الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التايمز»: هل تنهي احتجاجات بيروت «زواج المصلحة» بين «حزب الله» والتيار ؟

جنود لبنانيون ينتشرون في بيروت (رويترز)
13 أغسطس 2020 01:31

دينا محمود (لندن) 

أكد محللون غربيون أن الاحتجاجات العارمة التي تشهدها بيروت في الوقت الحاضر، تهدد بانهيار التحالف القائم منذ سنوات طويلة، بين ميليشيا «حزب الله» الإرهابي والتيار الوطني الحر، الذي ينتمي له الرئيس ميشال عون، وهو ما يُنذر بحرمان «الحزب» من الغطاء السياسي، الذي طالما استخدمه للهيمنة على مقدرات السلطة الحاكمة في لبنان. وشدد هؤلاء على أن هذا التحالف، الذي تبلور عام 2006، لا يعدو «زواج مصلحة»، يستهدف ضمان تقاسم السلطة والنفوذ والثروة بين طرفيْه، بحيث «يُبقي جانب من النخبة المسيحية ويمثلها التيار الوطني الحر على ثرواته وامتيازاته، بينما يعزز (حزب الله) سيطرته على البنية التحتية للأجهزة الأمنية في لبنان، بما يكفل لهم مواصلة أنشطته المشبوهة دون رادع».
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «التايمز» البريطانية، اعتبر المحللون أن الانفجار المروع الذي ضرب بيروت في الرابع من أغسطس الجاري، وما تلاه من تظاهرات عنيفة، يشكل «تحدياً في الصميم للصفقة التي أبرمها (حزب الله) مع حلفائه قبل 14 عاماً»، لا سيما بعد أن صب المحتجون جام غضبهم، على هذه الميليشيا الإرهابية، وطالبوا قادتها وكوادرها بـ «الرحيل» من لبنان. وأبرز المحللون وضع المتظاهرين صورتيْ حسن نصر الله زعيم «حزب الله» والرئيس عون نفسه، بين صور قادة الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، التي تدلت من مشانق رمزية، نُصِبَت خلال الأيام الماضية، في ساحة الشهداء بوسط بيروت، في إشارة إلى تصميم المحتجين على إجراء عملية تطهير شاملة، لا تستثني أحداً من أركان الطبقة الحاكمة. وأشاروا إلى أن تعالي الأصوات المنددة بـ «حزب الله» في شوارع العاصمة، يتوازى مع تواتر التقارير التي تؤكد «الوجود المكثف للحزب في مرفأ بيروت»، ما يعزز الشكوك في مسؤوليته ولو بشكل غير مباشر، عن الانفجار الذي هز المرفأ، وأوقع خسائر بشرية ومادية فادحة. ونقلت «التايمز» عن محتجين لبنانيين، اتهامهم لـ«حزب الله» بالهيمنة على البلاد بأسرها، وجرها لحرب تلو الأخرى، خدمة لأهداف داعميه الخارجيين، وقولهم إن التوجهات الطائفية والتحركات المتهورة لـ «الحزب» تقوض «الطابع المتنوع لبيروت وسكانها». وأكد المتظاهرون أنهم ضاقوا ذرعاً بالممارسات الإرهابية لـ «حزب الله»، واصفين زعيمه نصر الله بـ «المجرم، الذي يبحث دائما عن الحروب»، في وقت يسعى فيه اللبنانيون للحصول على فرص عمل، من أجل كسب قوت يومهم والعيش في سلام. 
واعتبرت «التايمز» أن الإصرار الذي أبداه المحتجون اللبنانيون خلال تظاهراتهم الأخيرة، واقتحامهم عدداً من المباني الحكومية، بدا «محاولة متعمدة، لاستحضار روح انتفاضات ما يسمى «الربيع العربي» التي عمت أنحاء مختلفة من المنطقة، اعتباراً من أواخر 2010 ومطلع 2011. ونقلت عن بعض المتظاهرين قولهم «نحن الآن الحكومة»، في إشارة إلى رفضهم حكومة حسان دياب، التي استقالت أمس الأول واعتبرها كثير من المراقبين «دمية» في يد «حزب الله»، وأداة لتنفيذ مخططاته، وتمكينه من مواصلة أنشطته الإرهابية والإجرامية، التي تشمل غسل الأموال وتهريب المخدرات، فضلاً عن الاحتفاظ بترسانة ضخمة من الأسلحة في مناطق مدنية، في مسعى لاستخدام قاطنيها دروعاً بشرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©