السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حمدوك: اتفاق جوبا «تأسيس» للسودان الجديد

حمدوك: اتفاق جوبا «تأسيس» للسودان الجديد
2 سبتمبر 2020 00:43

سمر إبراهيم، وكالات (جوبا، الخرطوم) 

أكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك العائد من جوبا أمس، أن توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة (باستثناء فصيلي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو) الذي أنهى 17 عاماً من الحرب في السودان، لاسيما في دارفور، يؤسس لقيام الدولة السودانية الجديدة، ويعالج كل ظلامات الماضي. وأضاف «إن السلام يبقى حلم السودانيين، وما تم إنجازه في المرحلة الأولى هو إنجاز تاريخي عظيم في الاتجاه الصحيح يقوي العزم على الاستمرار في طريق السلام».
ووقعت الحركات المسلحة في السودان مع الحكومة الانتقالية بالأحرف الأولى ثمانية بروتوكولات تشكل اتفاق السلام، وتشمل مسائل الأمن وملكية الأراضي والعدالة الانتقالية والتعويضات وجبر الضرر وتنمية قطاع الرحل والرعاة وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والنازحين. كما نص الاتفاق على تفكيك الحركات المسلحة في نهاية المطاف وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلاً لجميع مكونات الشعب السوداني. ورفضت حركتان حتى الآن الانضمام إلى الاتفاق هما «جيش تحرير السودان - فصيل عبد الواحد نور، والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو»، لكن حمدوك أكد سعي الحكومة الجاد للقائهم في القريب العاجل لتحقيق السلام الشامل لمصلحة الشعب السوداني».
وعقد ممثلو «الجبهة الثورية» ووفد الحكومة السودانية، أول اجتماع مشترك عقب التوقيع على اتفاق السلام بالأحرف الأولى، برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي». وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، إن الاجتماع ناقش الترتيبات اللازمة التي يجب اتخاذها خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن هناك قضايا تتعلق بالجداول، ووضع الجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق، وتلك الإجراءات تحتاج إلى وقت وعمل فني. وأكد أن الاجتماع شدد على مواصلة العمل بأداء مماثل خلال عملية التفاوض لتنفيذ الاتفاق، مضيفاً أن الجبهة تقدر التحديات الاقتصادية والسياسية، والتي لا يمكن تجاوزها من دون التعاون المشترك بين جميع الأطراف، ومشيراً إلى أن لجنة الوساطة الجنوبية حددت مدى زمني لا يتجاوز 15 يوماً لوضع جدول تنفيذ اتفاق السلام. 
من جانبه، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان أركو مني مناوي إن اتفاق السلام سيعمل على إنهاء كل الأزمات التي ظل يعاني منها السودان طيلة الـ 60 عاماً الماضية. فيما ناشد رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور الانضمام إلى اتفاق السلام، وقال:«سنسعى بكل الجد أن نلتقي بهم في القريب العاجل لمواصلة هذه المسيرة، وتحقيق السلام الشامل الكامل». 
إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل العربية والدولية، حيث رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية باتفاق السلام، وأكد الأمين العام للمجلس نايف الحجرف أن هذه الخطوة مهمة في طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني وآماله المشروعة في الاستقرار والتنمية والازدهار، مشددا على مواقف مجلس التعاون الثابتة تجاه السودان، ودعمه المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنه واستقراره. كما رحبت الأمم المتحدة بتوقيع الاتفاق، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التزامه التام بدعم تنفيذه، مشيراً إلى أنه يمثل بداية عهد جديد لأبناء السودان.

كباشي لـ«الاتحاد»: دور رائد للإمارات
قال عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول شمس الدين كباشي، إن الإمارات العربية المتحدة من الدول الشقيقة التي تربطها علاقات متجذرة مع الشعب السوداني. وأشاد في تصريحات لـ «الاتحاد» بالدور الرائد للإمارات في دعم السودان خلال الفترة الانتقالية في وقت كان يحتاج إلى مساندة منذ حدوث التغيير في البلاد، مشيرا إلى أن العطاء لا يزال مستمراً. وأشاد بدور الإمارات في دعم اتفاق السلام في «جوبا».

«الأخوة الإنسانية» تأمل في إنهاء معاناة اللاجئين
أشادت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بالاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالسودان، بعد مفاوضات استمرت نحو عشرة أشهر، معتبرة إياه تطبيقاً عملياً لوثيقة الأخوة الإنسانية التي دعت إلى اتباع طريق الحوار والتفاهم لاحتواء المشكلات التي تحاصر البشر. وأعربت عن آمالها أن ينهي الاتفاق التاريخي معاناة آلاف اللاجئين والمشردين جراء الحروب التي عانت منها مناطق في السودان، وأن يكون بداية عهد جديد لجميع أبناء الشعب السوداني، ويحقق تطلعاتهم في مستقبل أكثر أماناً ورفاهية، ليبقى السودان بثرائه وتنوعه الديني والعرقي نموذجاً للمواطنة والتعايش والمساواة بين جميع أبنائه. وجددت دعوتها إلى أطراف النزاعات في جميع أنحاء العالم إلى اللجوء للحوار والحلول السلمية لحل الخلافات الدائرة بينهم، مؤكدةً أن الحروب والاقتتال لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة وتعقيد المشكلات وإراقة الدماء ومفاقمة الأوضاع الإنسانية.
ورحب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتوقيع على اتفاق السلام في جوبا بين الأشقاء السودانيين، داعياً إلى أن يكون بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ تُسهمُ في نهضة هذا البلد العربي الأصيل. كما أشاد المجلس العالمي للتسامح والسلام باتفاق السلام. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©