الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد»: أردوغان يهرب من «الأزمات الداخلية» على ظهر «الدبابات»

صدامات مستمرة بين النظام التركي وأحزاب المعارضة (أ ف ب)
21 يونيو 2020 00:22

أحمد مراد (القاهرة)

كشف محللون وخبراء في الشؤون التركية عن محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتصدير أزمات أنقرة الداخلية إلى الخارج عبر التدخلات العسكرية في دول المنطقة العربية، وذلك لإشغال الرأي العام التركي عن ما يحصل من تدهور سياسي واقتصادي في الداخل التركي.
وأوضح إسحاق انجي، المحلل السياسي والمعارض التركي المقيم في القاهرة، أن الساحة الداخلية في تركيا يسودها ارتباك سياسي واقتصادي، فضلاً عن تأزم الوضع الصحي جراء فشل نظام أردوغان في الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأكد المعارض التركي لـ«الاتحاد»، أن نظام أردوغان يسبح الآن في بحر من الأزمات الداخلية التي يحاول الهروب منها عبر تصديرها إلى الخارج بالتدخل العسكري في سوريا وليبيا والعراق، وذلك لتحقيق هدفين، الأول خدمة أطماعه ومشروعاته التوسعية المشبوهة في دول المنطقة العربية، والآخر إلهاء الشعب التركي وصرف نظره عن الأزمات الداخلية الطاحنة التي تعاني منها تركيا.
وقال: «على المستوى السياسي، تشهد الساحة السياسية في تركيا توترات وخلافات حادة، ووصلت العلاقة بين أردوغان وأحزاب المعارضة إلى طريق مسدود، فضلاً عن تصدع حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتراجع شعبيته وشعبية الرئيس إلى أدنى مستوى وفق نتائج استطلاعات الرأي، الأمر الذي دفع أنصار أردوغان إلى الترويج لمقترح تغيير قانون الانتخابات الرئاسية، ليتم انتخاب الرئيس في الجولة الأولى بحصوله على (40%+1) بدلاً من (50%+1)، وهو المقترح الذي يمكن أردوغان من البقاء في السلطة لأطول وقت ممكن».
وأشار إلى أن سياسات أردوغان تسببت في أزمات اقتصادية طاحنة يئن منها الشعب التركي، ويكفي الإشارة إلى فشل أنقرة في الحصول على قروض مالية عاجلة لتسديد ديونها الخارجية المستحقة لهذا العام، وهي حوالي 180 مليار دولار.
أما المحلل السياسي العراقي، الدكتور علي فضل الله، مستشار المركز العراقي للدراسات والتنمية الإعلامية، فأكد لـ«الاتحاد»، عبر اتصال هاتفي من بغداد، أن السياسة التركية يشوبها العديد من الأزمات التي يستغلها أردوغان لتحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية عبر عودة النشاط التركي خارج الجغرافية التركية، وهذا ما يلاحظ من التدخلات التركية في الشمال السوري، وكذلك استهداف العمق الشمالي للعراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، والتدخل السافر في العملية السياسية والواقع الأمني في ليبيا.
وأشار إلى أن شغف أوردغان بعودة أمجاد الدولة العثمانية وسلطانها ولّد له هوساً اسمه استباحة سيادة الدول وحرمة أراضيها.
وفي السياق ذاته، أوضح الباحث المصري، مصطفى صلاح، الخبير في الشؤون التركية، أن الانتخابات البلدية الأخيرة التي أُجريت في نهاية مارس 2019 شكلت أزمة كبيرة لنظام أردوغان بعدما خسر بلديات 5 مدن تركية كبرى، وهي إسطنبول، وأنقرة، وأنطاليا، وأزمير، وهاطاي، والتي تمثل المركز المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والثقل السكاني لتركيا، الأمر الذي دفع أردوغان إلى إقالة بعض رؤساء البلديات التابعين لأحزاب المعارضة.
وأشار إلى مخاوف أردوغان من القيادات العسكرية التي ترفض سياساته، وفقدانه الثقة في الأجهزة الأمنية الرسمية (الشرطة والجيش)، فقد أقر البرلمان التركي قانون يحدد صلاحيات ما يسمى حراس الأحياء، ولعل المؤشر الأهم في هذا القانون هو أن هناك اتجاهاً من جانب أردوغان نحو تعزيز صلاحيات بعض الأجهزة شبه الرسمية، وإضفاء مشروعية قانونية عليها لتحقيق نوع من أنواع الرقابة غير المباشرة، وهذه الميليشيات التي تم تقنينها بصفة قانونية اهتم بها أردوغان بصورة مباشرة بعد حادثة الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016، ومن وقتها اتجه أردوغان نحو تعزيز قدرات هذه الميليشيات التابعة له لزيادة مستوى قبضته الأمنية الداخلية، وقمع الحراك الشعبي الداخلي ومواجهة القيادات العسكرية المناوئة له.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©