الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ما هي «نترات الأمونيوم» وهل بيروت ضحيتها الأولى؟

ما هي «نترات الأمونيوم» وهل بيروت ضحيتها الأولى؟
6 أغسطس 2020 03:15

بيروت (الاتحاد، وكالات)

بانتظار أن تنهي الأجهزة المعنية تحقيقاتها في كارثة بيروت، الناجمة وفق الروايات الأولية عن انفجار 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم، تم تخزينها في مستودع في المرفأ أكثر من ست سنوات، لكن من دون أي تدابير وقاية تراعي السلامة العامة، هناك العديد من الأسئلة حول هذه المادة القابلة للتفجير، وكيف تصبح تدميرية، علماً بأنها أساسية في الزراعة، وأيضاً في استخدامها كمتفجرات في المحاجر والمناجم. 
ومادة نترات الأمونيوم عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم كأساس للعديد من الأسمدة النيتروجينية على شكل حبيبات، وتعد من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للاشتعال ولكنها مؤكسدات، أي أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة. وتعتبر مادة آمنة نسبياً في حال كانت بعيدة عن التلوث، وجرى تخزينها بشكل صحيح، ولكنها تكون شديدة الخطورة لو طالها التلوث أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن. ويمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار. كما يمكن أن يتسبب تخزينها قرب خزانات وقود ضخمة بكميات كبيرة، وفي منشأة سيئة التهوية في حدوث انفجار هائل، وكلما كانت الكمية أكبر زاد احتمال تعرضها للانفجار.
ووفق أستاذة الكيمياء بجامعة رود آيلاند جيمي أوكسلي التي أجرت دراسات عن اشتعال نترات الأمونيوم فـ«إنه من الصعب جداً إشعال هذه المادة، كما أنه ليس من السهل تفجيرها». وتقول مذكرة فنية لوزارة الزراعة الفرنسية «إنه لا يمكن إحداث انفجار إلا عبر التماس مع مادة غير متوافقة أو مصدر شديد للحرارة. وبالتالي يجب أن يخضع التخزين لقواعد من أجل عزل نيترات الأمونيوم عن السوائل القابلة للاشتعال (الزيوت، وما إلى ذلك)، والسوائل المسببة للتآكل، والمواد الصلبة القابلة للاشتعال أو حتى المواد التي تبعث حرارة عالية.
ويقول المدير العام لشركة الفورد تكنولوجيز البريطانية المتخصصة في التخلص من المواد المتفجرة رونالد الفورد: انفجار بيروت يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية وأقوى من قنبلة تقليدية. ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر الزمن. ووفق ستيوارت ووكر، من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة «فلندرز» فإن: لون الدخان وسحابة الفطر «التي شوهدت من الخصائص المميزة لانفجارات نترات الأمونيوم، وظهر في البداية دخان أبيض ورمادي، تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل للبني وسحابة فطر بيضاء كبيرة. وهذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبني سام وماء». وأضاف «لو أنك تصنع متفجرات من نترات الأمونيوم فلا يجب أن تظهر معك هذه السحابة بنية اللون. ظهورها يعني أن معدل الأوكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثاً، ما لم يكن متعمداً».
مصدر مسؤول مطلع على التحقيقات الأولية يقول: إن سبب الحادث هو التراخي والإهمال، لافتاً إلى أن مسألة سلامة التخزين عرضت على لجان وقضاة، ولم يحدث شيء لإصدار أمر بنقل هذه المادة شديدة القابلية للاشتعال أو التخلص منها، ويضيف أن حريقاً شب في المستودع رقم تسعة بالميناء، وامتد إلى المستودع رقم 12 حيث كانت نترات الأمونيوم مخزنة. ومصدر آخر قريب من موظف بالميناء يقول: «إن فريقاً عاين نترات الأمونيوم قبل ستة أشهر وحذر من أنه إذا لم تُنقل فإنها ستفجر بيروت كلها». ويقول أندريا سيلا، أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا عن انفجار بيروت: «فكرة أن مثل هذه الكمية كانت متروكة دون مراقبة لمدة ست سنوات يصعب تصديقها، كانت عبارة عن قنبلة موقوتة».
وإلى جانب هدفها الأول الزراعي فإن «نترات الأمونيوم» تدخل أيضاً في تصنيع القنابل والمتفجرات، وقد تم استخدامها في تفجيرات الجيش الجمهوري الأيرلندي في لندن في حقبة التسعينيات، وكذلك عام 1995 في التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى اتحادياً في أوكلاهوما سيتي بأميركا والذي قُتل فيه 168 شخصاً، وفي تفجيرات 2002 في نواد ليلية في بالي بإندونيسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©