عدد اليوم
هدى جاسم (بغداد)
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة العراقية امس أن البلاد تواجه تحديات كبيرة، لكنها قادرة على تجاوزها.
وقال الكاظمي، في كلمته خلال اجتماعه مع القيادات العسكرية والأمنية في مقر قيادة عمليات نينوى، إن «الفساد وسوء الإدارة كانا سببا بحصول الكوارث السابقة». وشدد على أن «تحرير الموصل شارك فيه جميع أبناء العراق، واختلطت فيه الدماء، وانتصرنا ببطولات قواتنا البطلة»، مؤكدا على «حماية المواطنين وعدم تكرار ما حدث عام 2014».
وشدد الكاظمي بأن أولى عناصر الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية السيادة وتحقيق مصلحة العراق. وقال، خلال اجتماع عقد امس بعدد من ممثلي عشائر ووجهاء محافظة نينوى على هامش زيارته إلى مدينة الموصل، إن «الموصل الحدباء تمثل تاريخا وإرثا حضاريا وإنسانيا، وقد تعرضت لإرهاب عصابات داعش، وجرى تحريرها بعد أن امتزجت دماء العراقيين جميعا في ملحمة بطولية يُفتخر بها». وشدّد على «أهمية التعايش والتنوع في محافظة نينوى، وعدّه ميزة وعنصر قوة لها وأن نينوى تنهض وتزدهر بتكاتف أبنائها من كلّ الطوائف والإثنيات».
وأشار إلى التحديات التي تواجه الحكومة في المرحلة الراهنة، حيث تستنفر كلّ جهودها لمواجهة جائحة كورونا، في ظل أزمة مالية تسبب بها انهيار أسعار النفط العالمية.
وقال رئيس الوزراء إن «الحكومة ورثت تركة ثقيلة، واستلمت ميزانية خاوية، نتيجة سوء التخطيط والاعتماد الكلي على النفط وأن فرص النجاح متوفرة لبناء دولة المواطنة». وأشار إلى الحوار المرتقب مع الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن أولى عناصر الحوار هي السيادة وتحقيق مصلحة البلد.
إلى ذلك، وبعد 12 عاما على توقيع الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن بدأ العراق امس مفاوضاته مع اميركا في اكثر من محور عبر الدائرة الإلكترونية المغلقة بين الطرفين.
وحسب مصادر سياسية رفيعة فان المحاور العسكرية والسياسية والعلاقات الدولية والاقتصادية والتعليم والصحة هي المحاور الرئيسة التي سيتفاوض بها المختصون على مستوى وكلاء الوزارات ومتخصصين فنيين في تلك المحاور.
وأشارت المصادر في تصريح لـ(الاتحاد) إلى أن المفاوضات ستستمر في جولتها الأولى ليومين لن يشارك فيها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
والمحت المصادر إلى أن التواجد العسكري وطبيعته وشكله سيكون ضمن أولويات المباحثات لكنه لن يتطرق إلى جلاء تلك القوات بشكل كامل من البلاد .
من جانبه اكد عضو في لجنة العلاقات الخارجية النيابية، أن الحوار بين بغداد وواشنطن سيرتكز على وضع آلية لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقع سابقا بين البلدين وفق إطار بناء علاقات صداقة وتعاون في مجالات عدة.
