عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
قال عالم أميركي متخصص في المناعة والأمراض المعدية إن أي لقاح يعمل العلماء على تطويره لمواجهة فيروس كورونا الجديد «كوفيد - 19» يواجه سلسلة من العقبات العلمية والتنظيمية، مشيراً إلى احتمال حدوث موجة ارتفاع أخرى من الفيروس في الشتاء القادم.
وفي تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» قال الدكتور ستيفن كيسلر، الأستاذ المساعد، زميل في قسم المناعة والأمراض المعدية في جامعة «هارفارد»، إن الجدول الزمني لتطوير اللقاح يمر بمزيج من العقبات العلمية التي يجب التغلب عليها، خاصة إثبات سلامته وفعاليته على البشر وقدرته على الحد من نقل العدوى، بجانب العقبات التنظيمية لترخيص اللقاح، فضلاً عن التحديات اللوجستية التي تنطوي على زيادة إنتاج اللقاح، بحيث يكون هناك جرعات كافية لنشره.
وأوضح أن هذه الأشياء الثلاثة المختلفة يمكن أن تسبب مستويات متفاوتة من التأخير في تطوير اللقاح، لافتاً إلى أن لقاح جامعة أكسفورد على سبيل المثال تغلب بالفعل على الكثير من العقبات العلمية المطلوبة، وبالتالي فإن العديد من العلماء يضعونه في المرتبة الأولى الأكثر تقدماً في التطوير بين اللقاحات الأخرى لمواجهة جائحة «كوفيد - 19».
وأضاف أن بعض الأدلة الأولية من لقاح أكسفورد تشير إلى أنه قادر على تقليل شدة المرض بالنسبة للأشخاص الذين يحصلون على اللقاح، ولكن قد لا يكون فعالاً بشكل خاص في الحد من انتقال العدوى، ولا يزال بإمكان المريض نشر المرض، ولكنه يحميه أو يقلل من الأعراض الخطيرة المصاحبة للفيروس، وهو في النهاية أمر جيد جداً.
وفيما يتعلق بآفاق حدوث موجة جديدة من الفيروس خلال الفترة المقبلة، قال إن هذا أمر وارد الحدوث جداً، لأن هذا من طبيعة الأوبئة، موضحاً أن ما شهده العالم خلال الفترة الماضية هو حدوث ارتفاع وانخفاض للمرض أو ما يسمى بـ«القمم المتعددة» للعدوى في أماكن مختلفة يبدو أنها مدفوعة إلى حد كبير بمراحل إعادة الفتح وتخفيف إجراءات الإغلاق.
وقال: «مع زيادة اختلاط الناس ببعضهم البعض نشهد ارتفاعاً في العدوى، ولذا أعتقد أننا على الأرجح في مرحلة نرى فيها هذه الأنواع من القمم ونوع من تضخم التفشي في بعض المناطق ثم نأمل أن تتم السيطرة عليها وتعود الحالات إلى الانخفاض».
وعن أبرز الاختلافات بين «كوفيد - 19» وبين الأوبئة الأخرى التي شهدها العالم، قال كيسلر إن «الوباء الحالي أكثر قابلية للانتقال والتفشي مقارنة بأوبئة سابقة».
وأشار إلى وجود اختلافات سريرية مهمة، فعلى سبيل المثال «السارس» كان أكثر حدة وخطورة سريرياً مقارنة بانفلونزا الخنازير، كما أن هناك أوبئة تنتشر بطريقة أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» الذي كان أيضاً جائحة انتشرت بطبيعة الحال بطريقة مختلفة جداً، ويجب التعلم من الأوبئة وطرق انتشارها والاستعداد لها مستقبلاً.
