هدى جاسم (بغداد)
حذر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من أن بلده مهدد، وأن أفضل الخيارات التي قد تواجهه «الانحدار للفوضى»، مؤكداً التزامه بإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن وضمان نزاهتها، متعهداً في الوقت نفسه باتخاذ كل التدابير العاجلة لمواجهة الأزمة المالية والفساد وجائحة «كورونا».
وقال الكاظمي، إنه يواجه وعوداً متناقضة للكتل وآذاناً غير صاغية في تصحيح المسار، كما أنه أيضاً وجد خزينة الدولة شبه خاوية بسبب الفساد.
وشدد على أنه «لم ولن يصدر أي أمر بإطلاق الرصاص ضد المتظاهرين، ومن يقوم بذلك سيقدم للعدالة»، مضيفاً: «سأمضي بتعهداتي كرد على من نبهني بأنني بلا حزبٍ ولا كتلة تحميني».
وأوضح أن «التدني الخطير في موارد البلاد يحتم على الحكومة البحث في كل الاتجاهات لإيجاد مصادر عاجلة لتسديد الرواتب»، مشيراً إلى أنه «ليس بالإمكان المباشرة بأي خطوة جادة من دون الشروع بما يعيد للدولة هيبتها وبسط سيادتها». وقال: «رغم أن الثروة التي دخلت خزائن العراق على مدار السنوات الـ17 الماضية، كانت تكفي لإعادة بناء البلاد وتأسيس صندوق المستقبل، فإن الفساد قد استنزفها، وهُرّب بعضها علناً إلى خارج البلاد، ولم أجد وأنا أتسلم المسؤولية إلا خزينة شبه خاوية!».
وأوضح: «ليس أمامنا سوى خيار الاستجابة للمطالب الشعبية العادلة التي عبرت عنها الحركة الاحتجاجية وساحات التظاهر التي جمعت خيرة بنات وشباب شعبنا، والعمل المخلص على تحقيق مطالبهم بإعادة مجد العراق وقوته وكرامته، وتصفية تركة المحاصصة المقيتة بكل تجلياتها، ومحاربة الفساد المالي والإداري».
وتعهد الكاظمي بإنجاز قانون الانتخابات مع ما يتطلبه من تدقيقات أو تعديلات، والانتهاء من الصيغة النهائية لقانون المفوضية العليا للانتخابات، وتأمين كل ما يلزم لإجراء الانتخابات في أقرب وقتٍ ممكن، والتعاون مع ممثلية الأمم المتحدة والمراقبين المحليين والدوليين، والتأكد من وضع الأسس الصحيحة لإجراء الانتخابات في جوٍ سياسي وأمني يضمن نزاهتها وعدالتها، كما تعهد باتخاذ كل الإجراءات والتدابير بالتعاون بين وزارة الداخلية وجميع الأجهزة الأمنية لحماية المتظاهرين والحرص على سلامة ساحاتهم، والتعبير عن إرادتهم بكل حرية، سلمياً.
وأوعز الكاظمي، في وقت سابق، بتشكيل لجنة حكومية لوضع قائمة بضحايا الاحتجاجات. وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء في بيان، إن «رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أوعز بتشكيل لجنة تتولى وضع قائمة دقيقة بأسماء الشهداء والجرحى والمعوقين من الذين سقطوا في الاحتجاجات الشعبية، سواء من المحتجين أو قوات الأمن».
كما وجه الكاظمي، بمتابعة قضايا الخطف وحسمها، والتعاطي مع الاحتجاجات بروح مختلفة.
وقال الناطق باسم القائد العام العميد يحيى رسول في بيان «إن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه خلال زيارته إلى وزارة الداخلية بمتابعة قضايا الخطف وحسمها، والتعاطي مع الاحتجاجات بروح مختلفة على أساس احترام القوانين وقيم حقوق الإنسان، فضلاً عن حماية كرامة المواطن العراقي».
عمليات أمنية استباقية في سامراء ضد «داعش»
نفذت القوات الأمنية في محافظة سامراء، أمس، عمليات «استباقية» ضد مناطق يشتبه بتواجد عناصر تنظيم داعش فيها.
وذكرت قيادة عمليات سامراء، في بيان، أنه تم تنفيذ عملية دهم وتفتيش بناء على معلومات استخباراتية دقيقة تشير لوجود مجموعة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في مناطق السبعة والرفيعات والجنابات جنوب غرب مدينة سامراء. ومن جانب آخر استهدف تنظيم داعش برجين لنقل الطاقة الكهربائية في ناحية المنصورية في محافظة ديالى.
وقال مصدر أمني إن داعش استهدف برجين لنقل الطاقة الكهربائية بعبوات ناسفة قرب قرية التينة شمال ناحية المنصورية شمال شرق مدينة بعقوبة ما أدى الى تضررها بشكل كبير .
وأضاف أن استهداف أبراج الطاقة تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أغلب مناطق محافظتي ديالى وكركوك .
تعرض المنطقة الخضراء لقصف صاروخي
تعرضت المنطقة الخضراء فجر أمس إلى قصف صاروخي تسبب في خسائر مادية. وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني العراقية أن صاروخ كاتيوشا انطلق من حي الإدريسي بشارع فلسطين، وسقط داخل المنطقة الخضراء ونتجت عن سقوطه أضرار بسيطة في جدار أحد المنازل.
وتضم المنطقة مباني حكومة ومقر البرلمان العراقي إضافة إلى سفارات وممثليات الدول والبعثات الدولية.
وتتعرض المنطقة الخضراء بين الحين والآخر إلى هجمات صاروخية ازدادت وتيرتها بعد مقتل قائد «فيلق القدس» الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس ورفقائهما بضربة جوية أميركية مطلع العام الحالي.