عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، التزام الإمارات بمواصلة دعمها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين «جافي»، مشددة على التزام الدولة أيضاً بحماية الأجيال المقبلة من الأمراض والمساعدة في جعل العالم أكثر ازدهاراً وصحة من خلال التحصين.
وقالت معاليها، أثناء مشاركتها في القمة الافتراضية لـ«جافي»، أمس: «إن الإمارات كرست قدراً كبيراً من الموارد لدعم أجندة الصحة العالمية الرامية إلى التركيز على إنهاء الأمراض التي يمكن الوقاية منها»، مضيفة: «إن الدولة أرسلت 700 طن من الإمدادات الطبية بقيمة تصل إلى 130 مليون دولار إلى نحو 60 دولة في أنحاء العالم لمساعدتها في محاربة وباء كوفيدـ 19».
ويسعى «التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين» من خلال القمة الافتراضية، التي شارك فيها أكثر من 50 بلداً و35 رئيس دولة وحكومة، إلى جمع 7.4 مليار دولار لمواصلة الحملات العالمية للتلقيح ضد الحصبة وشلل الأطفال وحمى التيفوئيد التي تأثرت نتيجة وباء «كوفيدـ 19».
وتضمن الاجتماع أيضاً دعوات لتمويل شراء لقاح مستقبلي لـ«كوفيدـ 19» وتمويل إنتاجه، ودعم توزيعه في الدول النامية، فيما يهدف التحالف إلى جمع ملياري دولار من أجل اللقاح ضد «كوفيدـ 19».
وأكدت ريم الهاشمي بأن الإمارات تواصل تقديم الدعم للعاملين الطبيين في الخطوط الأمامية، الذين يواصلون إنقاذ حياة الناس، مشيرة إلى أهمية توقيت انعقاد القمة، التي تعتبر إنجازاً بارزاً ساهم في تغيير حياة ملايين البشر في أنحاء العالم.
وقالت معاليها أمام المؤتمر الذي تابعته «الاتحاد»: «ندرك أكثر من أي وقت مضى أهمية الدور المحوري الذي تلعبه جافي، ذلك أن توفير اللقاحات المنقذة للحياة وجعلها في متناول الجميع ما زال أولوية ومسألة جوهرية».
وذكرت أن الحكومة الإماراتية و«جافي» لطالما كانتا شريكتين قويتين على مدار سنوات وتعاونتا سوياً في دعم الجهود العالمية للقضاء على أمراض مثل «دودة غينيا» و«شلل الأطفال» ودعم العديد من أنظمة الرعاية الصحية في أرجاء العالم. وأضافت: «كنا من أوائل المانحين الذين دعموا مبادرة (إنفيوز) لتحسين وصول اللقاحات إلى الدول الأكثر احتياجاً من خلال الابتكارات»، مشيرة إلى استضافة الإمارات مؤتمر التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» في ديسمبر عام 2018، حيث تم استعراض التقدم المرحلي في خطة «جافي» للفترة 2016-2020 ودراسة التحديات القائمة وتنقيح الإجراءات المتخذة لزيادة فرص الحصول على التحصينات واللقاحات في الدول الأكثر فقراً على مستوى العالم بما يسهم في تمكين الجيل القادم من خلال تعزيز الصحة العامة.
ومن جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، أمس، في افتتاح القمة أن أي لقاح مستقبلي ضد فيروس كورونا المستجد يجب أن يكون «منفعة عامة عالمية» متاحة للجميع. وقال جوتيرش في فيديو بثّ عند افتتاح القمة: «إن اللقاح ضدّ كوفيدـ 19 يجب أن يكون لقاحاً للشعوب»، مشيراً إلى إطلاق عدد من قادة الدول دعوة في هذا الاتجاه.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنه مع اندلاع أزمة فيروس كورونا المستجد، تعطّل العديد من حملات التلقيح: «عشرون مليون طفل» لم يحصلوا على كامل اللقاحات و«طفل من بين كل خمسة أطفال» لم يحصل على أي لقاح. وحض الحاضرين قائلاً: «علينا إيجاد وسائل مضمونة لمواصلة التلقيح رغم الوباء، وحين يتم التوصل إلى لقاح ضد كوفيدـ 19، يجب أن نضمن توفره للجميع». إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي استضاف القمة، إلى «حقبة جديدة من التعاون الصحي الدولي».
وقال جونسون، الذي يمثل بلده ثاني أكثر الدول تضرراً من الفيروس بتسجيلها نحو 40 ألف وفاة: «آمل في أن تكون هذه القمة الوقت المناسب الذي سيجتمع فيه العالم لتوحيد البشرية في المعركة ضد المرض».
وبريطانيا هي أكبر مساهم حتى الآن في «التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين»، إذ وعدت بتقديم 1.65 مليار جنيه إسترليني (1.85 مليار يورو) على مدى السنوات الخمس المقبلة. وأدى فيروس كورونا المستجد إلى وفاة أكثر من 386 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي، فيما تجاوز عدد المصابين 6.5 مليون شخص، وتعافى قرابة 3 ملايين شخص.
ويسعى تحالف «جافي» لاستخدام الأموال التي يتم جمعها لتحصين 300 مليون طفل في أفقر دول العالم بحلول عام 2025.
ويعمل العالم على تطوير 133 لقاحاً محتملاً لفيروس «كوفيدـ 19»، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وإذا تم تطوير لقاح فعال، سيساعد التحالف العالمي الجديد على توزيعه بشكل سريع.
