عدد اليوم
أسماء الحسيني، وكالات (عواصم)
رحبت الإمارات بالتفاهم بين السودان والولايات المتحدة، والذي أدى إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب الاقتراب من رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، عن تأييدها للجهود المبذولة كافة لاستكمال إجراءات رفع اسم السودان من هذه القائمة، مؤكدة دعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمن السودان واستقراره ورخائه، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني في التنمية والازدهار والاستقرار.
وأعربت الوزارة عن أملها في أن تنهي هذه الخطوة سنوات طويلة من العزلة والمعاناة السياسية والاقتصادية التي تعرض لها السودان، وترسخ السلام والأمن والاستقرار في ربوعه، بما يعود بالخير والنفع على الشعب السوداني وعلى المنطقة.
وأثار إعلان الرئيس ترامب بشأن اقتراب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ترحيباً رسمياً وشعبياً واسعاً بين السودانيين.
وأعرب متظاهرون في تجمعات عفوية في الخرطوم عن سعادتهم بهذا التطور، كما انتعش الجنيه السوداني خلال الساعات الماضية، مسجلاً 235 جنيهاً مقابل الدولار، مقارنة بـ265 جنيهاً في اليوم السابق، مدفوعاً بآمال الانتعاش الاقتصادي، بعد رفع اسم السودان من «قائمة الإرهاب».
وتصدر هاشتاج «شكراً حمدوك» تغريدات وتدوينات السودانيين، تعبيراً عن تقديرهم لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، والدور الذي قام به في التفاوض مع واشنطن.
وأعربت أطراف الحكم الانتقالي في السودان، والقوى السياسية والأحزاب، عن امتنانها لموقف الرئيس الأميركي الذي أعلن في «تغريدة» أمس الأول، أن حكومة السودان وافقت على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب وعائلاتهم، وأنه سيشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بمجرد إتمام ذلك. وقال حمدوك: «إن وجود السودان في هذه القائمة كلف البلاد وأضر بها ضرراً بالغاً»، مضيفاً: «نتطلع كثيراً إلى إخطار الرئيس ترامب الرسمي للكونجرس بذلك».
وأضاف: «نقترب من التخلص من أثقل تركة من تركات النظام البائد، ونؤكد مرة أخرى أن الشعب السوداني شعب محب للسلام، ولم يكن أبداً يوماً مسانداً للإرهاب».
ومن جانبه، قال عمر قمر الدين، وزير الخارجية السوداني: «إن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب غير مرتبط بأي ملف آخر».
وكشف عن الخطوات الإجرائية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائلاً: «بعد إعلان الرئيس الأميركي للقرار تتم مخاطبة الكونجرس لإدراج هذا الأمر في قانون، ولكن من ناحية قانونية يحق للرئيس الأميركي إزالة اسم السودان من القائمة».
وقال قمر الدين: «إن خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمثل انتصاراً في معركة إعادة الكرامة للشعب السوداني، بعد أن مرغها النظام البائد في التراب».
وأوضح في المؤتمر الصحفي، الذي عقد أمس، أن رفع اسم السودان من القائمة لا يعني حل جميع المشكلات، ولكنها بداية في الطريق الصحيح.
ومن جانبها، قالت وزيرة المالية السودانية المكلفة هبة محمد على: «إن المحامين السودانيين ووزارة الخارجية يعملون على إنهاء الاتفاقية الخاصة بإيداع أموال ضحايا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا والمدمرة كول، والبالغة 335 مليون دولار في حساب الضمان بحلول 23 الشهر الحالي».
وقالت: «إن إخطار ترامب للكونجرس بنيته إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمنح الكونجرس مدة 25 يوماً لأي اعتراضات، وسيتبع ذلك بشكل متزامن صياغة التشريعات وسنها لاستعادة حصانة السودان السيادية».
وأكدت وزيرة المالية على الفوائد العملية والنفسية والاقتصادية التي سيجنيها السودان إثر إزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بما في ذلك إلغاء الديون وإعادة الجدولة والحصول على مساعدات ودعم مالي من المؤسسات الدولية.
وقال فايز الشيخ السليك، مستشار رئيس الوزراء السوداني لـ«الاتحاد»: «إن السودان وفّر مبلغ التعويضات من موارده الذاتية من أجل الاندماج في العالم ومقابل فرص لإعفاء الديون والاستثمارات».
وقال الكاتب الصحفي السوداني إبراهيم علي إبراهيم لـ«الاتحاد» إن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب يعني فتح المجال لتدفق رؤوس الأموال للاستثمارات، والاتجاه نحو إعفاء الديون، والسماح بالتعامل مع كل العالم في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية وغيرها، وانسياب تحويلات المغتربين والمهاجرين من البنوك العالمية، والسماح للسودان باستيراد التكنولوجيا والتعامل مع المؤسسات الدولية، واستقبال الأفواج السياحية. بينما أعرب بشرى الصايم، القيادي في قوى الحرية والتغيير، لـ«الاتحاد» عن مخاوفه من أن الطريق أمام السودان ما زال طويلاً، لأن الأمر ما زال في يد الكونجرس.
