عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
يحبس العالم أنفاسه انتظارا للرئيس الأميركي الفائز بانتخابات الثالث من نوفمبر، ولمسار الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» «إن السبب يعود إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بولاية ثانية، قلب السياسة الخارجية رأساً على عقب، لصالح بعض الدول وضد البعض الآخر. والآن تراقب المجموعتان هذه الانتخابات لمعرفة الاتجاه الجديد في حال فوزه أو خسارته أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى قيام الصحف الألمانية بتخصيص صفحاتها الأولى لتغطية الانتخابات، بجانب تقديم عدد لا يحصى من البرامج الإذاعية والأفلام الوثائقية، بينما يعمل الأستراليون على دفع الاحتمالات باتجاه بايدن. ويشعر البعض في أوكرانيا، بالقلق من أنه في حال وجود نتيجة متقاربة يمكن أن يحدث ضغط على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لتوجيه تهنئة لأحد المتنافسين لإضفاء الشرعية على ادعاء سابق لأوانه بالفوز.
وتعتبر الصين أحد أكبر الدول التي تراقب الانتخابات بدقة، حيث أدت التوترات بشأن التجارة والتكنولوجيا وفيروس كورونا المستجد إلى وصول العلاقات إلى أسوأ مستوياتها منذ 1979. ومع ذلك، يعتبر عدد قليل من المسؤولين أن هزيمة ترامب ستؤدي إلى تحسن العلاقات الثنائية. أما روسيا، التي اتهمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ببذل جهد سري لإعادة انتخاب ترامب، فقد ضاعفت محطاتها الإخبارية الموالية للكرملين نشر تقارير عن إمكانية حدوث أعمال عنف وفوضى. ونشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» عنوانا جاء فيه: هل أميركا على بعد خطوة واحدة من الحرب الأهلية؟
وبالنسبة للأوروبيين، تعني إعادة انتخاب ترامب تخلي الولايات المتحدة عن دورها القيادي في التحالف الغربي، إذ أنه إلى جانب التشكيك في عضوية«الناتو»، وصف المرشح الجمهوري الاتحاد الأوروبي بأنه منافس وليس حليفاً، ودعم خروج بريطانيا من الاتحاد وسأل القادة الألمان والفرنسيين عن موعد مغادرتهم الكتلة، وعزز الشعبوية اليمينية. لكن رئاسة بايدن ستكون موضع ترحيب. باستثناء بريطانيا حيث يحتاج رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى إصلاح بعض العلاقات المتوترة، بينما تظهر استطلاعات الرأي تفضيل البريطانيين بايدن على ترامب بفارق كبير.
