السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون غربيون: سرت «نقطة النهاية» لمغامرة أردوغان في ليبيا

محللون غربيون: سرت «نقطة النهاية» لمغامرة أردوغان في ليبيا
22 يونيو 2020 01:08

 دينا محمود (لندن)

 أكد محللون غربيون أن مدينة سرت ستشكل على الأرجح «نقطة النهاية» للمغامرة العسكرية التركية الحالية في ليبيا، ولمطامع نظام رجب طيب أردوغان في الهيمنة على موارد هذا البلد، وعلى رأسها احتياطياته الهائلة من النفط والغاز، حيث تشكل هذه المدينة مدخلاً للسيطرة على نحو 60% منها.
 وقال المحللون، إن سرت التي تشكل البوابة الرئيسة للمنطقة المعروفة باسم «الهلال النفطي» الممتدة على الساحل الليبي على البحر المتوسط، باتت تمثل «خطاً أحمر» لمحاولات تركيا توسيع رقعة سيطرة حكومة طرابلس المدعومة منها، وذلك بعدما اضطرت ميليشيات هذه الحكومة، إلى التوقف على بعد عشرات الكيلومترات من هذه المدينة الساحلية، في مواجهة المقاومة العنيفة من جانب قوات الجيش الوطني.
وأبرزوا عجز النظام التركي عن دعم هذه الميليشيات جواً من خلال الطائرات المُسيّرة التي سبق أن نشرها بالمئات لإنقاذ حكومة فايز السراج من السقوط في معقلها بطرابلس مطلع العام الجاري، وذلك بالنظر إلى أن مدى هذه المُسيّرات لا يصل إلى سرت، الواقعة في منتصف الطريق بين العاصمة الليبية ومدينة بنغازي. وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، شدد المحللون الغربيون على أن أي تقدم من جانب ميليشيات الوفاق صوب هذه المدينة الاستراتيجية، سيكون محفوفاً بالكثير من المخاطر، بعد وصول مقاتلات روسية الصنع من طراز «ميج - 29» إلى قاعدة الجفرة التي تُوصف بثاني أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتقع على بعد نحو 300 كيلومتر من سرت. 
وتزامن ذلك، بحسب تقرير الموقع، مع تحذيرات صارمة وجهها المسؤولون الروس لأحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة فايز السراج، خلال زيارته إلى موسكو مطلع الشهر الجاري، من مغبة الإقدام على الاستيلاء على مدينة سرت، واصفين إياها بـ «الخط الأحمر»، وهو التعبير نفسه الذي استخدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأول، خلال تفقده قوات بلاده المحتشدة قرب حدودها الغربية مع ليبيا، وتلويحه بإمكانية التدخل المباشر هناك.
 وأشار التقرير إلى أن إبلاغ معيتيق الرسالة الروسية لبقية وزراء حكومة طرابلس، أدى إلى إثارة الانقسامات في صفوفهم، بين من أرادوا الامتثال لتحذيرات موسكو، ومن أدلوا بتصريحات متشددة، أكدوا فيها عزمهم مواصلة الطريق باتجاه سرت، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشآغا. واعتبر «أل مونيتور» أن تشبث أنقرة ووكلائها في طرابلس بالاستيلاء على سرت، لا يعود فقط لكونها «البوابة الغربية للهلال النفطي بما يفتح الطريق أمام السيطرة على موانئ مهمة مثل السدرة وراس لانوف والزويتينة، بل لأنها تشكل كذلك مدخلاً للطريق الساحلي الممتد على طول 350 كيلومتراً باتجاه مدينة بنغازي».
 وأشار الموقع الإخباري الأميركي إلى أن أهمية سرت على هذا الصعيد، تدفع نظام أردوغان لبذل جهود مستميتة من أجل إبرام صفقة، تستولي تركيا بمقتضاها على هذه المدينة وقاعدة القرضابية الجوية الواقعة في محيطها، مقابل عدم الاقتراب من قاعدة الجفرة، وذلك في سياق مساعي أنقرة للاحتفاظ بوجود عسكري دائم في ليبيا، إلا أنها ستفشل في تحقيق ذلك، مؤكدة أنها تثير قلق العديد من الدول الكبرى، مثل روسيا وفرنسا، فضلاً عن غالبية أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©