدى مناظرتيْه مع منافسه الجمهوري، أكد الرئيس المنتخب أنه إذا «تبين أن ترامب انتهك القانون، وتتوجب محاكمته جنائياً، فليَكُنْ.. لكنني لن أقوم بتوجيه الأمور إلى هذه الجهة».  وتعزز هذه التصريحات العلنية، صحة ما نُسِبَ إلى عدد من المستشارين الديمقراطيين للرئيس الأميركي السادس والأربعين، من أنه «لا يميل لرؤية وزارة العدل في إدارته، وهي تتولى التحقيق مع ترامب».
وقال مستشاران لبايدن، لم يتم الكشف عن هويتهما إنه «يريد فقط المضي قدماً» على طريق تنفيذ برنامجه الانتخابي، وخاصة حيال ملفات الاقتصاد ومواجهة وباء كورونا ومواجهة المشكلات العرقية في الولايات المتحدة، والتغير المناخي «دون النظر إلى الوراء لإدارة ترامب، فوجهة نظره تتمثل في أننا بحاجة إلى دفع البلاد إلى الأمام». 
ولكن خبراء سياسيين في واشنطن، حذروا من أنه ربما لن يكون بوسع بايدن «تجنب هذه المشكلة تماماً، نظراً للدعوات المتوقع تصاعدها في الفترة المقبلة، للتحقيق في مجموعة من الملفات المرتبطة بترامب وسنوات حكمه».
وقال الخبراء: إن موقف بايدن حيال هذه المسألة «قد يضعه في مسار تصادمي مع بعض مؤيديه، الذين يتوقون لوضع رئاسة ترامب وكل ما جرى فيها تحت المجهر». 
ومن جهته، أشار مصدر مطلع على ذلك الملف في أوساط الحزب الديمقراطي، إلى أنه بالرغم من هذا الموقف من جانب الرئيس المنتخب، فإن فريق معاونيه «يشعر بالتردد إزاء توجيه أي إشارة إلى مسؤولي إدارة ترامب، توحي لهم بأن وزارة العدل لا تعتزم النظر في ما قاموا به خلال السنوات الأربع الماضية»، وذلك بفعل وجود أصوات تؤكد أن «القانون هو القانون»، وأنه لا ينبغي على بايدن، الحيلولة دون إجراء أي تحقيقات مع ترامب، حال توافرت أدلة تكفي للإقدام على هذه الخطوة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©