الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تكنولوجيا «المسيّرة» الإسرائيلية في خدمة الأطماع التركية

تكنولوجيا «المسيّرة» الإسرائيلية في خدمة الأطماع التركية
17 يونيو 2020 02:51

أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)

اعتبر خبراء في السياسة الدولية أن الكشف عن أن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار التي تستخدمها تركيا في ليبيا، حصلت عليها أنقرة من إسرائيل، يمثل تعبيراً واضحاً عن المطامع المشتركة لتركيا وإسرائيل، سواء في النفط والغاز أو التخريب وعدم الاستقرار في المنطقة.
وتتيح التقارير الإعلامية العالمية، والتقارير الاستراتيجية والعسكرية التي تتحدث عن التعاون العسكري بين تركيا وإسرائيل رؤية مغايرة تماماً لآلة الدعاية الخاصة بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعم الشعوب العربية، ومواجهة إسرائيل.
وأوضح الخبراء لـ«الاتحاد» أن إسرائيل وتركيا تتحالفان طمعاً في إيجاد موطئ لهما في إقليم شرق المتوسط، ومشاركة الدول الكبرى في خطوط الغاز الجديدة، وأن ما يحدث ليس جديداً في التعاون الإسرائيلي التركي لإبقاء الوضع العربي في حالة توتر وحرب دائمة.
ونشرت وكالة الأنباء الروسية «FAN» أن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار التي تستخدمها تركيا في ليبيا، حصلت عليها أنقرة من إسرائيل. وذكرت أن الطائرات من دون طيار من عائلة «بيرقدار» التي تشبه إلى حد كبير الطائرات من دون طيار المصنعة في إسرائيل، بما في ذلك المظهر والمكونات والحلول التقنية المستخدمة في الطائرات من دون طيار الإسرائيلية (IAI) هيرون وطيارات «أيرو ستار».
وكشف سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن أن العلاقة والتعاون التركي الإسرائيلي ليسا مُستغربين أو جديدين، موضحاً أن هناك علاقات عميقة على المستوى العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارتية بين البلدين. ولفت إلى أن هناك هدفاً استراتيجياً لتركيا، وهو إضعاف سوريا وليبيا والعراق أيضاً عبر تعاون وأهداف متشابهة مع الاحتلال الإسرائيلي وعلاقات استخبارية وتعاون مستمر طوال الوقت.
ويشير محمد عبدالقادر، وهو باحث متخصص بالشؤون التركية إلى أن التحالف التركي الإسرائيلي يأتي ضمن سياسات دول الجوار التي لها سياسات ومصالح ضد الدول العربية، سواء كانت تتعلق بالمياه والبحار والجغرافيا، خاصة أن تركيا تعد ثاني دولة في المنطقة تعترف بإسرائيل كدولة، وبينهما تعاون استراتيجي تمثل في تدريبات عسكرية مشتركة وتصنيع تكنولوجي مشترك.
وكشف عبدالقادر عن أن الهدف الأسمى للتحالف التركي الإسرائيلي هو إضعاف الدول العربية حتى لا يكون هناك أي معوقات لمشروعاتهما في المنطقة، خاصة أن تركيا تسعى لإحياء الدولة العثمانية باحتلال أكبر قدر من الأقاليم، وإنشاء قواعد عسكرية تابعة لها تحت ستار حماية الأقليات أو الحكومات الشرعية وهي في الأساس ميلشيات مسلحة لها أيديولوجيا وتوجه إرهابي معلن، ثم يتم فرض سياسة الأمر الواقع بأن تلك المناطق تابعة لها.
أما الجزء الثاني من المصالح المشتركة بين الدولتين -بحسب عبدالقادر- فهو غاز شرق المتوسط، والذي لإسرائيل المصلحة الأكبر فيه ضمن الأطراف الدولية، خاصة أن الموقف التركي مضاد لمواقف قبرص واليونان وفرنسا والاتحاد الأوروبي، وهي أقطاب رئيسة في المجتمع الدولي، ولذلك تلعب إسرائيل دوراً رمادياً مع الأطراف الأخرى ومنها مصر التي تصدر لها الغاز، ولكنها لن تناصر تركيا، مشيراً أن مصلحة إسرائيل هي حدوث أزمات بين كل الأطراف، بينما هي تشاهد وتتعامل بشكل متوازن، مؤكداً أن تركيا تحاول إغراء إسرائيل لتفتيت تحالف شرق المتوسط لكي يتم نقل التصدير عبر أنابيب وخطوط تركية التي هي في الأساس لحكومة الوفاق في ليبيا.
اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري سابقاً، قال إن التعاون التركي الإسرائيلي بدأ منذ أكثر من 20 عاماً، خاصة في مجال البرمجيات والإلكترونيات وتجميع الأسلحة وتطويرها، مؤكدًا أن هذا التعاون يدعمه أيضاً وجود أهداف مشتركة في سوريا وليبيا. 
من جانبه، كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الفترة الأخيرة شهدت ازدهاراً وامتداداً لاستخدام أسلحة تركية بتكنولوجيا إسرائيلية فى سوريا، وتحديداً فى الجنوب بالتزامن مع معركتي إدلب واللاذقية، واستخدام القوات التركية لتلك الأسلحة ومنها الطائرات دون طيار.
وأشار إلى أن التعاون التركي الإسرائيلي ظهر جلياً في ليبيا، وفي عدة دول أخرى على رأسها إقليم الشرق المتوسط، وعدم إظهار إسرائيل أي تصرف جراء ما تفعله الأخرى، بل تعاونها في ترسيم حدودها كحليف، كما أن إسرائيل تحاول وضع قدمها فى خطوط الغاز الجديدة مع قبرص واليونان وإيطاليا وروسيا، ولذلك تربطها مصالح مع تركيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©