عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
تزايد الضغط السياسي على الحكومة البريطانية مؤخراً لتشديد موقفها تجاه ميليشيات «حزب الله» اللبنانية، حيث كتب مجموعة من النواب من أحزاب مختلفة رسالة إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون يطالبونه باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في ظل حظر الميليشيات.
وحظرت الحكومة البريطانية «الجناح المسلح» التابع لـ«حزب الله» لبعض الوقت، لكن تم السماح لجناحه السياسي بالعمل حتى العام الماضي عندما فرضت الحكومة حظراً شاملاً عليه.
وذكرت صحيفة «التليجراف»، أن خطاب النواب أعرب عن قلقهم الخاص بشأن حقيقة أن الحكومة تفتقر إلى بيانات مهمة عن «حزب الله»، مثل المتعاونين معه في بريطانيا، مما قد يجعل الحظر غير فعال.
وكتب النواب في رسالتهم التي أرسلوها إلى وزير الأمن البريطاني، جيمس بروكينشاير، لينقلها إلى جونسون: «المملكة المتحدة لديها أفضل وكالات الاستخبارات في العالم، ويمكن للشعب البريطاني أن يظل واثقاً من أن الحكومة ستواصل إعطاء الأولوية لسلامتهم». وأضافوا: «إن رفع الأعلام وعرض بعض الرموز الأخرى للمنظمات غير القانونية في الأماكن العامة من قبل بعض أتباعهم في بريطانيا، والمسيرات السياسية أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أمر واضح ومسيء للناس العاديين»، في إشارة إلى قيام بعض أتباع الحزب بتنظيم بعض المظاهرات والمسيرات في الشوارع البريطانية رغم الحظر الكامل للحزب في البلاد.
وتحظر الحكومة البريطانية عرض أي دعم للمجموعة، مثل حضور المسيرات المؤيدة لـ«حزب الله» أو رفع أعلامها، لكن الحكومة قالت إنها لن تكشف عن عدد الأشخاص الذين اتهموا أو أدينوا بارتكاب جرائم منذ فرض القانون في مارس 2019.
ويأمل النواب البريطانيون أن تقوم الحكومة بإدانة الأشخاص الذين يدعمون هذه الميليشيات علانية في البلاد، ويتم اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم لإثبات أن حظر الميليشيات ليس حبراً على ورق، ولكنه إجراء فعال وله تأثير فعلي. ووقع الرسالة النواب المحافظون أندرو روزنديل والسير جراهام برادي وتيريزا فيليرز وماثيو أوفورد، بجانب النائب عن حزب العمال ستيفن مكابي. كما وقعها النائب عن الحزب الاتحادي الديمقراطي جيفري دونالدسون واللورد كيلكلوني.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية نفسها في تقرير آخر لها عن أن الحركة الإرهابية تقوم بتدريب الآلاف من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد في إنشاء ما يسمى بـ«الكتائب الإلكترونية» في جميع أنحاء المنطقة.
وأوضحت أنه منذ عام 2012 على الأقل، يقوم «حزب الله» باستقدام أفراد إلى لبنان لحضور دورات لتعليم المشاركين فيها كيفية التعامل مع الصور رقمياً، وإدارة أعداد كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة، وإنشاء مقاطع فيديو غير حقيقية، وتجنب الرقابة على الـ«فيسبوك»، ونشر المعلومات المضللة على «الإنترنت» بشكل فعال، وفقاً لعدد من الأشخاص تحدثوا للصحيفة بشرط الحفاظ على سرية هوياتهم.
