عدد اليوم
واشنطن (وكالات)
يوم ثالث بلا نتيجة حاسمة للفائز بالرئاسة الأميركية، وإن تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن أكثر في الطريق إلى البيت الأبيض مع تعداد الأصوات لصالحه في بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا. لكن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي قالت حملته «إن هذه الانتخابات لم تنته بعد»، سارع إلى التعهد بمواصلة المعارك القانونية وعدم التخلي عن القتال، وقال في بيان أصدره البيت الأبيض «لم يعد الأمر يتعلق بعملية انتخابية واحدة.. هذا الأمر يتعلق بنزاهة العملية الانتخابية بأسرها». وأضاف إنه يريد فرز وإحصاء كل بطاقة اقتراع قانونية، لكن لا ينبغي احتساب الأصوات غير القانونية. وتابع قائلا: «سنواصل هذه العملية من خلال كل زاوية قانونية ممكنة لضمان ثقة الشعب في حكومتنا. لن أتخلى أبدا عن الكفاح من أجلكم ومن أجل أمتنا». فيما كثف أنصاره من تظاهراتهم في عدد من الولايات المتأرجحة لاسيما اريزونا وبنسلفانيا ونيفادا.
ومع تقدم بايدن في بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا، تحدثت مصادر عن عزمه التوجه بكلمة للأميركيين، لكن من دون تحديد ما إذا كان سيعلن فوزه في السباق الرئاسي. ولم تعلن اي وسيلة إعلام أميركية بارزة فوز أحد المرشحين، لكنها تحدثت عن أنه في حال فوز بايدن (253 صوتا) في بنسلفانيا، فإن أصواتها ال20 في المجمع الانتخابي كافية لمنحه الفوز بمنصب الرئيس ال46، بالحصول على 273 صوتا من أصل 538، ومن دون انتظار حسم نتائج 5 ولايات أخرى، هي اريزونا (11) ونيفادا (6)، وجورجيا (16)، ونورث كارولاينا (15)، وآلاسكا (3)،
ويحتاج المرشح في السباق إلى البيت الأبيض إلى غالبية من 270 صوتا. وقد حصل ترامب على 214 حتى الآن. وبعكس المسار في بنسلفانيا وجورجيا، كان ترامب يستفيد بشكل مباشر في اريزونا من تمديد عمليات الفرز، إذ كان يلاحق بايدن المتصدر فيها. وجدد الرئيس الأميركي الاتهامات بحصول عمليات تزوير من دون أن يقدم أي دليل، وقال: «إذا أحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا».
وقال فريق حملة ترامب إن الانتخابات الرئاسية لم تنته بعد، معتبرا أن التقديرات الخاطئة التي تعلن فوز بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في أربع ولايات. وأشار مات مورجان، المستشار العام للحملة إلى أن جورجيا تتجه إلى إعادة فرز الأصوات، كما أن هناك العديد من المخالفات في بنسلفانيا ونيفادا، وترامب سينتصر في النهاية في أريزونا.
وكان ترامب قال إنه يخطط للنزاع حول نتائج الانتخابات أمام المحاكم، وأوضح في تصريحات في البيت الأبيض: «نعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الدعاوى القضائية»، مضيفا «أنه من المحتمل أن يمر الأمر عبر عملية قانونية وفي النهاية، لدي شعور بأن القضاة سيحكمون». واتهم بعض المدن بأنها فاسدة بشكل ميؤوس منه وقال «إن موظفي الاقتراع كانوا يقومون بالاحتيال عمدا»، مدعيا أنه تم احتساب «الأصوات غير القانونية». كما ألقى باللوم على «وسائل الإعلام الكبيرة، والمال الوفير، والتكنولوجيا الكبيرة» بصفتها تقف ضده لصالح منافسيه الديمقراطيين.
في المقابل، دعا بايدن مجددا إلى الهدوء والصبر، وكتب في تغريدة «لن يسلب أحد منا ديموقراطيتنا لا اليوم ولا مطلقا». وقال: «أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جارٍ وسنعرف النتيجة قريباً جداً.. ليس لدينا أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا». وقالت مديرة حملة المرشح الديمقراطي جينيفر ديلون «نحن واثقون تماما أن بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة».
إلى ذلك، كثف مؤيدون لترامب، بعضهم يحمل أسلحة، المظاهرات ضد عملية فرز الأصوات. وفي أريزونا اشتبك أنصار لترامب مع مؤيدين لبايدن لفترة وجيزة خارج مقر لفرز الأصوات في مقاطعة ماريكوبا في فينيكس، وقد تدخلت الشرطة وفضت المواجهة. وفي فيلادلفيا، عقد أنصار المعسكرين تجمعات. وقالت الشرطة إنها اعتقلت شخصين وتحفظت على سلاح في إطار تحقيق بشأن مؤامرة محتملة لشن هجوم على مركز المؤتمرات في بنسلفانيا حيث يجري فرز الأصوات.
وفي هاريسبرج، تجمع حوالي 100 من مؤيدي ترامب على سلم مبنى برلمان بنسلفانيا في إطار حملة «أوقفوا السرقة» التي نظمها الناشط المحافظ سكوت بريسلر. وفي ميلووكي، تجمع حوالي 50 من أنصار ترامب أمام مبنى حكومي يجري فيه إحصاء الأصوات ولوحوا بلافتات كُتب عليها «أعيدوا الفرز» و«مزورة». وفي لاس فيجاس، احتشد 400 محتج على الأقل أمام إدارة انتخابات مقاطعة كلارك ولوح عشرات بأعلام ضخمة ورايات تحمل صورة ترامب. وفي واشنطن، تحرك ببطء موكب من السيارات والدراجات احتجاجا على ما وصفوه بأنه «هجوم على العملية الديمقراطية» من جانب ترامب وأنصاره.
