الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الفاو» تُصدر كُتيباً بعنوان«معاً ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة»

«الفاو» تُصدر كُتيباً بعنوان«معاً ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة»
16 أكتوبر 2020 19:24

تحت عنوان «معاً ننمو، ونتغذى، ونحافظ على الاستدامة.. أفعالنا هي مستقبلنا»، احتفت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بيوم الأغذية العالمي لعام 2020 والذكرى الخامسة والسبعين لانطلاق المنظمة في اليوم ذاته عام 1945، وذلك من خلال كُتيب مخصص لهذه المناسبة يحمل العنوان ذاته.. وحسب المنظمة، تأتي هذه المناسبة خلال فترة استثنائية للغاية، حيث تنشغل العديد من بلدان العالم في التعامل مع الآثار واسعة الانتشار لوباء كوفيد-19، فالأزمة الصحية الناجمة عنه وفّرت لنا فرصة للتفكير في الأشياء التي نعتز بها حقاً، وفي احتياجاتنا الأساسية. لقد جعلت هذه الأوقات التي يُهيمن عليها قلق الكثيرين منا أن يعيدوا الاعتبار لشيء اعتدنا غالباً على أخذه بشكل سهل، وهو الشيء نفسه الذي يفتقر إليه كثير من الناس: الطعام.
والحفاظ على الوصول إلى طعام آمن ومُغذٍ كان وسيبقى جزءاً أساسياً من الاستجابة لكوفيد-19، خاصة بالنسبة للناس الأكثر فقراً وضعفاً في العالم، فهم الذين تضرروا أشد الضرر من الوباء وما نجم عنه من هزات اقتصادية.
ولأن 80% ممن يعانون فقراً مدقعاً في عالمنا يعيشون بالمناطق الريفية معتمدين على الزراعة، فإن الأمر يتطلب تطوير طرق الإنتاج لتلبية الاحتياجات المستقبلية دون الإضرار بالتنوع البيولوجي والموارد.
ويتضمن الكُتيب إطلالة على ما يُسمى «وقائع سريعة» بمحتوى رقمي، كوجود أكثر من ملياري شخص في العالم لا يحصلون بانتظام على غذاء آمن ومغذ وكافٍ، وأن 14% من الأغذية المخصصة للاستهلاك العالمي يتم فقدانها سنوياً قبل وصولها إلى الأسواق، وأن 135 مليون شخص في 55 بلداً يعانون الجوع الحاد، الذي يتطلب مساعدات عاجلة. عدد سكان العالم سيصل بحلول عام 2050 إلى 10 مليارات نسمة، ما سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في الطلب على الغذاء. وينوّه الكُتيب الصادر عن «الفاو» بمناسبة يوم الأغذية العالمي، إلى أهمية تعزيز قدرة صغار المزارعين على الحصول على الابتكار والتكنولوجيا والتمويل والتدريب لتحسين سبل عيشهم، خاصة أن 3 مليارات شخص في العالم عاجزون عن الوصول إلى الإنترنت وأغلبهم في المناطق الريفية والنائية. ويحذر الكتيب من أن سوء الأنماط الغذائية وأساليب الحياة الخاملة يؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات السمنة ليس فقط في الدول المتقدمة بل وأيضاً في البلدان منخفضة الدخل.
«أبطال الأغذية»- كما يصفهم الكُتيب- فإنهم من المزارعين والعاملين في جميع قطاعات النظام الغذائي ممن يبذلون قصارى جهدهم لإيصال الطعام من المزرعة إلى المائدة، حتى في غمرة الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل والناجمة عن أزمة كوفيد - 19 الراهنة. وهناك «المزارعون الأسريون» الذين يشكلون على الصعيد العالمي 800 مليون شخص، ويديرون 75% من الأراضي الزراعية وينتجون 80% من الأغذية في العالم.
صحيح أن العالم حقق في العقود الأخيرة تقدماً كبيراً في تحسين الإنتاجية الزراعية، وننتج من الغذاء الآن، أكثر مما نحتاجه لإطعام الجميع، إلا أن أنظمتنا الغذائية غير متوازنة، والجوع والبدانة، والتدهور البيئي، وفقدان التنوع البيولوجي الزراعي، وخسارة الأغذية وهدرها، وانعدام الأمن بالنسبة للعاملين في السلسلة الغذائية، ليست سوى بعض القضايا التي تؤكد هذا الاختلال. ومع شروع البلدان في تطوير وتنفيذ خطط التعافي من كوفيد- 19، فإن الفرصة سانحة لتبني حلول مبتكرة تستند إلى الأدلة العلمية لتحسين أنظمتنا الغذائية وإعادة البناء بشكل أفضل.
وفي محور «أفعالنا هي مستقبلنا»، يتطرق الكُتيب إلى خطوط إرشادية للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والبنوك والأفراد للعمل من أجل نظم غذائية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الهدر والتقلبات والصدمات المناخية، وتشجيع الرقمنة والابتكار وجعل الخيارات الغذائية المستدامة أكثر جاذبية وأقل تكلفة. وتضمن الكتيب تغريدة لـ «شو دونيو» مدير عام منظمة الأغدية والزراعة، أكد خلالها أن من الأمور الجوهرية تعميم الابتكار في الزراعة بما في ذلك إدخال الرقمنة والتجارة الإلكترونية بموازاة الإنتاج بطريقة أكثر استدامة.
وحسب المنظمة، يدعو «يوم الأغذية العالمي» إلى التضامن العالمي لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً على التعافي من الأزمة، ولجعل النظم الغذائية أكثر صموداً وصلابة، حتى تتمكن من تحمل التقلبات المتزايدة والصدمات المناخية، وتوفير وجبات صحية مستدامة وبأسعار معقولة للجميع، وسبل عيش لائقة للعاملين في النظام الغذائي. وسيتطلب ذلك برامج أفضل للحماية الاجتماعية، وفرصاً جديدة تقدم من خلال الرقمنة والتجارة الإلكترونية، وكذلك عبر ممارسات زراعية أكثر استدامة تحافظ على الموارد الطبيعية للأرض وعلى صحتنا وعلى المناخ. ومع ذلك، لا يمكن لأي عمل أن يطمح إلى إحداث التحول إذا فشل في أن يكون عملاً جماعياً أو شاملاً. وعلى البلدان والقطاع الخاص والمجتمع المدني ضمان أن أنظمتنا الغذائية تزرع مجموعة متنوعة من المواد الغذائية لتغذية أعداد متزايدة من السكان، وأننا نحافظ على الكوكب معاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©