الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بايدن مطارد بشبح ترامب حتى لو فاز

أميركيون يتظاهرون للمطالبة بإحصاء كل الأصوات في سياتل (أ ف ب)
6 نوفمبر 2020 01:09

دينا محمود (لندن)

حذر تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية من أن الملابسات التي تشوب الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية، والجدل الدائر حول نتائجها بين المرشحيْن الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، سيلقيان بظلالهما بقوة على طبيعة الحكم في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة. وقال إن الدرس الرئيس المستفاد من الأجواء الضبابية التي تخيم على ما سيَخْلُص إليه السباق نحو البيت الأبيض، يتمثل في أن أميركا «أصبحت الآن غير قابلة لأن تُحكم» على النحو الذي كان معتاداً خلال العقود الماضية، حتى إذا أُعْلِنَ فوز بايدن، الذي تفيد البيانات بأنه حصل على عدد من الأصوات، يفوق ما حصده أي مرشح آخر خاض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة من قبل. 
وأشارت «فايننشال تايمز» في التقرير الذي أعده الكاتب إدوارد ليوس إلى أن الحصيلة الكبيرة من الأصوات، لن تمنع من أن يصبح بايدن -حال إعلان فوزه- رئيساً مُقيد الصلاحيات، أو «بطة عرجاء» كما يقول البعض، وذلك لأنه لن يحظى في أفضل الأحوال سوى بـ«تفويض ملتبس ومشكوك فيه»، من جانب الناخبين الأميركيين، الذين أظهرت الانتخابات انقسامهم على أنفسهم، على نحو كبير. ووصف هذا التفويض بأنه «أقل كثيراً مما كان يتوقعه، حتى أقل الساسة الديمقراطيين تفاؤلاًً». 
ففي ظل تقلص فرص اعتراف ترامب بالهزيمة، إذا ما أُعْلِنَ فوز منافسه الديمقراطي، سيتحول «الملياردير الجمهوري إلى بطة جريحة عازمة على الرد والانتقام والهجوم، ما يرجح لجوءه إلى القضاء للطعن في النتائج، بما سيفتح الباب لمعارك قانونية، قد تستمر لأسابيع، خاصة فيما يتعلق بالتصويت في الولايات التي خسرها بفارق ضئيل، فضلاً عن ذلك، من غير المتوقع أن يتعاون ترامب في هذه الحالة مع الرئيس الجديد خلال المرحلة الانتقالية التي تستغرق عادة نحو ثلاثة أشهر، وهو ما سيحرم الفريق الانتقالي للرئيس الديمقراطي المفترض، من الاطلاع على الكثير من التقارير المتعلقة بجهود الإدارة الجمهورية حيال ملفات حساسة، من بينها مثلاً التفاصيل الخاصة باستراتيجية مواجهة وباء كورونا.
وقالت الصحيفة: إن بايدن سيكون محظوظاً في هذه الحالة، إذا تمكن من الدفع باتجاه تطبيق الأجزاء الأقل أهمية من برنامجه الانتخابي، من قبيل ضخ استثمارات كبيرة على صعيد تشجيع التقنيات الصديقة للبيئة، وتوفير التعليم المجاني لطلاب الجامعات من أبناء الطبقة المتوسطة. ولكن وضع «البطة العرجاء» المتوقع للسياسي الديمقراطي، لن يجعل بوسعه اتخاذ قرارات أكثر جذرية، مثل إضافة ولايات جديدة إلى الولايات المتحدة، كبورتوريكو ومقاطعة كولومبيا، أو توسيع عدد قضاة المحكمة العليا. وحتى إذا شغر مقعد في المحكمة، التي يزيد فيها القضاة المحافظون حالياً على سواهم الأكثر ليبرالية، بواقع ستة قضاة مقابل ثلاثة، فلن يستطيع بايدن تمرير مرشحه بسهولة، إذ سيكون بمقدور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، عرقلة أي تحركات له في هذا الصدد. 
وأشار التقرير التحليلي إلى أن هذه الظروف المتشابكة، ستجعل من الواجب على بايدن أن يبذل قصارى جهده لبلورة مواقف وسطية، لم تعد موجودة على الساحة السياسية الأميركية، نظراً لأنه سيقع بين قوتين لا يمكن التوفيق بينهما، أولاهما يمين ترامبي عنيد راسخ الجذور، ويسار ديمقراطي يشعر بالمرارة بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية المتقاربة للغاية. ويعني ذلك أنه سيكون على الرئيس الديمقراطي إذا فاز الحرص على التعاون مع الجمهوريين، وربما تعيين واحد أو اثنين من قياداتهم ضمن إدارته الجديدة، ما يعطي زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، اليد العليا على صعيد بعض الأمور، ولاسيما بخصوص التعيينات في المناصب الرئيسة في الإدارة، التي يتعين أن تحظى بموافقة المجلس، ما يؤكد أن شبح ترامب سيواصل مطاردة أميركا في عهد بايدن داخل البيت الأبيض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©