عدد اليوم
واشنطن، طهران (وكالات)
عم الغموض أمس انفجاراً في موقع نطنز النووي بإقليم أصفهان وسط إيران لتخصيب الوقود الخاضع لتفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فقد أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن حادثاً وقع في مستودع في المنشأة، ولكن بدون أن يسفر ذلك عن إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي. وقال المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي، إن الحادث أدى إلى تضرر المستودع قيد الإنشاء في فناء موقع نطنز. وأضاف أنّ فرق الخبراء متواجدة بالموقع وتحقق في سبب الحادث.
وأوضح كمالوندي أنّ المجمع الواقع في وسط إيران لا يشهد حالياً نشاطاً وهو ما يعني أنه خال من مواد مشعة. ولم يوضح المتحدث طبيعة الحادث ولكنّه قال إنه تسبب ببعض الضرر الهيكلي، إلا أنّه أكد أنه ليس هناك خطر تلوث إشعاعي. وقال إنّه لم يكن هناك انقطاع في عمل موقع التخصيب نفسه، الذي يعمل بالسرعة التي كان يعمل بها سابقاً. فيما قال حاكم نطنز رمضان علي فردوسي لوكالة «تسنيم» للأنباء، إن حريقاً اندلع في المستودع. ولم يقدم أي تفاصيل أخرى مكتفياً بالقول، إنه تم إرسال رجال الإطفاء إلى الموقع.
وفي المقابل، لم يستبعد بعض الخبراء احتمال حدوث عمل تخريبي نظراً لأهمية موقع نطنز. وقال مسؤول نووي إيراني سابق لرويترز «بالوضع في الاعتبار أن هذا الحادث قد وقع بعد أيام قليلة من الانفجار قرب قاعدة بارشين العسكرية، فلا يمكن استبعاد احتمال العمل التخريبي». وأضاف: «تعرضت منشأة نطنز للتخصيب في السابق لهجوم إلكتروني» (في إشارة إلى هجوم بفيروس ستوكسنت 2010 الذي ألحق أضراراً بأجهزة الطرد المركزي). فيما أعلنت مجموعة إيرانية سرية تطلق على نفسها اسم «نمور الوطن» مسؤوليتها عما وصفته بـ«تفجير» في موقع نطنز النووي، ونقلت إذاعة «بي. بي. سي» البريطانية، بياناً للمجموعة يفيد بتنفيذ «عمليات» عبر عناصر يعملون داخل أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية في منشأة نطنز وموقع نووي آخر في مدينة كاشان، في أصفهان أيضاً.
ويأتي الحادث بعد ستة أيام من انفجار كبير قرب مجمع عسكري هزّ العاصمة الإيرانية. وقالت وزارة الدفاع الإيرانية الجمعة، إن الانفجار الذي وقع في منطقة بارشين بجنوب شرق طهران كان بسبب تسريب خزانات الغاز. ويشتبه أنّ موقع بارشين شهد اختبارات على انفجارات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الأميركية أمس إيران بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية، وقالت في بيان، إن هذه الدعوة جاءت بعد مباحثات للمبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران براين هوك، مع المدير العام للوكالة رافائيل غروسّي في فيينا لمناقشة تقدم سير التحقيقات التي تجريها في إيران، معرباً عن دعمه الكامل للوكالة ولموضوعيتها.
