السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الأميركية.. خطاب «التنازل» غير ملزم قانونياً

أنصار ترامب خلال تجمعهم امام مركز اقتراع في فينيكس بولاية اريزونا (أ ف ب)
7 نوفمبر 2020 00:38

لندن (الاتحاد)

وسط اشتداد المعركة الحالية بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والمرشح الديموقراطي جو بايدن، وانتظار حسم الأصوات في بعض الولايات الأميركية المتأرجحة الحاسمة للفوز بالرئاسة، تتزايد الأسئلة الخاصة باعتراف أحد المرشحين بالهزيمة في خطاب والمساعدة على الانتقال السلمي للسلطة.
واعتادت الولايات المتحدة في معظم الأحيان في تقليد شهير أن يقوم المرشح الخاسر بإلقاء خطاب «التنازل العام» أو «الاعتراف بالهزيمة» يشكر فيه الأميركيين على المشاركة في العملية الانتخابية. وعلى الرغم من صعوبة مثل هذا الخطاب بالنسبة لمرشح ما، فإنها عادة ما تكون وفقاً لصحيفة «يو إس إيه توداي» احتفالات رمزية لتكريم الديمقراطية.
واعتبرت أعمدة الرأي في صحيفتي «شيكاغو تريبيون» و«أريزونا ريبابليك» تنازل جون ماكين لباراك أوباما عام 2008 كمثال على التقليد الذي يتم بشكل صحيح. وقال ماكين في ذلك الوقت: «لقد تحدث الشعب وتحدثوا بوضوح. منذ فترة وجيزة، كان لي شرف الاتصال بالسناتور أوباما لتهنئته على انتخابه الرئيس القادم للبلاد التي نحبها كلانا». وأوضحت الصحيفة أن خطاب «التنازل» ليس جزءاً من قانون الولايات المتحدة أو الدستور، وإنما لفتة طوعية عريقة، كما قال المؤلف والمعلق الليبرالي فان جونز في أكتوبر الماضي.
وكان جونز من بين أولئك الذين تكهنوا بشأن تفاصيل ما يمكن أن يحدث إذا رفض ترامب التنازل في حال خسر الانتخابات الرئاسية. وبدون تنازل، يمكن عادة فتح أجزاء مخفية من العملية الانتخابية، مثل الأعمال الداخلية للهيئة الانتخابية، واستخدامها لاتخاذ قرار بشأن الانتخابات بطريقة غير مسبوقة. وقد يعني ذلك أن السباق قد يتجه نحو نتيجة تقررها المحاكم أو أجزاء غامضة من القانون. لكن التنازل يشير للناخبين إلى أنه لن يحدث أي من ذلك، وأنه يجب على المؤيدين قبول النتائج التي لن يطعن فيها المرشح الخاسر مرة أخرى.
وفي حين أن العديد من الأميركيين معتادون على نتائج الانتخابات الرئاسية والتنازلات العامة من المرشح الخاسر، التي تحدث في نفس الوقت تقريبا، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون هو الحال دائما. فمن الناحية القانونية، يمكن لمرشح لا يرغب في التنازل الطعن على الانتخابات في يناير، وذلك وفقا لتقرير صادر عن مشروع النزاهة الانتقالية، وهو جهد حديث قام به باحثون لدراسة السيناريوهات التي من شأنها أن تعرض نزاهة انتخابات 2020 للخطر. 
وتعتبر آليات توقع الفائز بالرئاسة علناً في وسائل الإعلام، وعد الأصوات رسمياً وانتخاب رئيس رسمياً منفصلة عن المرشح الذي يتنازل عن السباق. وهنا يثار تساؤل هام: هل سبق لمرشح رئاسي أن رفض التنازل؟. والإجابة أنه ليس في التاريخ الحديث، على الرغم من أن الخطاب العام شبه الفوري لم يكن دائماً الطريقة التي يتنازل بها المرشحون، وفقاً لصحيفة «ذي هيل». وبالعودة إلى التاريخ، يمكن العثور على أمثلة حيث تم انتهاك قواعد الوقت حول إعلان التنازل والإقرار بالهزيمة، بما في ذلك من قبل توماس جيفرسون.
ويعود الخطاب، الذي بات اليوم بمثابة ركن ثابت من أركان الانتخابات، ولا يستند في الحقيقة إلى أي إلزام قانوني، إلى المرشح وليام جيننجز بريان بعد يومين من خسارته لانتخابات 1896، حيث وجه برقية إلى منافسه الفائز آنذاك ويليام ماكينلي الرئيس الـ25 للولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، صاغ المرشحون تقليداً للاعتراف العلني بالهزيمة والاحتفاء بالديمقراطية في الخطابات أو في شريط الأخبار أو على التلفزيون المباشر.
لكن هل تراجع أحد المرشحين من قبل عن اعترافه بالهزيمة في الانتخابات؟. الجواب، نعم وقد حدث ذلك من قبل وتحديداً في انتخابات 2000، حيث تنازل نائب الرئيس آل جور، لجورج دبليو بوش، قبل أن يتراجع عن التنازل عندما اشتد السباق الانتخابي. وقالت كارين هيوز، مديرة الاتصالات لجورج بوش في ذلك الوقت: «لقد اتصل قبل ساعة للتنازل. واتصل بنا للتو ليتراجع عن هذا التنازل. إنه أمر لا يصدق».
وكتب نيفيل شيبرد، في عمود بـ«واشنطن بوست» عام 2018 قائلاً: «التنازلات الانتخابية ليست ملزمة بأي شكل من الأشكال». وتشمل خطابات التنازل الدعوة للوحدة الوطنية في ظل القيادة الجديدة، وتجنب الاصطفاف الحزبي والتمزق الاجتماعي بعد المواجهات الانتخابية، بجانب توجيه التحية لملايين الأميركيين المشاركين في الانتخابات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©