عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
وصل القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، مساء أمس الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة للتشاور حول التدخلات العسكرية التركية في البلاد، والتي يلتقي خلالها اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي اليوم الخميس.
وأكدت مصادر عسكرية ليبية أن القائد العام للجيش الليبي سيطالب خلال لقائه مع المسؤولين المصريين بموقف عربي ودولي موحد تجاه الانتهاكات التركية في ليبيا، مشيرة إلى أن قيادة الجيش الليبي ترحب بأي مبادرات للحل شريطة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وكانت «الاتحاد» قد انفردت بتفاصيل زيارة القائد العام للجيش الوطني الليبي إلى القاهرة بعد ساعات من زيارة رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح.
عسكرياً، تصدت قوات الجيش الوطني الليبي لهجوم كبير للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق على مدينة ترهونة، ما أدى لإلحاق خسائر كبيرة في صفوف مسلحي الوفاق بعد تلقيهم ضربات عنيفة من قوات الجيش، بالإضافة لإلقاء القبض على عدد من المرتزقة.
وقال مسؤول في الجيش الوطني الليبي لـ«الاتحاد»: إن القوات المسلحة تصدت لهجوم كبير من الميليشيات على مدينة ترهونة غرب البلاد، بالإضافة لإحباط هجوم كبير على مطار طرابلس الدولي وتدمير عدد كبير من الآليات المسلحة.
وأكد أن هجوم مسلحي الوفاق استهدف محاور الكازيرما والرملة وطريق المطار وقصر بن غشير، موضحا أن القوات المسلحة الليبية تمكنت من صد الهجوم بشكل كامل وإلحاق خسائر في صفوف الميليشيات والمرتزقة.
يأتي ذلك بالتزامن مع استئناف المحادثات العسكرية بين الأطراف الليبية «5+5» أمس بمشاركة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقال عضو مجلس النواب الليبي عبد المطلب ثابت إن المشاورات بدأت بين الأطراف العسكرية الليبية، معربا عن أمله في أن تؤدي لوقف إطلاق النار في البلاد.
إلى ذلك، كشفت مصادر إعلامية تابعة لحكومة الوفاق عن توجه رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق فائز السراج اليوم الخميس إلى أنقرة استجابة لدعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد لقاء مشترك لبحث تطورات الأحداث في المنطقة.
يشار إلى أن مجلس الأمن القومي التركي، كان قد أكد الثلاثاء الماضي، أن تركيا ستواصل تقديم الاستشارات العسكرية لحكومة الوفاق الوطني الليبية.
سياسيا، تلقى رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري، اتصالا هاتفيا، من بياتريس دو هيلين، سفير فرنسا لدى ليبيا، حيث بحث الطرفان آخر المستجدات في ليبيا ومبادرة السلام التي قدمها مجلس النواب الليبي.
جدد العقوري في بيان له تأكيده ضرورة العمل للوصول لحل سياسي للأزمة يعيد الاستقرار ويحافظ على وحدة البلاد، مشددا على رفض المجلس للتدخلات الخارجية في ليبيا وضرورة الوقوف بحزم تجاه ذلك.
بدورها، أكدت سفيرة فرنسا لدى ليبيا على شرعية مجلس النواب ودعم بلادها لجهود إعادة السلام والاستقرار في ليبيا.
وفي شرق ليبيا، أكد مشايخ وأعيان ليبيا تبرؤهم من جماعة الإخوان التي جعلت من الدين مطية لها للسيطرة على الأوطان وتدميرها، مشيرين إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا سيطرت على البلاد بقوة السلاح للتمسك بالسلطة.
واتهم مشايخ وأعيان ليبيا في بيان لهم جماعة الإخوان باستجلاب المرتزقة الأتراك، وتشكيل جماعات مسلحة لشن الحرب على القوات المسلحة الليبية والقوات الأمنية، مؤكدين عدم قبول الليبيين بأي مؤسسة بديلة عن الجيش الليبي لحماية مقدرات البلاد.
وأكد مشايخ وأعيان ليبيا أن جماعة الإخوان الليبية سخرت موارد البلاد المالية بالسيطرة على المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط لخدمة مشروع الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية شكلت أحزابا ذات أجندات خارجية وهيمنت على كافة المؤسسات بأذرعها العسكرية في ليبيا.
فيما أكد الدكتور محمد المصباحي رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا أن القبائل الليبية موقفها واضح تجاه دعم القوات المسلحة الليبية من أجل تحرير التراب الليبي وتفويضها بشكل كامل في إدارة شؤون الدولة الليبية.
وقال المصباحي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: إن الحل في ليبيا يكمن في سيطرة القوات المسلحة الليبية على كافة مفاصل الدولة إلى حين الوصول لانتخابات حرة دون إقصاء أو توجه عقائدي متطرف، مشيرا إلى أن ليبيا تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.
