الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الأميركية.. السباق الأهم منذ 1860 والأخطر منـذ 1932

الانتخابات الأميركية.. السباق الأهم منذ 1860 والأخطر منـذ 1932
2 نوفمبر 2020 01:10

لندن (الاتحاد)

تبدو الانتخابات الرئاسية الأميركية، غداً، فريدة من نوعها في العديد من الجوانب. فرغم أنها كسابقاتها تُجرى في الثلاثاء التالي لأول يوم اثنين من شهر نوفمبر، وتدور كذلك بين متنافسيْن جمهوري وديمقراطي، مثل غالبية السباقات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة من قبل. فلا يزال للنزال المرتقب، بعض الملامح المتفردة.
أولى هذه السمات، أنها الانتخابات الأولى التي تنظم وسط وباء اجتاح العالم بأسره، وضرب أميركا ومواطنيها بشدة، إلى حد جعله أحد الموضوعات الرئيسة على أجندة الحملة الانتخابية للغريميْن الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن. 
الوضع الراهن غير مسبوق منذ عام 1918 الذي تزامن فيه وللمرة الأخيرة، اقتراع كبير في الولايات المتحدة مع أحد الأوبئة. لكن الأمر في ذلك الزمن البعيد كان يتعلق بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وقد جرت في خضم وباء الإنفلونزا الإسبانية، ما أدى إلى تراجع نسبة إقبال الناخبين بنحو 20 %، رغم أن هناك من يقول إن هذا الانخفاض، ربما يعود أيضاً إلى أن الحرب العالمية الأولى، كانت لا تزال مستمرة في تلك الآونة. وعندما أُقيمت الانتخابات الرئاسية التالية لذلك في 1920، أي قبل قرن كامل من الزمان، كان الوباء قد انتهى. 
وفي اقتراع العام الحالي، أدى وباء «كورونا» المستجد إلى إقبال لا مثيل له على التصويت المبكر، سواء عبر البريد أو من خلال التوجه إلى مراكز الاقتراع قبل يوم الانتخابات، ما يقود إلى سمة أخرى من السمات المميزة لسباق ترامب - بايدن، وهو أنه من غير المتوقع أن تظهر نتائجه في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي للتصويت، كما هو معتاد منذ عقود طويلة، بل يحذر البعض من أن الأمر قد يستغرق أياماً وربما أسابيع. ولذا قد يتكرر في انتخابات 2020، ما حدث في اقتراع 2000، عندما لم تُحسم المنافسة بين الجمهوري جورج بوش الابن والديمقراطي آل جور، سوى في الثاني عشر من ديسمبر، على يد المحكمة العليا في الولايات المتحدة. 
بجانب ذلك، هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها طرفا المنافسة إلى البيت الأبيض في السبعينيات من العمر، فترامب أكمل في يونيو الماضي عامه الرابع والسبعين، بينما سيُتم بايدن في العشرين من الشهر الجاري 78 عاماً من العمر. وفضلاً عن هذا وذاك، تشهد انتخابات 2020، وفقاً لموقع «إيكونوميك تايمز»، ترشيح أحد الحزبيْن الكبيريْن في الولايات المتحدة، للمرة الأولى أيضا، امرأة سوداء البشرة في منصب نائب الرئيس، وهي كامالا هاريس المرشحة على بطاقة بايدن. 
وفي ظل هذه الأجواء التي تُوصف بالاستثنائية، قال المؤرخ الأميركي إد واتس في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية البريطانية، إن الانتخابات المرتقبة في بلاده هي الأهم منذ عام 1860، التي تمخضت عن فوز إبراهام لينكولن على ثلاثة منافسين آخرين، وأدت تداعياتها إلى اندلاع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، والتي استمرت حتى عام 1865. لكن مارتن وولف الصحفي الاقتصادي البارز في صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، فطرح رؤية مغايرة، إذ اعتبر أن اقتراع الثالث من نوفمبر، هو الأخطر منذ عام 1932 عندما انتُخِب فرانكلين روزفلت رئيساً في ذروة فترة الكساد العظيم، وشرع آنذاك في تغيير الولايات المتحدة والعالم، وبدأ في نقل أميركا، إلى مصاف القوى العظمى. 
ونقلت «سكاي نيوز» عن خبراء قولهم، إن إعادة انتخاب ترامب ربما ستؤدي إلى نهاية النظام العالمي ذي السمات الديمقراطية الليبيرالية، على الشاكلة التي سادت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك في ضوء القرارات الأحادية التي اتخذها الرئيس الجمهوري خلال السنوات الأربع الماضية، ومن بينها سحبه للولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، وإنهاء علاقتها بشكل رسمي مع منظمة الصحة العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©