الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جروح الانتخابات صعبة الالتئام

مناصر لبايدن في ميامي (أ ف ب)
4 نوفمبر 2020 05:33

لوس انجلوس (رويترز) 

عندما قالت الديمقراطية مايرا جوميز لابنها البالغ من العمر 21 عاماً قبل خمسة أشهر إنها ستعطي صوتها لدونالد ترامب في انتخابات الرئاسة المقررة، قاطعها واستبعدها تماماً من حياته، وأضافت «قال لي بالحرف: لستِ أمي ما دمتِ ستصوتين لترامب». وقالت جوميز (41 عاما) التي تعمل في مجال رعاية المسنين في ميلووكي، والتي يروق لها ترامب لحملته على المهاجرين غير الشرعيين وأسلوب إدارته للاقتصاد «الضرر وقع. ترامب في أذهان الناس وحش كاسر. هذا مؤسف. البعض يقاطعني ولا أعرف هل ستتغير الأمور».
جوميز ليست الوحيدة التي ترى صعوبة -إن لم يكن استحالة- في لم الشمل بعد الصدع العميق داخل الأسر وبين الأصدقاء بسبب رئاسة ترامب العاصفة حتى ولو ترك المنصب. وخلال مقابلات مع عشرة ناخبين -خمسة يؤيدون ترامب وخمسة يناصرون منافسه الديمقراطي جو بايدن- لم يبد أحد تقريبا اعتقاده بإمكان علاج الضرر الذي لحق بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية في سنوات ترامب، بل إن الغالبية ترى أن هذه العلاقات فسدت للأبد.
وطوال سنوات رئاسته الأربع، حرك ترامب مشاعر قوية بين مؤيديه ومعارضيه على حد سواء. ويبدي كثيرون من أنصاره إعجابهم بخطواته لضبط الهجرة وتعيين قضاة محافظين واستعداده للتخلي عن الأعراف وبتعبيراته الغليظة التي يعتبرونها صراحة دون مواربة. ويرى معظم الديمقراطيين وغيرهم من المنتقدين أن ترامب خطر على الديمقراطية وأنه عنصري.
والآن، ومع تقدم بايدن على ترامب في استطلاعات الرأي، بدأ الناس يتساءلون عن إمكانية جبر الكسور التي حدثت في عهد من أكثر عهود الرئاسة إثارة للانقسام في التاريخ، حتى وإن خسر ترامب الانتخابات. وقالت جيمي سال، المعالجة النفسية بمركز روتشستر للطب السلوكي في روتشستر هيلز بولاية ميشيجن «مع الأسف، لا أعتقد أن العلاج سيكون سهلاً بمجرد تغير الرئيس». وأضافت «الأمر يأخذ وقتاً وجهداً ويحتاج استعداداً من الحزبين كليهما للتسامح والمضي للأمام». وتابعت أن التوتر في العلاقات الشخصية زاد بسبب الضغوط السياسية والصحية والاجتماعية، مشيرة إلى أنه بات كثيراً ما يتوافد إليها أشخاص على خلاف سياسي مع إخوتهم أو آبائهم أو نسائهم ناهيك عن أزواجهم أو زوجاتهم.
أحدث انتخاب ترامب عام 2016 انقساما بين العائلات وأفسد صداقات وألّب الجار على جاره. ولجأ كثيرون إلى «فيسبوك» و«تويتر» لكتابة آراء تخرج طليقة بلا قيود وتصب جام الغضب سواء على ترامب أو معارضيه الكثر، في حين كانت تغريدات الرئيس تؤجج التوتر هي أيضا. وجاء في تقرير أصدره مركز بيو البحثي غير الحزبي في سبتمبر أن ما يقرب من 80 في المئة من مؤيدي ترامب ومناصري بايدن قالوا إنه ليس لديهم سوى قلة من الأصدقاء -إن وُجدوا- يؤيدون المرشح الآخر.
وقالت جيل مكورميك (77 عاما) التي انفصلت عن زوجها وليام (81 عاما) بعدما أعطى صوته لترامب عام 2016 «أعتقد أن التعافي من إرث ترامب سيستغرق وقتا طويلا». ولم يعد اثنان من أحفادها يتحدثان إليها بسبب دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات. فارقها أيضا أقارب آخرون وأصدقاء من مؤيدي ترامب. وهي لا تعرف هل سيعالج الزمن هذا الشقاق مع الأهل والأصدقاء، فكل واحد يرى أن تقييم الآخر يحيد عن المنطق تماما.
أما الناخبة الديمقراطية روزانا جوادانيو (49 عاما) فقالت إن أخاها تبرأ منها بعدما رفضت تأييد ترامب قبل أربع سنوات. وفي العام الماضي أصيبت والدتها بجلطة دماغية وتوفيت بعد ستة أشهر، لكن أخاها لم يبلغها بالنبأ الذي جاءها بعد ثلاثة أيام في رسالة بالبريد الإلكتروني من زوجته. وقالت جوادانيو، وهي أخصائية اجتماعية تعمل بجامة ستانفورد في كاليفورنيا «أبعدوني عن كل ما يخص وفاتها. كم كان ذلك موجعا». وأيا كان الفائز، فهي لا ترى أن ما فسد بينها وبين أخيها يمكن إصلاحه، رغم أنها ما زالت تحبه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©