السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حملة النمسا ضد «الإخوان» نموذج لمواجهة الإرهاب

حملة النمسا ضد «الإخوان» نموذج لمواجهة الإرهاب
16 نوفمبر 2020 01:25

شادي صلاح الدين (لندن)

أثارت موجة أعمال العنف والإرهاب التي ضربت أوروبا مؤخراً تساؤلات حول الإستراتيجية التي تتبعها هذه الدول لإبقاء مواطنيها آمنين، وخصوصاً مع اتفاق معظم الخبراء على أن جماعة «الإخوان» الإرهابية تقف وراء عدد كبير من هذه الأعمال.
ويقول المحلل الأميركي لورينزو فيدينو، إنه بقدر ما كان الهجوم الإرهابي في فيينا، الذي وقع في الثاني من نوفمبر مأساوياً، ولكنه لم يكن مفاجأة كبيرة لخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، موضحاً أن الأحداث التي وقعت في فيينا، وقبل ذلك بأسبوع، في مدينة نيس الفرنسية، أعادت إلى الذهن الخطر الكبير الذي تشكله جماعة «الإخوان» الإرهابية على أوروبا.
وأكد فيدينو، في تقرير موسع نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن التهديد الإرهابي أصبح أقل حدة مما كان عليه في الأعوام 2014 - 2017، عندما قامت عناصر تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بضرب القارة بانتظام وأحياناً بهجمات مدمرة، غير أن المشهد الإرهابي في أوروبا لم يتبخر بالتأكيد، مع استمرار عناصر «الإخوان» في انتشارها في شتى أنحاء القارة العجوز. 
وكان عدد العناصر الأجنبية التي غادرت النمسا للانضمام إلى «داعش»، والذي يصل إلى 300 إرهابي، واحداً من أعلى المعدلات في أوروبا.
وأوضح المحلل الأميركي أن سياسة مكافحة الإرهاب النمساوية، رغم النجاحات الملحوظة، كانت تاريخياً بلا أنياب في مواجهة هذا التهديد الكبير والمعقد نسبياً.
وهذا لا يعني أن الحكومة النمساوية الحالية، بقيادة المستشار سيباستيان كورتس، لم تكن على علم بمشكلة التطرف، بل على العكس من ذلك، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، جعل كورتس وحزبه مواجهة التطرف، في كل من مظاهرها العنيفة وغير العنيفة، التي يرون أنها مترابطة بشكل صارم، إحدى أولويات سياساتهم.
واتخذت الحكومة النمساوية عدداً كبيراً من الخطوات في إطار محاولات ردع التطرف ومحاربة الإرهاب، ومن بينها القانون الذي أعاد تنظيم معايير تعيين الأئمة وحظر التمويل الأجنبي للمؤسسات الدينية. وأصدرت النمسا قانوناً يحظر رموز «الإخوان»، وبدأت إجراءات لإغلاق عدداً من المساجد التي تنشر التطرف، وطرد مختلف الأئمة التابعين للتنظيم الإرهابي.
وعلى هذه الخلفية، نفذت أجهزة الأمن النمساوية، الأسبوع الماضي، عملية واسعة النطاق ضد أكثر من 70 فرداً وعدة منظمات يُزعم أنها مرتبطة بجماعة «الإخوان» الإرهابية في البلاد. 
وفي هذه العملية، غير المرتبطة بهجوم فيينا، تلاحق السلطات النمساوية الجزء الأكبر من البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة في البلاد. وأكد فيدينو أن السلطات النمساوية، مثل الرئيس الفرنسي ماكرون، تدرك أن الجماعات المتشددة، بسردها المستقطب، تُشكل حاضنة وبيئة خصبة للإرهاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©