عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
تواصل ميليشيات «حزب الله» التسبب في مزيد من القلاقل وعدم الاستقرار في لبنان، بجانب تعريض أمن المواطنين للخطر، خصوصاً بعد أن كشف تقرير جديد عن استخدام الميليشيات للمناطق المدنية المكتظة بالسكان كمخازن أسلحة في جميع أنحاء لبنان، واستخدام المدنيين كدروع بشرية للحفاظ على استمرارية الحركة.
وقالت مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين تعليقاً على تقرير صدر الأسبوع الجاري: «تم تحديد 28 مستودعاً جديداً لأسلحة حزب الله في البلاد، يتركز معظمها في العاصمة بيروت ووادي البقاع وجنوب لبنان»، مشيرة إلى أن المواقع الـ28 مرتبطة صراحة بإطلاق وتخزين وإنتاج صواريخ الجناح العسكري للميليشيات.
وأضافت أن الأماكن التي تخزن فيها الأسلحة تشمل المناطق المدنية الروتينية، وتقع داخل وحول المستشفيات والمساكن الشخصية والمكاتب وملاعب كرة القدم والكنائس والمدارس.
ووصفت هذا الأمر بأنه تكتيك «الدرع البشري» الذي ارتبط منذ فترة طويلة بإجراءات عمليات «حزب الله»، التي تعتبر أن هذا التكتيك سوف يمنحها حصانة ضد أي هجمات، ويضع ضغوطاً على أي حكومة تحكم البلاد.
وقال جوش ليبوفسكي، كبير محللي الأبحاث في «مشروع مكافحة التطرف» الأميركي في نيويورك لشبكة «فوكس نيوز»: «ليس من المستغرب على الإطلاق أن يدمج (حزب الله) قاذفات الصواريخ في مناطق مدنية، حتى في بيروت، فالميليشيات تستخدم تكتيك الهياكل المدنية اللبنانية لحماية ترساناتها منذ فترة طويلة».
وأوضح أن ميليشيات «حزب الله» تواصل إثبات أنه ينظر إلى الشعب اللبناني على أنه ليس أكثر من «بيادق التضحية» في لعبة الشطرنج، مشدداً على حالة السخط تجاه هذه الميليشيا، لاسيما في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية الحالية وانعدام الأمن.
ومن جانبه، قال رافائيل ماركوس، زميل باحث في قسم دراسات الحرب بجامعة «كنجز كولدج لندن»: «إن هذا التقرير ليس مفاجأة، حيث تابع الجميع كيفية عمل (حزب الله) عسكرياً داخل مناطق مدنية وإقامة مواقع منشآت عسكرية معروفة في بيروت، وجنوب لبنان».
وبسبب الحجم الكبير وتنوع مخابئ أسلحة «حزب الله»، قال المحلل العسكري المقيم في أميركا، جون وود: «إن ذلك يمثل تهديداً كبيراً للمدنيين».
