الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المبعوث الأميركي يتجنب لقاء الطبقة السياسية في لبنان

محتجون يقفون دقيقة صمت حداداً على ضحايا انفجار بيروت ويحملون مشانق تعبيراً عن رغبتهم بمحاكمة المسؤولين الفاسدين (رويترز)
5 سبتمبر 2020 01:22

شادي صلاح الدين، وكالات (بيروت، لندن)

اختتم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر رحلته التي استغرقت يومين إلى لبنان أمس، بعد أن اختار الاجتماع فقط بممثلي المجتمع المدني والمعارضين بدلاً من أعضاء المؤسسة السياسية في البلاد.
وتأتي زيارته لبيروت بعد شهر واحد من الانفجار المدمر في مرفأ العاصمة، الذي حطم أجزاء من المدينة في وقت تعاني فيه البلاد بالفعل من أزمة سياسية وانهيار اقتصادي وتفشي فيروس كورونا وانتشار الفساد المؤسسي.
وقال شنكر في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية: «نحن منخرطون مع لبنان، نحن نتحدث إلى القيادة، نحن نشجع هذه القيادة على التحلي بالمرونة، وتبني الإصلاح والشفافية ومحاربة الفساد».
وأكد المسؤول الأميركي أنه لم يعد من الممكن أن تسير الأمور كالمعتاد في لبنان، مشدداً على أن القيادة الأميركية أوضحت للنخبة السياسية الحاكمة في البلاد ذلك.
وفي مؤشر على إحباط الولايات المتحدة من الحكومة في لبنان، التقى شينكر فقط بممثلي المجتمع المدني ولم يلتق بأي من أعضاء المؤسسة السياسية أو السياسيين البارزين في البلاد. يأتي ذلك بعد تسمية السفير مصطفى أديب رئيس الوزراء الجديد في وقت سابق.
وقال شينكر للشبكة الأميركية إن رئيس الوزراء اللبناني الجديد سيواجه نفس الرياح المعاكسة التي واجهها سلفه، حسان دياب، الذي استقال بعد انفجار بيروت.
وزار الرئيس الفرنسي ماكرون بيروت هذا الأسبوع في محاولة لإخراج النظام السياسي المصاب بالشلل في لبنان من الجمود وطلب من القيادة تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الصارمة في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر.
وقال المبعوث الأميركي إن مسودة اقتراح ماكرون للبنان كانت «طموحة». واستطرد «من المؤكد أن الرئيس ماكرون قد حدد جدولاً زمنياً، كما أخبرني أحد الدبلوماسيين فإن اللبنانيين مماطلون عظماء، قد يتأخر هذا الجدول الزمني، لكنني أعتقد أنه من المهم أن نحاول أن نجعلهم ملتزمين بجدول زمني معين أو نغرس الشعور بالإلحاح لبدء هذه الإصلاحات».
وأحيت بيروت أمس، ذكرى مرور شهر على انفجار المرفأ المروع، الذي حوّلها مدينة منكوبة وأودى بحياة 191 شخصاً، بينما كان عمال إنقاذ يعملون بشكل متواصل بحثاً عن ناج محتمل تحت أنقاض مبنى مدمر في معجزة انتظرها اللبنانيون لساعات طويلة.
وفي لحظة الانفجار، نُظمت في مرفأ بيروت وفي مقرّ فوج الإطفاء المجاور الذي خسر 10 من عناصره، وقفات رمزية، شارك فيها أفراد عائلات الضحايا مطالبين بتحقيق العدالة. 
وقالت ميشيل، شقيقة جو أنطون موظف في المرفأ قضى جراء الانفجار «بعد شهر، لم نعرف بعد لماذا حصل الانفجار وماذا حدث ومن المسؤول عنه، لا أعرف ما إذا كنا سننتظر شيئاً أو أحداً يعطينا حقنا». وطالب شقيق مهندس قضى في الانفجار بـ«تحقيق العدالة»، وقال «نخشى ألا تتحقق». ووضع عدد من أهالي القتلى وروداً بيضاء على نصب تذكاري أقامه الجيش في المرفأ ويضم أسماء الضحايا.
وأحيت الأنباء عن إمكان العثور على شخص على قيد الحياة في شارع مار مخايل المنكوب، آمال كثيرين، لكنها تضاءلت تدريجياً مع عدم رصد أي مؤشرات حياة. 
ورصد فريق إنقاذ تشيلي عبر أجهزة حرارية متطورة، «نبضات قلب» تحت ركام مبنى في شارع مار مخايل، استدلّ كلب مدرّب برفقتهم إليه. ورفع العمال لساعات الحجارة والركام بأيديهم أو بأدوات يدوية، وتمكنوا من إحداث فجوة إلى الطوابق السفلى قبل أن يتم إحضار جهاز مخصص لرصد النفس والحركة.
وقال المهندس المدني الفرنسي إيمانويل دوران الذي يشارك مع فريقه من طلاب جامعيين، في جهود الإنقاذ عبر إجراء مسح ثلاثي الأبعاد، «حتى الآن، للأسف، لا آثار لأي ضحية أو جثة في غرفتين داخل المبنى تمّ مسحهما».
وأوضح نيكولاس سعادة الذي يعمل في منظمة تتولى التنسيق بين فريق البحث التشيلي والدفاع المدني، أنه «بعد إزالة الأنقاض الكبيرة، أجرينا مسحاً جديداً لرصد نبضات قلب أو نفس، وأظهر المسح معدلاً منخفضاً، سبعة في الدقيقة الواحدة، بعدما كان سجّل سابقاً معدلاً راوح بين 16 إلى 18 في الدقيقة».
ونبّهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أمس، إلى أن ما يقدر بـ600 ألف طفل يعيشون ضمن دائرة قطرها 20 كيلومتراً من الانفجار، قد يعانون من آثار نفسية سلبية قريبة وبعيدة الأمد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©