الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء عسكريون وسياسيون لـ«الاتحاد»: المناورات المصرية الروسية.. رسالة ردع استباقية

مناورات بحرية للأسطول المصري (أرشيفية)
13 أكتوبر 2020 00:32

أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)

من المزمع أن يجري الأسطولان المصري والروسي مناورات عسكرية مشتركة في البحر الأسود، قرب الحدود التركية، في خضم مرحلة من التعقيدات السياسية والعسكرية، وهو ما اعتبره محللون عسكريون وسياسيون رسالة ردع استباقية في مواجهة من يرغب في العبث بأمن المنطقة، وتأكيد على القدرات الكبيرة للقوات البحرية المصرية.
وتأتي المناورات، التي ستكون بالذخيرة الحية وتشمل صواريخ ومدفعية بحرية، بالتزامن مع تزايد الخلافات بين روسيا وتركيا، بفعل التدخلات التركية بداية من سوريا والعراق إلى جنوب القوقاز، وكذلك مع إعلان مصر خط أحمر في ليبيا للتدخل عسكرياً، وكذلك تأكيد القاهرة عدم وقوفها «مكتوفة الأيدي أمام أية تهديدات» لأمنها القومي.
وسلط خبراء عسكريون وسياسيون لـ«الاتحاد» الضوء على الأهمية الفنية والسياسية للمناورات المزمع انطلاقها في البحر الأسود خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى أنها تمثل ردعاً لبعض الأطراف، خصوصاً تركيا.
وأشاروا في الوقت ذاته إلى أنه لن يُسمح للأتراك بالعبث في الأقاليم المختلفة من شرق المتوسط إلى ليبيا وأخيراً القوقاز.
ومن جانبه، قال محمد الكناني، الباحث في الشؤون العسكرية بالمنتدى العربي لتحليل السياسات: «إن المناورات في البحر الأسود تعد النسخة الثانية للتدريبات المشتركة (جسر الصداقة)، التي أقيمت في مصر يونيو 2015، بمشاركة طرادات روسية، والتي تعتبر ثاني قطعة بحرية في الأسطول بعد حاملة الطائرات»، موضحاً أن التدريب المقبل مهم جداً للروس، خصوصاً أن الأسطول الروسي هو المسؤول الأول عن عمليات موسكو العسكرية في شرق المتوسط، وبالطبع ستستفيد من أكبر وأهم بحرية في الشرق الأوسط وهي البحرية المصرية.
ووفقاً للتاريخ العسكري المصري الروسي، فإن الدولتين أجرتا تدريبات مسبقة ك «سهم الصداقة» بمشاركة قوات الدفاع الجوي في 2019، وكذلك «حماة الصداقة» التي أجرتها قوات المظلات، حيث كانت المرة الأولى التي تقوم فيها قوات المظلات الروسية بإنزال في أفريقيا. 
وسبق ذلك كثير من التنسيقات العسكرية والدورات العسكرية وعلى رأسها «مناورات الجيش»، إضافة لصفقات السلاح المتبادلة، وأحدثها صفقة مقاتلات «سوخوي- 35».
سياسياً، أشار طارق فهمي، أستاذ العلوم لسياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هذه المناورات ليست الأولى في إطار الشراكة العسكرية المصرية الروسية، لكن هذه المناورات في مسرح عمليات ومنطقة جديدة وهي البحر الأسود، مؤكداً أن مصر توجه رسالة إلى أنقرة بأن الجيش المصري قادر على الوصول إلى مناطق التماس الاستراتيجي لتركيا في البحر الأسود عبر تدريباتها مع قوة كبيرة كروسيا. 
وقال لـ«الاتحاد»: «إن هذه المناورات رسالة ردع استباقية لمصر في هذا التوقيت، إذ تؤكد قدرتها على مواجهة أي طرف يهدد أمنها»، مؤكداً أن روسيا تنقل أيضاً رسالة موازية للرسالة المصرية بأن الأتراك لن يُسمح لهم بالعبث في الأقاليم المختلفة من شرق المتوسط إلى ليبيا وأخيراً القوقاز وأن الأنشطة التركية غير مسموح بها بلا قيود. 
ومن موسكو، أكد الدكتور عماد الطفيلي، الباحث السياسي في الشؤون الروسية، أن الإعلان عن المناورات يتسم بأهمية كبيرة، خاصة في ظل الصراع في جنوب القوقاز، والتأثير السلبي لهذه الأحداث على منظومة الأمن القومي الروسي، أو في منطقة شمال أفريقيا وفي ليبيا بالتحديد.
وشدد لـ«الاتحاد» على أنه إلى جانب التدريبات البحرية التي تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والروسية بما يخدم الأمن والاستقرار في البحر، وتبادل الخبرات بين الأفراد من أجل إحباط التهديدات المختلفة في مجالات الملاحة المكثفة، فالمشاركة المصرية في مناورات البحر الأسود، تنطوي على رسالة لتركيا، مفادها «أن التواجد التركي في ليبيا تواجهه تفاهمات مصرية مع دول الجوار، وكذلك مناورة بحرية مع روسيا قرب المناطق التركية». 
واعتبر اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، أن هذه المناورات تؤكد وجود تنسيق مشترك بين البلدين وتعاون استراتيجي ورسالة أن القوات البحرية تصل إلى أماكن خارج المياه الاقتصادية والإقليمية والقدرة على العمل في أي مكان ومع أي قوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©