الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصادر استخباراتية: علاقة أنقرة بـ«داعش» أكدت لأوروبا خطر أردوغان

مصادر استخباراتية: علاقة أنقرة بـ«داعش» أكدت لأوروبا خطر أردوغان
14 أكتوبر 2020 00:25

دينا محمود (لندن)

كشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية النقاب عن دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في «تمكين» تنظيم «داعش» الإرهابي من بسط سيطرته لعدة أعوام على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية، وتجنيد عشرات الآلاف من المسلحين للقتال في صفوفه، مشكلاً التهديد الأخطر على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا قبل انهيار دولته المزعومة.
وشددت المصادر على أن الدعم الهائل الذي قدمه أردوغان لـ«داعش» خلال السنوات الماضية، يعود في الأساس إلى علاقته الوثيقة بجماعة «الإخوان» الإرهابية، التي انبثق منها هذا التنظيم، وهو ما يبرز «دور النظام التركي المثير للانقسامات والمزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويشير إلى أن التوجهات المتشددة التي يتبناها أردوغان، تمثل مبعث القلق الأكبر في المنطقة بالنسبة للغرب». 
 وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمركز «بيجن - السادات» للدراسات الاستراتيجية، قال ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والمحلل البارز في المركز مردخاي كيدار: «إن فهم الدور التركي في خلق التهديد الذي شكلّه تنظيم داعش الإرهابي، يتطلب العودة ست سنوات إلى الوراء، وتحديداً إلى عام 2014، الذي سيطر فيه التنظيم على ثلث أراضي العراق ونصف مساحة سوريا تقريباً، وأصبح لديه قرابة 200 ألف مسلح تحت إمرته».
وأكد كيدار أن علاقة الجوار التي نشأت في ذلك الوقت بين تركيا، الخاضعة لحكم أردوغان منذ مطلع القرن الجاري، و«داعش» كانت «ضرورية» للتنظيم، كي يتمكن من تحقيق أهدافه مؤقتاً، مشدداً على أن نجاح إرهابيي التنظيم من تشكيل ما بدا «دولة فاعلة» في العراق وسوريا، يعود إلى حد كبير إلى علاقتهم بأردوغان. 
وأشار ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إلى أن النظام التركي لم يكتف خلال تلك السنوات بالإحجام عن «شن أي عمليات لمكافحة الإرهاب لتقويض الشبكات التابعة لداعش أو تعطيل عمليات التجنيد الخاصة به، بل قدم المساعدة له في ذلك».
ومن بين المساعدات التي وفرها أردوغان لـ«داعش»، تمكينه من نقل النفط، الذي استولى عليه من حقول نفطية خضعت لسيطرته في العراق وسوريا عام 2014، إلى تركيا التي تولت بيعه، وتقاسمت عائداته مع التنظيم، بتورط من جانب عائلة الرئيس التركي شخصياً. 
وأكد الضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية أن إصرار النظام التركي على المضي على هذا الدرب المشبوه، أفقده كثيراً من مصداقيته كشريك أمني لدى الغرب.
وفتح نظام أردوغان أراضي بلاده، وفقاً لما أكده كيدار، لاستقبال الغالبية العظمى من المتشددين، الذين تدفقوا على الشرق الأوسط قبل سنوات للانخراط في صفوف «داعش»، قائلاً: «إن هذا النظام كان يعلم أن هؤلاء الأشخاص الذين وصلوا إلى تركيا بشكل قانوني، مروا بأراضيها في طريقهم إلى سوريا والعراق للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، ولم يفعل شيئاً للتصدي لذلك». 
وأبرز الباحث المخضرم، التقارير التي سبق أن أفادت بإرسال الاستخبارات التركية أسلحة للمتشددين الناشطين في سوريا. وأشار إلى إقرار قيادي في «داعش» في تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، بأن غالبية ما وصل إلى التنظيم في البداية، من مسلحين ومعدات وإمدادات «جاء عبر تركيا».
ولفت الانتباه إلى أن نظام أردوغان سمح أيضاً لمسلحي «داعش» بدخول الأراضي التركية ومغادرتها بحرية، من أجل استخدامها قاعدة لشن هجمات على مناوئيها على الجانب السوري من الحدود.
وشدد كيدار، على أن أي توقف ربما يكون قد طرأ على الدعم التركي السافر لـ «داعش»، يعود غالباً للضغوط الهائلة التي تعرض لها نظام أردوغان، من جانب الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشار إلى أن تركيا لا تزال خاضعة حتى الآن لتأثير الإيديولوجية المتطرفة لـ«الإخوان»، التي تدعم استمرار وجود تنظيم إرهابي مثل «داعش».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©