الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ضيوف الرحمن يبدأون أيام «التشريق»

الحجاج خلال طواف الإفاضة (واس)
1 أغسطس 2020 01:46

الرياض (واس ووكالات)

اكتملت عودة ضيوف الرحمن إلى مشعر منى أمس بعد أدائهم طواف الإفاضة في المسجد الحرام، وقيامهم منذ صباح عيد الأضحى المبارك برمي جمرة العقبة الكبرى، وذبح الهدي والحلق والتقصير في منى. واليوم يبدأون أيام التشريق الثلاثة برمي الجمرات، ابتداء بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى والكبرى، كل منها بسبع حصوات.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تقديره لثقة المسلمين بما اتخذته المملكة العربية السعودية من إجراءات بشأن الحج هذا العام، داعياً في كلمة بمناسبة عيد الأضحى، للمواطنين والمقيمين والحجاج وعموم المسلمين في كل مكان، لأن يكون هذا العيد، أولى بشائر الخير بانحسار جائحة كورونا المستجد، ثم زوالها وآثارها عاجلاً غير آجل، وأن تكون أعياد المسلمين دوماً مؤكدة اجتماعهم على الحق والخير والمحبة، ومعبرة عن رسالة الإسلام السمحة، في التواصل والتعاون مع العالم أجمع، تحقيقاً للسلام، والتعاون من أجل الاستقرار، والعمل على الائتلاف، والسعي في عمارة الأرض. 
وقال الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها وزير الإعلام المكلف ماجد بن عبدالله القصبي: «أهنئكم جميعاً بعيد الأضحى المبارك، وأدعو الله أن يتقبل من حجاج بيته، وأن يتم عليهم نسكهم، وهم في صحة وعافية، قائمين بواجباتهم في خشوع وخضوع وروحانية، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب الأجر والمثوبة لكل من نوى الحج هذا العام ولم يستطع». وأضاف: «إن من أهم مقاصد شريعتنا السمحة حفظ النفس الإنسانية، وحمايتها من الضرر، وتجنيبها الخطر، ومع التفشي الواسع للجائحة، وتأكيد خطورتها على البشر، فقد اقتصر الحج هذا العام على عدد محدود جداً من جنسيات متعددة، تأكيداً على إقامة الشعيرة، رغم صعوبة الظروف، وحفاظاً على أقصى معدلات الأمان والسلامة الممكنة لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم في أجواء روحانية، ضمن إجراءات تكفل أمنهم، وتحقق سلامتهم، وتوفر سبل راحتهم من قبل الأجهزة المعنية بخدمة الحجاج ووقايتهم، وتطبق وسائل سلامتهم، حماية لضيوف الرحمن من مخاطر الوباء وآثاره، ونقدر الثقة العالية من إخواننا المسلمين بما اتخذناه من إجراءات بهذا الخصوص».
وأضاف: «إن إقامة شعيرة الحج في ظل هذا الوباء، وإن اقتصرت على عدد محدود جداً للحجاج من جنسيات متعددة، إلا أنها أوجبت على الأجهزة الرسمية المختلفة جهوداً مضاعفة، بالإضافة إلى واجب كل عام، بالإشراف والاطمئنان المباشر على سير الحج وسلامة الحجاج وراحتهم، وهو العمل على تطبيق أقصى الاشتراطات الصحية للتعامل مع جائحة كورونا، ومنها الحرص على التباعد الجسدي، وأدعو الله مخلصاً أن يجزي خيراً كل من ساهم في مجهودات الحج، وخدمة الحجاج».
ولفت خادم الحرمين إلى أن «هذه الجائحة أظهرت بجلاء أن أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، والمقيمين على أرضه الكريمة، على قدر رفيع من الثبات والإصرار في مواجهة النوازل، بإيمانهم بالله، ثم بإرادتهم القوية، وتعاونهم المشرف مع الأجهزة المعنية، ما أسهم في تخفيف آثار هذه الجائحة على وطننا قدر الإمكان، باتباع التعليمات الاحترازية والوقائية، بغية سلامة الإنسان، فلكم جميعاً الشكر الجزيل والدعاء الصادق، على صبركم وتفانيكم وتعاونكم وإخلاصكم لوطنكم».
وكان خادم الحرمين نشر تغريدة على «تويتر» في وقت مبكر أمس، هنأ فيها الجميع بعيد الأضحى المبارك، وذلك بعد وقت قصير من مغادرته المستشفى، كما توجه إلى الله بالدعاء أن يرفع وباء كورونا. وجاء في التغريدة «أهنئ الجميع بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة والصحة العافية»، وأضاف: «نسأله تبارك وتعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن المسلمين طاعتهم، وأن يرفع عن بلادنا والعالم وباء جائحة كورونا بفضله ورحمته وكل عام وأنتم بخير».
وكان اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى، وأداء طواف الإفاضة في المسجد الحرام، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية. ويواصل ضيوف الرحمن اليوم خلال أيام التشريق رمي الجمرات الثلاث، ابتداء بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، وأخيراً جمرة العقبة الكبرى.
وقام رجال الأمن بجهود مميزة من أجل التسهيل على الحجاج وصولهم للمسجد الحرام. وجهزت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي صحن المطاف والممرات ومداخل الأبواب ومرافق المسجد الحرام بوضع مسارات افتراضية بالملصقات الأرضية المؤقتة التي تهدف إلى تنظيم مسارات دخول الحجاج وأداء مناسكهم لتضمن من خلالها تطبيق التباعد المكاني بين الحجيج، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الحج والعمرة والقيادات الأمنية.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة نجاح خطة تفويج الحجاج من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، وللحرم المكي لأداء طواف الإفاضة في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين. وأفادت بأن حجاج بيت الله رموا جمرة العقبة صباحاً وأدّوا طواف الإفاضة في بيت الله الحرام، وسط تنظيم متكامل مُقنن بإجراءات صحية وأمنية دقيقة.
وتوزعت أفواج الحجيج على أدوار جسر الجمرات بشكل متباعد، وتمكنوا من الرمي والعودة بشكل آمن إلى مقر سكنهم في مشعر منى وأداء نسك الحلق أو التقصير، متحللين بذلك التحلل الأصغر. واعتمدت الوزارة بالتنسيق مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة، جداول تفويج منظمة لنقل ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وأخرى لتفويجهم إلى جسر الجمرات لرمي الجمرات، عبر تطبيق إجراءات التباعد المكاني بين كل حاج وآخر، ووضع الملصقات الأرضية الإرشادية التي تُحدد مسارات حركتهم بشكل آمن وصحي.
وقدمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهوداً وخدمات متكاملة لضيوف الرحمن خلال أدائهم طواف الإفاضة في رحاب البيت العتيق، في أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع تحفهم عناية الرحمن، في ظل ما تقدمه حكومة المملكة من إجراءات احترازية وقائية وخدمات ورعاية في مختلف المجالات، وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان، وذلك بالاشتراك مع وزارة الداخلية، ووزارة الحج، ووزارة الصحة، المشاركة في الحج الموجودة في أرجاء المسجد الحرام، وذلك لتوفير الخدمات اللازمة كافة لاستقبال ضيوف الرحمن.
وفي وقت سابق، أكد مدير عام المرور، مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور اللواء محمد بن عبدالله البسامي، أن حجاج بيت الله الحرام وصلوا بعد صلاة الفجر إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة في الوقت المحدد للخطوط الناقلة من مشعر مزدلفة إلى منى، وسط تنظيم أمني ومروري رائع جداً. وقال: «الخطط الأمنية التي وضعت لموسم حج هذا العام حققت أهدافها، وما زلنا مستمرين في تنفيذ هذه الخطط».
وأدى الحجاج والمصلون، صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي 17129 جامعاً ومسجداً في مختلف أنحاء المملكة، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل، وفق منظومة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمنع انتشار وباء كورونا، وملتزمين بالتباعد المكاني. وحث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين على الفرح بالعيد وإقامة شعائر الدين والإحسان إلى الفقراء والمساكين، سائلاً الله أن يمن على الجميع بقبول الطاعات، وکشف الكربات وغفران الزلات، وأن يعز الإسلام والمسلمين، وينصر عباده الموحدين، وأن يرزقنا الأمن في الأوطان، وأن يصلح الأئمة وولاة الأمور، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتاب الله وتحكيم شرعه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©