عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
وثق سزجين تانري كولو، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، جرائم قتل وتعذيب ارتكبها نظام أردوغان خلال شهر يوليو الماضي.
وكشف كولو وقوع 162 انتهاكاً لحق الحياة، فضلاً عن اعتداء الشرطة على 110 اجتماعات ومسيرات احتجاجية، مؤكداً أن الانتهاكات الحقوقية هي وسيلة حكومة أردوغان الوحيدة لمواصلة سلطتها.
وبحسب التقرير الذي قدمه كولو إلى البرلمان، شملت الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبها نظام أردوغان، مقتل 54 شخصاً، وتعرض 170 شخصاً آخرين للتعذيب من بينهم أربعة أطفال، وتعرض 43 شخصاً للتعذيب وسوء المعاملة داخل السجون، واعتقال 20 شخصاً بسبب حرية الفكر والتعبير عن الرأي، وإقالة 4 مديرين محليين واعتقال 34 شخصاً لأسباب سياسية، وإدانة 3 أشخاص في قضايا سياسية، ومداهمة مقر حزب سياسي، واعتقال 316 شخصاً خلال مؤتمرات صحفية واحتجاجات وفعاليات، وإدانة 62 شخصاً في قضايا قائمة بحقهم بسبب مشاركتهم في احتجاجات ومسيرات احتجاجية.
إلى ذلك، أكد إسحاق إنجي، المحلل السياسي التركي المقيم في القاهرة، في تصريحات لـ«الاتحاد» أن نظام أردوغان يرتكب انتهاكات حقوقية ممنهجة سواء ضد المعارضين أو المواطنين العاديين في سبيل البقاء في السلطة حتى ولو على حساب دماء الأبرياء.
وأشار إسحاق إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام أردوغان سوف تكون من أهم العوامل التي تضع تركيا في طريق انتخابات مبكرة تهدد بقاء أردوغان في السلطة.
وكانت تركيا قد تصدرت قائمة الدول التي يتعرض شعبها لانتهاك حقوق الإنسان، وقد زادت هذه الانتهاكات في العام 2018 بنسبة 20% عن العام الذي سبقه، بحسب إحصاءات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ووفقاً لبيانات وزارة الداخلية التركية، وصل عدد المعتقلين في تركيا حتى العام 2018 إلى 750 ألفاً و239 شخصاً، ويوجد في تركيا ربع المعتقلين الصحفيين على مستوى العالم، فضلاً عن إغلاق 150 مؤسسة إعلامية.
وأشار السياسي التركي إلى التراجع الحاد في ملف حقوق الإنسان ولاسيما في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث اعتقلت السلطات التركية عشرات الآلاف من العسكريين والموظفين في القطاع العام والمدرسين والقضاة، بدعوى انتمائهم لجماعة «فتح الله جولن»، وتوفي نحو 200 شخص في ظروف مشبوهة وتحت التعذيب.
وأكد أن جرائم أردوغان وانتهاكاته ضد حقوق الإنسان لن تمر، وسوف تكون على رأس العوامل التي تساهم في الإطاحة به عند إجراء أي انتخابات قادمة.
وفي الإطار نفسه، أكدت فوزية يوسف، السياسية الكردية، عبر اتصال هاتفي لـ«الاتحاد» أن نظام أردوغان اعتاد على انتهاك حقوق الإنسان سواء في الداخل التركي أو في الخارج وبالأخص في المناطق العربية التي تتواجد فيها قوات تركية، الأمر الذي يجعل من الرئيس التركي «مجرم حرب» يجب محاكمته أمام محكمة العدل الدولية.
وقالت: «ما حدث من القوات التركية في شمال شرق سوريا يؤكد على بشاعة الانتهاكات التي يرتكبها أردوغان ضد حقوق الإنسان، حيث استخدمت قواته المادة الكيميائية المعروفة بـ(الفسفور الأبيض) ضد المدنيين، وهي مادة محظور استخدامها ضد الأهداف المدنية بموجب اتفاقيات جنيف، فضلاً عن استهداف المدارس والمنشآت الطبية».
