الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا وروسيا: مرتزقة تركيا في «قرة باغ» «تطور خطير»

مظاهرة خارج قنصلية أذربيجان في لوس أنجلس للتنديد بالمعارك الدائرة في قرة باغ (أ ف ب)
2 أكتوبر 2020 00:45

عواصم (وكالات)

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عن قلقهما إزاء إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى ناغورني قره باغ، فيما اعتبر مجلس الأمن الروسي، أي نشر لمقاتلين من سوريا وليبيا في منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان تطوراً خطيراً للغاية.
وأكد ماكرون أن مقاتلين سوريين متشددين يقاتلون في ناغورني قره باغ، حيث تدور مواجهات عنيفة بين قوات أرمنية والجيش الأذربيجاني، واصفاً الأمر بأنه «خطير للغاية».
وقال ماكرون لدى وصوله للمشاركة في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لدينا معلومات تشير بشكل مؤكد إلى أن مقاتلين سوريين من مجموعات متطرفة انتقلت عبر غازي عنتاب للوصول إلى مسرح العمليات في ناغورني قره باغ، وهذا واقع جديد خطير للغاية يغيّر الوضع».
وأشار ماكرون، الذي يعيش في بلاده نحو 600 ألف من أصل أرمني، إلى أن تركيا تستخدم خطاباً «مولعاً بالحرب».
وأكدت موسكو، أمس الأول، أن مقاتلين من سوريا وليبيا انتشروا في منطقة الصراع، التي تشهد قتالاً دامياً منذ عدة أيام.
ومن جانبهم، دعا رؤساء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، أمس، لوقف إطلاق النار في منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها، حاضين أرمينيا وأذربيجان على الالتزام بإجراء مفاوضات دون تأجيل، فيما تواصل القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني.
وقال ماكرون وبوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بصفتهم رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في بيان مشترك أصدره الإليزيه: «ندعو لوقف فوري للأعمال العدائية بين القوى العسكرية المعنية»، كما دعوا قادة البلدين «لاستئناف المفاوضات الجوهرية، بنية حسنة ودون شروط مسبقة تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا». 
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الكرملين: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الأزمة مع مجلس الأمن في بلاده».
وسُمع دوي انفجارين مساء أمس الأول، في ستيباناكرت عاصمة الإقليم الانفصالي، بينما انطلقت صفارات الإنذار. وقال سكان: «إن المدينة تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة».
ودخل البلدان الخصمان في القوقاز في نزاع مرير بشأن منطقة قرة باغ منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية العرقية الأرمنية عن أذربيجان.
واندلعت، الأحد الماضي، أعنف اشتباكات بين القوات الأرمنية والأذربيجانية منذ سنوات بشأن المنطقة الانفصالية، وتأكد مقتل نحو 130 شخصاً، بينما تواصل القتال لليوم الخامس على التوالي. 
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: «إن قواتها شنت ضربات مدفعية ساحقة على مواقع القوات الأرمنية في الأراضي المحتلة طوال الليل». ووصف مسؤولون انفصاليون في قرة باغ الوضع الليلي على طول خط الجبهة بأنه «متوتر»، وقالوا: «إن الجانبين تبادلا القصف المدفعي».
وأضافوا: «حاول العدو إعادة تجميع قواته، لكن القوات الأرمنية قمعت كل هذه المحاولات».
ويزعم الطرفان أنهما ألحقا خسائر فادحة ببعضهما البعض وتجاهلا الدعوات المتكررة من زعماء دوليين لوقف القتال.
ودعت موسكو مراراً إلى إنهاء القتال وعرضت، أمس الأول، استضافة مفاوضات بين الطرفين. وأعربت أيضاً عن قلقها حيال التقارير عن مشاركة جماعات مقاتلة، بما في ذلك عناصر من سوريا وليبيا، في المعارك.
وارتفع عدد القتلى إلى 127 بينهم مدنيون، بينما أعلن كل طرف أنه ألحق خسائر فادحة بالطرف الآخر.
وسجّلت يريفان، عاصمة أرمينيا، مقتل 104 جنود و23 مدنياً، فيما لم تعترف أذربيجان بأي خسائر عسكرية. وقالت القوات الأرمينية: «إن صحفيين فرنسيين يعملان لصالح صحيفة لوموند، أصيبا خلال قصف أذربيجاني لبلدة مارتوني الأرمينية، ونُقلا إلى المستشفى». وقال مصدر بحكومة أرمينيا: «إنهما في حالة حرجة».
وعلى الجبهة الدبلوماسية، رفض كل من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والزعيم الأذربيجاني إلهام علييف فكرة إجراء محادثات حتى مع الدعوات لوقف القتال.
وأثار إعلان استقلال قرة باغ عن أذربيجان حرباً في أوائل التسعينيات، أودت بحياة 30 ألف شخص، لكن لم تعترف أي جهة بعد، ولا حتى أرمينيا، باستقلال الإقليم. 
وأعلنت أرمينيا وقرة باغ الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية العامة، فيما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية وحظر التجول في المدن الكبرى.
وكانت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، بذلت جهود وساطة ضمن «مجموعة مينسك»، لكن آخر وأكبر تلك المساعي انهارت في 2010.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©