الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مؤتمر لـ«الجهات المانحة» لإغاثة لبنان خلال أيام

شاب ينظر إلى صور عدد من ضحايا الانفجار في بيروت (رويترز)
8 أغسطس 2020 01:58

عواصم (وكالات)

ينعقد خلال الأيام المقبلة مؤتمر الجهات المانحة للبنان بتنظيم من فرنسا، لتأمين مساعدات إنسانية عاجلة لسكان بيروت التي هزها انفجار ضخم الثلاثاء الماضي أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة. هذا في وقت استمر تدفق المساعدات العربية والأجنبية إلى لبنان التي نفى مجلس وزرائها ما تردد عن رفض مساعدات من بعض الدول، مؤكداً أن هذه الأخبار كاذبة ومضللة.
وأعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أريك مامير أن المفوضية ستمثل بالمفوض المكلف المساعدة الإنسانية جانيز لينارتشيتش في مؤتمر الجهات المانحة الذي سيعقد عبر الفيديو غداً الأحد بهدف جمع أموال للبنان، ولكن المفوضية تراجعت لاحقاً عن تحديد الموعد، وقالت بعد محادثة مع الرئاسة الفرنسية إن تاريخ الاجتماع سيُعلنه قصر الإليزيه. وقال إن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي يزور بيروت اليوم السبت، سيمثل الدول الأعضاء. وأضاف: «سنسعى لتقييم الحاجات الإنسانية، وسنحتاج إلى أكبر قدر من المعلومات لذلك». وأضاف: «إننا في مرحلة طارئة. المؤتمر ليس لإعادة الإعمار لأن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة». 
ونسقت المفوضية الأوروبية عملية إرسال 300 مسعف متخصص إلى بيروت، وصرفت 33 مليون يورو للحاجات الأولية العاجلة، وخصوصاً المساعدة الطبية. وقال مامير: «علينا التحقق من أن الأموال التي ستوضع في التصرف ستدار بأكثر الطرق فعالية». فيما أعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن «المؤسسات الأوروبية تؤكد ضرورة تطبيق الإصلاحات التي يطالب بها الشعب».
ومن جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاد دير في بيان إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا خلال مكالمة هاتفية العمل معاً مع دول أخرى من أجل إرسال مساعدة فورية إلى لبنان، وعبرا عن حزنهما العميق حيال الخسائر في الأرواح والدمار في بيروت. هذا في وقت أعلنت فيه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنها سترسل على الفور مساعدات غذائية وطبية بقيمة 15 مليون دولار إلى لبنان، مشيرة إلى أن المعونات الغذائية تسد احتياجات 50 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر، بينما تكفي المعونات الطبية 60 ألف شخص للمدة ذاتها، وأضافت: «نقف مع الشعب اللبناني في وقت يسعى فيه للإغاثة ومحاسبة المسؤولين عن الانفجار في هذه الأوقات العصيبة».
ونفت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، رفض مساعدات من بعض الدول، وقالت في بيان صادر عن المكتب الإعلامي: «مرة جديدة تحاول بعض الجهات إلحاق الضرر بلبنان من خلال ترويج شائعات أن الدولة اللبنانية رفضت مساعدات من بعض الدول». وأضافت: «إن هذه الأخبار كاذبة ومضللة وتهدف إلى قطع الطريق على المساعدات التي تقدمها دول العالم للبنان». وأضافت: «إن لبنان يرحب بأي مساعدة من الدول الشقيقة والصديقة ومن كل المؤسسات في العالم، ويتوجه إليها بالشكر العميق على وقوفها إلى جانبه في هذه الكارثة التي أصابته».
وسير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أولى طلائع الجسر الجوي السعودي إلى لبنان بهدف مساعدة منكوبي الانفجار، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالوقوف إلى جانب الأشقاء وتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أن طائرتين إغاثيتين حملتا أكثر من 120 طناً من الأدوية والأجهزة والمحاليل والمستلزمات الطبية والإسعافية والخيام والحقائب الإيوائية والمواد الغذائية، إلى المتضررين في بيروت، يرافقها فريق مختص من المركز لمتابعة عمليات التوزيع والإشراف عليها. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن هذه المساعدات تبرز الدور المحوري للمملكة على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا بكل حيادية.
وأعلنت الكويت إرسال طائرة محملة بخمسة وثلاثين طناً من المواد الطبية والمعدات الاستشفائية عدا عن المواد الغذائية، دعماً ومساندة للبنان في هذا الظرف الاستثنائي الدقيق. كما أرسلت مملكة البحرين الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية الإغاثية العاجلة إلى لبنان لمساعدته في محنته والتخفيف من المصاب الأليم الذي يمر به جراء انفجار بيروت. وأرسلت الجزائر أربع طائرات إغاثة إلى لبنان، وأعلنت أيضا عن تحرك باخرة على متنها مئات الأطنان من مواد البناء للمساعدة في إعادة بناء وإعمار ميناء بيروت والمناطق المتضررة من الانفجار. كما أعلنت المملكة المغربية عن إقامة جسر جوي لدعم لبنان في تجاوز الظروف العصيبة الناتجة من الانفجار المفجع.
وأعلنت الأمم المتحدة عن عزم منسقها للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، توفير تمويل إضافي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ من أجل تغطية تكاليف تلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات الملحة للبنان، بما في ذلك مواد الإسعاف للمصابين وتوفير أجهزة تنفس والإمدادات الطبية وأدوية، وغيرها من المستلزمات الملحة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن لبنان المنهار اقتصادياً، يستورد 85 بالمئة من سلعه الغذائية، وبالتالي فإن تدفق هذه الإمدادات يمكن أن يتضرر بشكل كبير. وأعربت المتحدثة إليزابيث بايرز عن الخشية من أن يفاقم الانفجار والدمار الذي لحق بالمرفأ وضع الأمن الغذائي الصعب أساساً، وأضافت أن الدمار الهائل الذي لحق بالمرفأ يمكن أن يحد من تدفق الإمدادات الغذائية، ويدفع بأسعار المواد الغذائية إلى ما يفوق إمكانيات كثيرين. وقالت بايرز إن برنامج الأغذية العالمي سيخصص 5000 حزمة غذائية للعائلات المتضررة، تحتوي على مواد تكفي أسرة من خمسة أشخاص لشهر. كما تحدثت عن خطط لاستيراد طحين القمح والحبوب للمخابز والمطاحن سعياً للحؤول دون نقص في الأغذية.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنه قلق من أن يؤدي الانفجار والأضرار التي لحقت بالمرفأ إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي الصعب بالفعل، مضيفاً أن البرنامج سيوزع منحاً غذائية على آلاف الأسر. وأضاف أنه يعتزم استيراد دقيق القمح وطحين الحبوب المخصص للمخابز والمطاحن للمساعدة في الحيلولة دون حدوث نقص في الغذاء بأنحاء لبنان.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تلقت معلومات غير مؤكدة عن وفاة العديد من اللاجئين. وأفادت بأنها بصدد إقامة مراكز إيواء مؤقتة للذين فقدوا منازلهم، وتقديم الدعم لجهود نقلهم. وقال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي إن الحاجة لمراكز إيواء هائلة، وأضاف أن المفوضية تتيح مخزونها في البلاد من لوازم مراكز الإيواء والأغطية البلاستيكية، وعشرات الآلاف من مواد الإغاثة الأساسية الأخرى مثل البطانيات والفرش للتوزيع والاستخدام فوراً.
ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى تحقيق غير منحاز وقالت إن المأساة يجب أن تمثل نقطة تحول لبلد يخرج عن السيطرة بسرعة. وقال المتحدث روبرت كولفيل إن الوضع مزرٍ. وأضاف: «يجب الاستجابة لدعوات الضحايا لمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، بما في ذلك عبر إجراء تحقيق غير منحاز ومستقل وشامل وشفاف في ملابسات الانفجار».

نداء لـ «الصحة العالمية» يطلب 15 مليون دولار للاحتياجات
وجهت منظمة الصحة العالمية نداء لجمع 15 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الصحية الطارئة في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي. وقال مكتب المنظمة الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط إن الانفجار دمر 17 حاوية بها إمدادات طبية لمنظمة الصحة، بما في ذلك معدات للوقاية الشخصية. وأضاف أن خمسة مستشفيات في المنطقة المتضررة من الانفجار إما أصبحت غير عاملة أو تعمل بطاقة جزئية، فيما تشير التقارير الأولية إلى أن الكثير من المراكز الصحية ومرافق الرعاية الأولية لحقت بها أضرار أو لم تعد تعمل.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير في إفادة للأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات تسببت في تقليص عدد الأسرّة المتاحة بواقع 500 سرير. وأضاف: «النظام الصحي الضعيف بالفعل في لبنان بسبب أزمة اللاجئين وكوفيد - 19 والأزمتين الاقتصادية والسياسية ونقص معدات الوقاية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي مشكلة ضخمة».
ونقلت منظمة الصحة العالمية إمدادات من دبي إلى لبنان لعلاج من تعرضوا لحروق وإصابات بسبب الزجاج المتطاير والحطام. وأظهرت دعوة أرسلت للدول الأعضاء أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالمنظمة مارك لوكوك، سيعقدان إفادة عبر الإنترنت الأسبوع المقبل لمناقشة الموقف الإنساني بعد الانفجار وجهود الأمم المتحدة لدعم سبل مواجهة الكارثة، إضافة إلى تسليط الضوء على الفجوات التي تحتاج إلى دعم عاجل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©