الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميليشيات مصراتة تخطط للهيمنة على «الرئاسي الليبي»

موقع الاشتباك مع الخلية الإرهابية في مدينة سبها جنوب ليبيا (من المصدر)
17 سبتمبر 2020 00:20

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

يعاني المجلس الرئاسي الليبي لحكومة «الوفاق»  انقسامات حادة بين الأعضاء بعد تردد أنباء مؤكدة عن نية فائز السراج الاستقالة من رئاسته، وذلك بسبب فشله الذريع في إيجاد حل للمشكلات التي تعاني منها ليبيا ودفعه بالبلاد نحو منعطف خطير.
وكشف مصدر ليبي لـ«الاتحاد» عن ممارسة الميليشيات المسلحة ضغوطاً على رئيس المجلس الرئاسي لإثنائه عن قرار الاستقالة من منصبه خوفاً من تجفيف منابع التمويل، مؤكداً أن الميليشيات تسعى للسيطرة على مؤسسات الدولة الليبية عبر الإبقاء على السراج رئيساً للمجلس الرئاسي الليبي.
وأكد المصدر الليبي وجود صراع داخل أروقة المجلس الرئاسي لخلافة فايز السراج في المنصب، مشيراً إلى أن مدينة مصراتة تتطلع لأن تتولى قيادة المرحلة المقبلة بعد فشل السياسيين بطرابلس في تولي المرحلة الانتقالية في البلاد، موضحاً أن رئيس المجلس الرئاسي يتطلع «للتقاعد».
إلى ذلك، تستعد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لدعوة لجنة الحوار السياسي للاجتماع في جنيف لتشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين وحكومة منفصلة، وذلك في إطار التحركات التي تقوم بها الأمم المتحدة لتفعيل المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية المنبثقة عن مؤتمر برلين.
ودعا رئيس تكتل «إحياء ليبيا» الدكتور عارف النايض، أمس، ستيفاني ويليامز، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية إلى ضرورة الالتفات لقيام البرلمان الليبي المنتخب حسب الأصول «مجلس النواب بكامله» في جلسة كاملة مكتملة النصاب عقدها في سبتمبر 2015 وبأغلبية كبيرة بوضع قائمة تضمنت 14 اسماً وإرسالها إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا آنذاك لاختيار رئيس الوزراء ونائبه من بينهم (على أن يختار المؤتمر الوطني العام حينها النائب الثاني وفق توافقات الأطراف المعنية).
وأوضح النايض في رسالة موجهة إلى ستيفانى وليامز أن الأمم المتحدة تجاهلت القائمة المذكورة التي أرسلها البرلمان الليبي واختارت فايز السراج رغم أنه لم يكن من بين الأسماء التي ضمتها القائمة في خطوة تسببت بشكل جوهري في إخفاق السراج مرتين في أن يحظى بثقة البرلمان، ما نتج عنه 5 أعوام كارثية من الانقسام والصراع حكمت ليبيا خلالها سلطة تنفيذية رفضتها الهيئة التشريعية المنتخبة رفضاً قاطعاً، وهو أمر أكدته جميع الأحكام القانونية الملزمة الصادرة عن المحاكم الليبية في القضايا المرفوعة أمامها، بوضوح ومن دون مواربة.
ولفت النايض إلى أن التحركات التي تقوم بها الأمم المتحدة حالياً استعداداً لعقد الحوار الليبي في جنيف قريباً، يجب أن تتذكر أن هذا المرسوم البرلماني لم يزل سارياً وفقاً للإعلان الدستوري والقانون الليبي ومقبولاً لدى المحاكم الليبية، حيث إنه لم يجرِ عليه أي بطلان ما يجعله قائماً وملزماً من الناحية الدستورية والقانونية.
ودعا رئيس تكتل «إحياء ليبيا» إلى دعم الأمم المتحدة للتأكد من أن يراعي مسار جنيف للحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة المرسوم البرلماني المرفق الذي أرسله رئيس مجلس النواب الليبي إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا آنذاك.
وعلى جانب آخر، تتشاور قوى إقليمية ودولية على مقترح لإقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينتي سرت والجفرة، وذلك لتثبيت وقف إطلاق النار والانطلاق نحو تفعيل الحل السلمي واستئناف المشاورات السياسية لحل الأزمة الليبية.
وعلى الصعيد العسكري، أكد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري مقتل أمير تنظيم «داعش» في ليبيا أبوعبدالله الليبي، في عملية للجيش غرب مدينة سبها استمرت لسبع ساعات متواصلة.
وقال المسماري، في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول، إن الإرهابيين منهم ليبيان، ومصري، وسوداني، ونيجيري، وآخر من ساحل العاج، وثلاثة من جنسية أخرى، مؤكداً اعتقال امرأتين الأولى ليبية والثانية مصرية تدعى نجلاء محمود عفيفي وهي زوجة أمير تنظيم «داعش» الجديد لدى ليبيا.
على جانب آخر، كلف مجلس الأمن الدولي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بتعيين مبعوث خاص للسلام في ليبيا، وقال جوتيريش في تصريحات صحفية «مع الهيكل الجديد سيتعين علينا تقديم مرشح جديد وسيتعين علينا بطبيعة الحال التشاور مع مجلس الأمن لهذا الغرض».
فيما، رحبت الولايات المتحدة الأميركية بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2542، الذي يتضمن إنشاء منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد لليبيا.
وأكد البيان الصادر أمس، عن السفارة الأميركية في ليبيا، أن المبعوث الخاص لقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بدعم من مجلس الأمن، سيكون فاعلاً في الوساطة مع الجهات الفاعلة الليبية والدولية؛ لإنهاء الصراع ومساعدة الليبيين على التوصل إلى حل سياسي دائم.
وحمل البيان إشادة أميركية بالقيادة الديناميكية للممثل الخاص بالإنابة للأمين العام ستيفاني ويليامز والتقدم المحرز من خلال الحوار الليبي الداخلي الذي تيسره الأمم المتحدة، كما أثنى البيان على جهود غسان سلامة السابقة في دفع المحادثات السياسية إلى الأمام عندما شغل منصب الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©