السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرقاش: مخطط «الضم» خطوة كارثية

قرقاش: مخطط «الضم» خطوة كارثية
26 يونيو 2020 01:20

شادي صلاح الدين (لندن)

حذر معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، من أن مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبسط السيادة على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن اعتباراً من أول يوليو المقبل يشكل خطوة كارثية لأن العالم كله ملتزم بخطة السلام، محذراً في لقاء مع شبكة «سي إن بي سي» الأميركية من انهيار التسوية التفاوضية بسبب مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب، داعياً إسرائيل إلى إعادة النظر في هذا القرار وآثاره في المدى الطويل على استقرار المنطقة.
ورأى قرقاش أن ما يشهده لبنان من انهيار اقتصادي مقلق للغاية، وقال: «إذا شهدنا بعض أصدقائنا والقوى الكبرى المهتمة بلبنان يعملون على خطة فسنفكر في الأمر». وأضاف: «شهدنا تراكم المشاكل السياسية في لبنان وشهدنا أيضاً إملاء للخطاب السياسي من جانب حزب الله الذي يملك فعلياً جيشاً داخل الدولة»، لافتاً إلى أن الإمارات نبهت بيروت مراراً من تدهور العلاقات مع الخليج، وأنه «إذا أحرقت جسورك فسيكون من الصعب عليك جداً استخدام الرصيد الهائل من حسن النية والرصيد الهائل من الدعم المالي الذي يحتاج إليه لبنان».
وأعرب قرقاش عن قلق الإمارات البالغ بشأن التطورات في ليبيا، مؤكداً أن الأولوية هي محاولة إنقاذ الأرواح مع اقتراب القوات التركية والميليشيات والمرتزقة السوريين من مهاجمة مدينة سرت التي يقطنها 60 ألف مدني. وقال: «أعتقد أن ما رأيناه في ليبيا خلال السنوات الماضية كالبندول الذي يتأرجح بين الغرب والشرق، والخلاصة في كل هذا هي أننا بحاجة إلى التحرك بسرعة كبيرة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإلى الانخراط سياسياً، لأنه من الواضح أننا على قناعة تامة بأنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا. وأعتقد الآن أن الجامعة العربية جاءت بقرار قوي جداً، هو إدانة وجود القوات الأجنبية في ليبيا، والمطالبة بوقف إطلاق النار، وإخراج المرتزقة من ليبيا، والعودة إلى العملية السياسية». 
وأشار قرقاش إلى تركيا، التي تتحرك فعلياً بشكل عدواني في عدد من الدول العربية (سوريا والعراق، وليبيا والصومال)، وتحاول الحصول على موقع جيوسياسي في ليبيا، مشدداً على أن مصر من ناحية أخرى قلقة للغاية بشأن التطورات والرئيس عبدالفتاح السيسي حدد في خطاب تاريخي ما أسماه بـ«الخطوط الحمراء»، وهي سرت والجفرة، محذراً من أن المنطقة على أعتاب مواجهة إقليمية على الجميع تجنبها بأي ثمن، ومطالباً ببذل الجهود الدبلوماسية سواء كانت أوروبية أو عربية أو أميركية أو أفريقية لتجنب المواجهة أولاً في سرت ومن ثم وقف إطلاق النار، والشروع في حل سياسي مستدام على المدى الطويل.
ورداً على سؤال بشأن الأطماع التركية في ليبيا، خاصة أن المنطقة المحيطة بسرت يوجد بها نحو 80% من ثروة البلاد النفطية، قال قرقاش: «أعتقد أن الأتراك يحاولون بشكل أساسي تحقيق العديد من الأشياء: يحاولون أن يكون لهم موطئ قدم في بلد عربي ثري، مثل ليبيا. وقد رأينا ذلك في مناطق عربية أخرى، وهذا نوع من التموضع الجغرافي الاستراتيجي لتركيا كقوة إقليمية»، مشدداً على أن «هذا ليس في الواقع النهج الصحيح لتركيا لإقامة علاقات مثمرة وودية، وإنما سياسة مفرطة ستؤذي تركيا إذا استمرت».
وأكد قرقاش أهمية العمل جنباً إلى جنب مع الأصدقاء والحلفاء من أجل الاستقرار والازدهار في العالم العربي، لافتاً إلى العمل مع مصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، مثل الأردن والمغرب والجزائر. وأضاف: «لن تعمل الإمارات وحدها بمفردها في أي مسرح. لقد عملنا مع الولايات المتحدة. لقد عملنا أيضاً مع المجتمع الدولي، لتحقيق الاستقرار في البلقان، ونعمل مع الناتو ونعمل من أجل إنقاذ الشعب الليبي. نعمل مع السعودية واليمن ونعمل مع دول أخرى مثل مصر وفرنسا ودول أخرى في ليبيا. كل هذا يأتي بالفعل من فهم أنه في هذا النظام الدولي الجديد والنظام الدولي المتطور هناك المزيد من تقاسم العبء وتحتاج إلى أن تكون جزءاً من هذه الدول التي تشترك في تحمل هذا العبء، ولكن يجب عليك أيضاً العمل مع جميع الحلفاء المهمين، مثل الولايات المتحدة، ومع اللاعبين الإقليميين، وكذلك إرسال الرسائل الصحيحة إلى دول مثل إيران وتركيا بأنك في المنطقة وليس من مصلحتك التعدي على السيادة العربية أو الاستقرار العربي، وهذا سيجعلها في الواقع أفضل لك ولأي شخص آخر معني».
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على ضرورة تجنب التصعيد داخل الخليج العربي، لافتاً إلى أن سياسة إيران في المنطقة، وسياستها الإقليمية، ووكلائها، وسياسات تطوير الصواريخ، كانت مشكلة كبيرة. وقال: «من مصلحتنا أن نفكر في منطقة تتعلق أكثر باستقرار الجميع وأكثر بسيادة الجميع والمزيد حول ازدهار الجميع. ولهذا السبب نؤيد بشدة الانخراط في أطر مختلفة من قبل الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات لأننا نحتاج حقاً لحل هذه الأمور.. لا يمكننا أن نجلس ونقول إننا لسنا قلقين حيال برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، نحن قلقون للغاية. ولكن في الوقت نفسه، نتشارك في نفس المنطقة ونود حل هذه القضايا سياسياً، ونود حل هذه القضايا. كما قلت، لدينا رخاء مشترك واستقرار مشترك».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©