دينا محمود (لندن)
حذر محللون سياسيون غربيون من مغبة السماح بأن يصرف تقديم الحكومة اللبنانية استقالتها قبل يومين، الأنظار عن ضرورة محاسبة ميليشيا «حزب الله» الإرهابي ونزع سلاحه، باعتباره المسؤول الأول عن الانفجار المروع، الذي ضرب بيروت الأسبوع الماضي، وأوقع خسائر بشرية ومادية فادحة. وقال هؤلاء إنه لا ينبغي أن تشكل حكومة حسان دياب المستقيلة «كبش فداء» لـ«الحزب»، خاصة وأن نترات الأمونيوم التي تسببت في انفجار 4 أغسطس، طالما شكلّت المادة الكيميائية المفضلة لهذه الميليشيا لصنع القنابل، ما يؤكد أن لبنان بحاجة إلى تغيير شامل، وليس إلى تنصيب حكومة فاسدة أخرى، كتلك التي كانت تمثل «دمية في يد حزب الله وحلفائه».
وأكد المحللون وفقا لتصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن الرأي العام اللبناني لن يرضى بإبعاد الحكومة وحدها من المشهد»، خاصة بعد أن عاد المحتجون بحشود كبيرة إلى الشوارع، في تظاهرات تُذكِّر بالحراك في أكتوبر الماضي. وأشاروا إلى أن العدد الكبير للمتظاهرين، ورفعهم مشانق رمزية وسط بيروت تدلت من إحداها صورة حسن نصر الله زعيم «حزب الله»، يعني أن اللبنانيين يريدون «التخلص من الطبقة السياسية بأكملها وعلى رأسها الحزب، الذي حاول «البلطجية التابعون له ردع المحتجين، ولكن دون جدوى، إذ قال لهم المتظاهرون لن نعود إلى منازلنا فقد دمرت ولم تعد قائمة من الأصل جراء انفجار المرفأ. ونقلت عن أحد هؤلاء المحتجين قوله: «نريد شنقهم جميعا، لكن يجب أن يكون حزب الله بينهم أولا».
بدورها، أكدت مجلة «واشنطن إكزامينر» الأميركية ضرورة التحرك بسرعة على طريق نزع سلاح «حزب الله»، قبل أن يشهد لبنان كله، وليس عاصمته فحسب كارثة مماثلة لتلك التي وقعت في مرفأ بيروت، وذلك بفعل تخزين «الحزب» ترسانته من الأسلحة والصواريخ، في المناطق المدنية. وأشارت إلى أنه «ما من سبيل أمام الحزب للهروب من حقيقة مسؤوليته عن انفجار المرفأ، في ضوء أنه كان يشكّل القوة الرئيسة في لبنان، وقت وقوعه».
وشددت المجلة في تقرير على أنه «لا يوجد فارق بين ما إذا كان حزب الله قد تورط في تلك الكارثة عمدا، من خلال تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ، أو تسبب فيها إهمالا، نظرا لعدم اتخاذه الإجراءات اللازمة لحماية سكان العاصمة، بوصفه الكيان المُسيطر على لبنان فعليا». واستعرضت الأدلة التي تثبت نشر الحزب ترسانته من الأسلحة والصواريخ التي يُقدّر عددها بـ 150 ألف صاروخ بجانب منصات إطلاقها في المنازل والمدارس والمساجد الواقعة وسط المدن والبلدات اللبنانية دون اكتراث بسلامة السكان.
ومن بين هذه الأدلة، تقرير صدر عام 2018، وأعده ثلاثة من الجنرالات الأميركيين المتقاعدين واثنان من المحامين عملا سابقا في الجيش الأميركي، وأكدوا فيه أن الحزب، يتعمد تخزين الأسلحة في المواقع المدنية والمناطق السكنية في مختلف أرجاء لبنان، لكي يتسنى له إلقاء اللوم على الأطراف الأخرى التي سيحاربها» في أي خسائر بشرية تقع جراء القتال.
وحذرت «واشنطن إكزامينر» من خطورة استباحة هذه الميليشيا الإرهابية للمدن اللبنانية ، قائلة إن ما سينجم عن أي تدمير لترسانته المُخبأة في الأحياء السكنية، سيكون أكبر بكثير من ذاك الدمار الذي شهدته بيروت، في مرفأها، وسيقود في هذه الحالة لمقتل الآلاف من الأشخاص. وقالت إن الاحتجاجات المتصاعدة ضد الحزب حاليا في لبنان، تؤكد أن مواطنيه سئموا من ممارسات هذه الجماعة، وباتوا على استعداد لفرض كلمتهم. واعتبرت أن التطورات، تؤكد أن لبنان يشهد في الوقت الحاضر انفجارا سياسيا، ربما يمثل نهاية حقيقية لـ «حزب الله»، الذي سبق له استخدام نترات الأمونيوم، في شن هجمات إرهابية، في مختلف أنحاء العالم، كما ضُبط وهو يُخزنّها كثيرا في دول بغرب أوروبا.