عدد اليوم
هدى جاسم، وكالات (بغداد، أربيل)
نددت العراق بشدة اختراق مقاتلات تركية الأجواء العراقية، واصفة إياه بـ «التصرف الاستفزازي»، ويعد انتهاكاً صارخاً للسيادة ولا ينسجم مع التزامات حسن الجوار.
فقد نددت قيادة العمليات المشتركة في العراق أمس، باختراق الطائرات التركية للأجواء العراقية، واصفةً هذا التصرف بالاستفزازي وبأنه لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، كما يعد انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية. وأفادت في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية أمس، بقيام الطائرات التركية وعددها 18 طائرة باختراق الأجواء العراقية باتجاه محور «سنجار- مخمور- الكوير- أربيل» وصولاً إلى قضاء الشرقاط داخل الأجواء العراقية وعلى بعد 193 كم من الحدود التركية، مشيرة إلى أن الطائرات استهدفت مخيماً للاجئين يقع قرب قضاءي «مخمور وسنجار». وأوضح البيان أن الطائرات التركية عاودت الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول. وشددت العمليات المشتركة في بيانها على ضرورة إيقاف هذه الانتهاكات احتراماً للمصالح المشتركة بين البلدين والتزاماً بها، داعية إلى عدم تكرارها. وأكدت أن العراق على أتم الاستعداد للتعاون بين البلدين وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.
وفي الإطار نفسه، استنكر البرلمان العراقي الانتهاكات التركية، موضحاً أن «القوات التركية ما زالت تمارس اعتداءاتها وقصفها المتكرر، بما نعتبره خرقاً للسيادة الوطنية، وتهديداً سافراً ومتكرراً لأمن المدنيين وممتلكاتهم».
وأضاف «استنكرنا هذه العمليات في أوقاتٍ سابقةٍ، وطالبنا الحكومة العراقية بالقيام بواجبها في إيجاد حلٍ نهائي. وها نحن اليوم نؤكد ذات المطالب، وضرورة التوصل إلى اتفاق يحفظ الأمن والسيادة لكلا البلدين الشقيقين».
ودعا عضو مجلس النواب عن كتلة الحكمة النيابية، النائب ستار الجابري، الحكومة العراقية خاصة وزارة الخارجية للتحرك الجاد لإيقاف الانتهاكات التركية، واختراقها المتكرر للأجواء العراقية عبر القنوات الرسمية والدولية.
وقال «ما جرى ليلة أمس من اختراق صارخ للسيادة العراقية من قبل الطائرات التركية، يجب ألا يمر من دون أن يكون للعراق موقف يوقف هذه الانتهاكات المتكررة من قبل تركيا».
وأضاف: «إن تركيا لا تحترم الاتفاقات الدولية ولا حسن الجوار أو المصالح المشتركة بين البلدين؛ لذا لابد أن تتخذ الإجراءات الرادعة لإيقاف هذا الاستخفاف والحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء».
من جانبه، أعلن رئيس بلدية «مخمور» بدران بيراني، أمس، أن الغارات التركية تسببت في أضرار مادية وحالات إغماء في صفوف الأطفال وأثار ذعر الأهالي، وأشار إلى أن الغارات أدت أيضاً إلى حدوث أضرار في بعض المنازل وممتلكات المواطنين.
وأشارت مصادر إلى أن دوي الانفجارات جراء الغارات سمع بوضوح من مدينة القامشلي السورية على الحدود بين البلدين.
وفي تبرير للانتهاك الأجواء العراقية، قالت وزارة الدفاع التركية، إن طائراتها دمرت ما وصفتها بـ«جحور الإرهابيين»، في إشارة لمواقع حزب العمال الكردستاني، داخل أراضي إقليم كردستان ومناطق تابعة إدارياً لمحافظة نينوى، وزعمت وزارة الدفاع التركية، أن سلاح الجو قصف 81 هدفاً لحزب العمال الكردستاني، وشمل القصف مواقع في كل من «مخيم مخمور للاجئين الأكراد، سنجار، الزاب، قنديل، خواكورك، برادوست، جبلي كاره ومتين ، زيني ورتي ومناطق بالكايتي».
