الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا: تفاقم الوضع الاجتماعي في لبنان ينذر بالعنف

رجل ينبش صندوق قمامة في صيدا بحثاً عن طعام (رويترز)
2 يوليو 2020 01:27

باريس، بيروت (وكالات)

حذر وزير الخارجية الفرنسي من أن السخط الاجتماعي في لبنان يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف، معبراً عن قلق بلاده من الأزمة في لبنان، يأتي ذلك بينما أكدت قيادات سابقة في مصرف لبنان المركزي أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي بلغت طريقاً مسدوداً.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام جلسة في البرلمان أمس: «الوضع في لبنان ينذر بالخطر في ظل أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية تتفاقم الآن بفعل مخاطر جائحة فيروس كورونا». وأضاف: «الأزمة الاجتماعية المتفاقمة، تهدد بزيادة احتمالات تفجر العنف»، مشيراً للعنف بين فصائل دينية في الآونة الأخيرة. وتابع أن على الحكومة تنفيذ إصلاحات حتى يتسنى للمجتمع الدولي مد يد المساعدة للبنان، مشيراً إلى أنه سيزور لبنان قريباً لإبلاغ السلطات بذلك، بشكل واضح. 
إلى ذلك، وفي الوقت الذي يغذي فيه الفقر المتسارع مشاعر الغضب واليأس والخوف من انفجار اجتماعي، يبدو أن جهود النخبة الحاكمة في لبنان لإنقاذ البلاد من انهيار مالي بمساعدة صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه العكسي. وقال ناصر سعيدي، وزير الاقتصاد السابق، وهو من قيادات مصرف لبنان المركزي سابقاً، عن المحادثات مع صندوق النقد الدولي إنها «بلغت طريقاً مسدوداً».
وتقول أغلب المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها إن الطبقة السياسية، التي يتكتل أفرادها وفق أسس طائفية وعائلية أبعد ما تكون عن الاتفاق على نهج مشترك، لا تزال تتشبث بمصالحها الخاصة بل إن الجدل بينها يصل إلى حد الاختلاف على ما إذا كان لبنان قد أفلس فعلاً. وقد استقال اثنان من أعضاء فريق التفاوض اللبناني خلال شهر واحد استناداً إلى ما وصفاه بمحاولات للتخفيف من خسائر مالية هائلة في خطة الحكومة.
وقال مسؤول كبير مطلع على المحادثات: «هم لا يتفاوضون على برنامج مع صندوق النقد الدولي»، وأضاف: «لا يوجد توافق لبناني على التشخيص، ولذا ما الذي يمكن أن يتفاوضوا عليه؟».
وقد أقر صندوق النقد الدولي أرقام الحكومة التي تشير إلى أن العجز يتجاوز 90 مليار دولار، غير أن البنوك والبنك المركزي وأعضاء في البرلمان يمثلون فصائل سياسية نافذة يقولون إن الرقم الحقيقي نصف هذا الرقم، ويصف معارضون ذلك بأنه حيلة محاسبية قائمة على سعر صرف مشكوك فيه.
وتتواصل الاحتجاجات وعمليات قطع الطرق في مناطق كثيرة من لبنان رفضاً للغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة الذي يرفع بدوره أسعار السلع والمواد الاستهلاكية.
ونفّذ محتجون من الحراك الشعبي أمس، اعتصاماً أمام مصلحة مياه لبنان الشمالي احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية، وعلى قطع المياه عن منازل المواطنين لتخلفهم عن دفع الفواتير، وطلبوا من الموظفين مغادرة مكاتبهم، مهددين بإقفال المصلحة يومياً في حال استمر قطع المياه عن المنازل.
كما تجمع عدد آخر من المحتجين أمام الدائرة المالية، وعمدوا إلى إقفالها، ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، مما أدى إلى زحمة سير خانقة.
جنوباً وتحديداً في صيدا، ركن مواطن سيارته وسط ساحة إيليا، ووقف على غطاء المحرك مطلقاً «صرخة وجع» عمّا وصلت إليه الأوضاع من تراجع على المستويات كافة، معبّراً عن مدى وجعه وعائلته من تردي الأحوال المعيشية، مستغرباً صمت الناس وعدم نزولهم إلى الشارع بعدما تجاوز الدولار تسعة آلاف ليرة في السوق السوداء.
وكذلك نفّذ السائقون العموميون اعتصاماً رمزياً في ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©