الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الصوت الأسود».. والبيت الأبيض

لقطات منوعة من حملة بايدن في ايوا عشية الانتخابات غداً (أ ف ب)
2 نوفمبر 2020 01:10

دينا محمود (لندن)

أكد محللون غربيون، أن نسبة مشاركة الناخبين من أصول أفريقية، قد تلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة، وذلك وسط محاولات مكثفة من الحزب الديمقراطي، لاستقطاب أصوات هذه الفئة، في ضوء ترشيح كامالا هاريس سوداء البشرة، لمنصب نائب الرئيس على بطاقة مرشحه للبيت الأبيض جو بايدن. 
وقال هؤلاء، إن الديمقراطيين يرون أن الأميركيين السود، ربما يشكلون مفتاح استعادة حزبهم السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، ويراهنون في هذا الشأن على دفع أكبر عددٍ ممكن من هؤلاء الناخبين للإدلاء بأصواتهم، والحيلولة دون تكرار السيناريو الذي شهدته انتخابات 2016 من تراجع في معدل إقبال الناخبين من ذوي الأصول الأفريقية، إذ لم تتجاوز النسبة 59.6% مقارنة بـ 66.6% صوّتوا في انتخابات 2012، التي تنافس فيها الديمقراطي باراك أوباما ذو البشرة السوداء مع الجمهوري ميت رومني.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أشار المحللون إلى أن بقاء الناخبين السود في منازلهم في ولايات حاسمة، مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجن، ربما كان العامل الرئيس الذي أدى لخسارة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون الانتخابات في 2016، أمام غريمها الجمهوري وقتذاك دونالد ترامب، وذلك بفوارق ضئيلة، لم تتعدَّ في بعض هذه الولايات 11 ألف صوت.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيموري بولاية جورجيا أندرا جلاسبي، إنه إذا كان الناخبون السود قد أقبلوا بشكل أكبر على التصويت في الانتخابات الأخيرة، ربما كان ذلك سيؤدي إلى تعويض هيلاري الفارق بينها وبين ترامب في ولايات عدة؛ نظراً لضيق الهامش فيها بينهما، خاصة في ظل الأرقام التي تشير إلى أن 91% من المصوّتين سود البشرة، منحوا دعمهم للمرشحة الديمقراطية، بينما لم يؤيد سوى 6% منهم الرئيس ترامب.
ولكن المعطيات الخاصة بالانتخابات الحالية، تفيد بن الوضع هذه المرة ربما يكون مختلفاً، على صعيد إقبال الأميركيين من أصول أفريقية على التصويت، في ضوء بيانات تشير إلى أن عدد الناخبين السود فوق 65 عاماً، ممن صوّتوا بالفعل بشكل مبكر في ولايات مثل فلوريدا وجورجيا وأريزونا وتكساس، تجاوز إجمالي نظرائهم ممن أدلوا بأصواتهم في انتخابات 2016. ونقلت الصحيفة عن شركة «هوكفيش» للبيانات ذات التوجهات الديمقراطية قولها، إن نحو 142 ألف ناخب ممن صوّتوا حتى الآن في فلوريدا، إما سجلوا أسماءهم في كشوف الناخبين مؤخراً، أو لم يصوّتوا من الأصل في انتخابات 2016 الرئاسية، أو الانتخابات النصفية للكونجرس التي أُجريت قبل عامين. 
من جهتها، قالت لاتوشا براون، التي شاركت في إطلاق مبادرة تحمل اسم «صندوق الصوت الأسود يهم» لتحفيز الناخبين السود على التصويت، إن «هناك قدراً هائلاً من القلق في صفوف هذه الفئة من المصوّتين جراء التصريحات العنصرية، التي استمعنا إليها هذا العام من ترامب، بجانب عدم القدرة على التعامل بكفاءة مع وباء كورونا». واستطردت بالقول: «المواطنون السود الذين نتحدث معهم، يشعرون بالسأم ويريدون نوعاً من التغيير في هذه اللحظات».
وقضت هذه السيدة الأسابيع القليلة الماضية، في جولة قامت بها على متن حافلة، جابت أكثر من 10 ولايات، والتقت خلالها ممثلين عن المواطنين ذوي الأصول الأفريقية، في محاولة لتجنب الأخطاء التي وقع فيها الديمقراطيون قبل أربع سنوات، ما أدى إلى وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي. غير أن «فاينانشال تايمز» أشارت إلى أن البيانات المتوافرة حالياً، تفيد بأن الناخبين السود لم يقبلوا على التصويت المبكر في ولايات مختلفة من البلاد، بقدر مماثل لما قام به نظراؤهم من ذوي الأصول الأوروبية والإسبانية. وفسرت إدريان شروبشر، المديرة التنفيذية لمجموعة «بلاك باك» التي تتولى حث الناخبين السود على التصويت، ذلك بالقول إن هذه الفئة من المصوتين «كانت تاريخياً أقرب للمشاركة في يوم الاقتراع نفسه، وليس بشكل مبكر»، وهو ما حدا بها لتوقع أن يقبل هؤلاء غداً بأعداد كبيرة على المراكز الانتخابية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©