الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فوكس نيوز: التمويل القطري لـ«حزب الله» يعرض القوات الأميركية للخطر

فوكس نيوز: التمويل القطري لـ«حزب الله» يعرض القوات الأميركية للخطر
6 أغسطس 2020 02:23

شادي صلاح الدين، دينا محمود (لندن)

تسبب تمويل النظام القطري لشحنات الأسلحة إلى ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، في تعريض ما يقرب من 10 آلاف جندي أميركي متمركزين في الإمارة للخطر، وفقاً لملف جديد صادم اطلعت عليه شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.
وتستضيف قاعدة «العُديد» العسكرية في قطر المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية وسرب القوات الجوية.
واخترق مقاول الأمن الخاص «جايسون جي»، أعمال شراء الأسلحة في قطر، وصرح لشبكة «فوكس نيوز» بأن «أحد أفراد العائلة الحاكمة يزعم أنه أذن بتوصيل معدات عسكرية إلى حزب الله في لبنان، الذي تدرجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن المنظمات الإرهابية».
ويوثق الملف المقدم من «جايسون جي»، والذي تحققت منه «فوكس نيوز»، الدور المزعوم الذي لعبه عضو العائلة الحاكمة القطرية منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب الموسع.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن «حزب الله» هي ميليشيات شيعية تعمل بالوكالة عن إيران، أسسها الحرس الثوري في لبنان عام 1982، ولا تزال تعتمد على التمويل والدعم الإيراني، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.
وبحسب ما ورد في الملف، سعى سفير قطر لدى بلجيكا و«الناتو»، عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي، إلى رشوة «جايسون جي» مقابل صمته عن كشف دور النظام القطري في تقديم المال والأسلحة لـ«حزب الله».
وقال «جيسون جي» إنه في اجتماع عقد في يناير 2019 مع الخليفي في بروكسل، قال المبعوث القطري: «اليهود أعداؤنا».
ولم يرد «الناتو» ولا الحكومة البلجيكية على استفسارات شبكة «فوكس نيوز» حول دور السفير في هذه القضية. 
وقال جايسون، الذي يستخدم اسماً مستعاراً لحماية نفسه من الانتقام القطري، إن هدفه هو «وقف قطر لتمويل المتطرفين». وأضاف أن «التفاح السيئ يجب أن يُخرج من البرميل وأن تكون قطر جزءاً من المجتمع الدولي».
وفي عام 2017، قال الرئيس دونالد ترامب إن قطر كانت ممولاً للإرهاب على مستوى مرتفع جداً، وبعد عام، تراجع ترامب عن تصريحاته، قائلاً في اجتماع مع حاكم الإمارة، تميم بن حمد آل ثاني، إن قطر تقاتل المتطرفين، وفقاً لما ذكرته الشبكة.
ويعود مسعى الإمارة في تغيير توجه السياسة الأميركية تجاهها في ذلك الوقت إلى جهد مكثف ومكلف من جانب قطر وجماعات الضغط المدفوعة الأجر، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وتلقي الاكتشافات الجديدة حول تمويل قطر لواحدة من أكثر الحركات الإرهابية دموية في جميع أنحاء العالم بظلال من الشك على شراكة الإمارة الصغيرة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. 
وفي هذا الإطار، من المثير للاهتمام الإشارة إلى أن عزمي بشارة، النائب السابق في الكنيست، اتهم بمساعدة «حزب الله» في حربه ضد إسرائيل عام 2006، ووجد ملجأ ورعاية رسمية وحصانة من المقاضاة في الدوحة.
وفي مقابلات مع شبكة «فوكس نيوز»، دعا سياسيون أوروبيون بارزون إلى شن حملة قوية ضد دعم قطر لتمويل الإرهاب و«حزب الله».
وقالت ناتالي جوليه، السيناتور الفرنسي التي قادت لجنة التحقيق في الشبكات الإرهابية في أوروبا، وكتبت تقريراً لحلف شمال الأطلسي بشأن تمويل الإرهاب: «يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية بشأن قطر وأن نكون حريصين بشكل خاص في تمويلها للإرهاب، يجب على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية في غضون ذلك».
وتابعت: «علينا وضع سياسة عامة بتحذير خاص وسياسة حصيفة لمنع أي تمويل للإرهاب، خاصة من دول مثل قطر أو تركيا»، التي تدعم «الإخوان» وأيديولوجيتهم الخطيرة.
وقال إيان بيزلي جونيور، عضو البرلمان البريطاني الذي يتتبع تمويل الإرهاب، للشبكة الأميركية إن «سلوك النظام القطري المبين فاضح ويجب على الحكومة في كل من المملكة المتحدة وبلجيكا أن تتصرف بشكل حاسم». وأضاف «أن هذه المزاعم خطيرة للغاية، خاصة بالنظر إلى أن السفير هو سفير لدى الناتو، ويجب التحقيق في ذلك واتخاذ الإجراءات المناسبة»، وأضاف: «حزب الله جماعة إرهابية محظورة في بريطانيا والعمل معهم لا يمكن التسامح معه».
ومن جانبه، قال الدكتور إفرايم زوروف، الخبير في مركز سيمون ويزنثال التابع لمنظمة حقوق الإنسان الأميركية، إن دور قطر في تمويل إرهابيين من حزب الله يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطرد السفير القطري فوراً.
وبحسب الملف، قدمت جمعيتان خيريتان قطريتان أموالاً لـ«حزب الله» في بيروت تحت غطاء المواد الغذائية والأدوية. وحدد الملف المنظمتين باسم «جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني» الخيرية و«مؤسسة التعليم فوق الجميع». ولم ترد كلتا المؤسستين الخيريتين على الفور على استفسارات شبكة «فوكس نيوز».
وأكد «جيسون جي»، الذي عمل لدى العديد من أجهزة المخابرات، لشبكة «فوكس نيوز» أن ملفه كان ينظر إليه على أنه ذو صلة ووثوق به من قبل كبار مسؤولي المخابرات الألمانية. 
كما تورطت الأنظمة المالية والخيرية في قطر في مخططات تمويل الإرهاب الأخرى. وأفادت صحيفة «واشنطن فري بيكون» في يونيو الماضي بأن دعوى قضائية رفعت في مدينة نيويورك أكدت أن المؤسسات القطرية، بما في ذلك «قطر الخيرية» مولت المنظمات الفلسطينية. وشملت قائمة المدعين في القضية عائلة تايلور فورس، وهو عسكري أميركي قتلته حركة «حماس» عام 2016.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©