الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد» : تركيا ترسخ احتلال ليبيا وتهدد بإشعال المنطقة

وزير الخارجية بحكومة السراج ينحني خلال استقباله وزير الخارجية التركي في طرابلس (أ ف ب)
18 يونيو 2020 00:32

حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)

حذر خبراء ومحللون من أن تركيا بدأت في ترسيخ تواجدها السياسي والاقتصادي والعسكري في العاصمة طرابلس، بطلب من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج وهو ما يعني أن استعادة البلاد سيادتها مرة أخرى لن يتحقق إلا بعد عقود، كما أن هذا الأمر يهدد بإشعال المنطقة برمتها.
واستقبل السراج رئيس المجلس الرئاسي وفداً تركياً يضم وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، ووزير الخزينة والمالية التركي برات البيراق، والسفير التركي لدى ليبيا سرحان أكسن، ورئيس المخابرات هاكان فيدان، ومسؤولين آخرين.
وكشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الاتحاد» تفاصيل اللقاء الذي دام لساعتين بين وفد حكومة الوفاق والجانب التركي، مشيرة إلى أن أنقرة تنتوي نقل عدد من العسكريين الأتراك إلى قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد، وذلك بعد تزويدها بعدد من المقاتلات الحربية التركية التي سيتم نقلها قريباً.
وأوضحت المصادر أنه جرى خلال الاجتماع الاتفاق على عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا وتعهد المجلس الرئاسي بدفع التعويضات لأنقرة حول المشروعات التي توقفت بسبب أحداث فبراير 2011، مؤكدة أن السراج اتفق مع الجانب التركي على بدء التنقيب عن الغاز في منطقة المتوسط خلال أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أن النظام التركي سيتولى عملية بناء وتدريب وهيكلة الميليشيات المسلحة المتواجدة غرب ليبيا، موضحة أن التشكيلات المسلحة المتواجدة في مصراتة ستكون هي نواة للقوات العسكرية والشرطية التي ستعمل أنقرة على تشكيلها.
إلى ذلك، قال المجلس الرئاسي الليبي إن الاجتماع بحث الاتفاقية التي أبرمها السراج مع أردوغان في نوفمبر من العام الماضي، بالإضافة إلى عودة الشركات التركية لاستكمال أعمالها في ليبيا، بالإضافة إلى ملفات أخرى على رأسها النفط والبنية التحتية.
وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس النواب الليبي الدكتور محمد العباني، أن ليبيا أصبح وطنا يباع بأبخس الأثمان، مشددا على أن هذا هو السبب الرئيسي لما آلت إليه الأوضاع الآن.
وقال العباني في تصريحات لـ«الاتحاد» إن ليبيا باتت دولة تباع بأبخس الأثمان بسبب ما يسمى بالمجلس الرئاسي، موضحا أن الاستعمار التركي يتربع في الأراضي الليبية بعد منع بعض الأطراف الجيش الوطني الليبي من تحرير طرابلس والاستعانة بمرتزقة سوريين في العاصمة.
فيما قال المحلل السياسي الليبي فيصل بورايقة إن زيارة الوفد العسكري التركي لطرابلس تأتي لإطلاع السراج على نتائج اتصالات أنقرة مع الجانب الروسي، بالإضافة لعدد من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية في البلاد.
وأشار المحلل السياسي الليبي في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن أنقرة تعمل على إعادة الميليشيات المؤدلجة إلى الواجهة بتشكيل قوات عسكرية وشرطة تحت إشراف النظام التركي، موضحا أن هذه التحركات ستساعد أنقرة على توسيع نفوذها بشكل كبير في ليبيا، لافتا إلى أن عملية استعادة سيادة الدولة الليبية مرة أخرى لن يتحقق إلا بعد عقود بسبب النفوذ التركي.
وأكد المحلل السياسي الليبي أن زيارة الوفد التركي إلى طرابلس تم خلالها التفاوض على نقل 12 طائرة F16 وتجهيز قاعدة الوطية لهذه الطائرات وتوفير المعدات اللوجيستية وهو ما يتطلب المسؤولين عن الدفاع في الجانبين، موضحا أن وجود رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان ضمن الوفد جاء لتثبيت المسؤول عن الملف الليبي في دائرة المخابرات الوطنية التركية وافتتاح مقر دائم لهم في طرابلس لأن الملف الليبي بات أولوية لتركيا في الوقت الحالي.
وأوضح السياسي الليبي إلى أن الزيارة تطرق خلالها الوفدان لعودة الشركات التركية للعمل في الغرب الليبي من مصراتة وحتى غرب ليبيا، مضيفا «تم تجهيز ثلاثة حفارات في شكل سفن تركية وهي التي ستقوم بالتنقيب ويجري الآن تشكيل شركة ليبية تركية للتنقيب عن الغاز والتصدير».
على جانب آخر، تعتزم شركات الطاقة الكهربائية التركية، استئناف أعمالها المتعلقة بإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق، وذلك بحسب ما كشفته وسائل إعلام تركية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©