الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الطب الشعبي.. علاج «زمن لوّل»

الطب الشعبي.. علاج «زمن لوّل»
2 ابريل 2024 02:39

خولة علي (دبي) 
الطب الشعبي التقليدي في الإمارات، يضم مجموعة من العلاجات التي استُخدمت في الماضي، وكانت تعتمد على المعرفة الشعبية والتجارب المحلية، الذي كان يقوم بها المعالج ويُطلق عليه «المطبب». وكانت تتضمن استخدام الأعشاب والنباتات المحلية، والتدليك أو المسح والضغط على نقاط معينة في الجسم لتخفيف الألم وتحسين الصحة العامة، ومنها أيضاً «الحجامة» أو الكي أو الميسم. وبرغم مرور الزمن نجد بعضهم يرتبط بالعلاجات الشعبية حتى اليوم  من الرجال والنساء. 
مهنة متوارثة
ورثت الوالدة مريم الشحي مهنة المداواة عن والدتها، والتي بدورها تعلمتها من جدتها. وهذا العلم المتداول والمتناقل عبر الأجيال أسهم بشكل أو بآخر في حفظ هذه الثقافة العلاجية التي تعتبر جزءاً من ثقافة وتراث الإمارات، وما زالت تحظى باهتمام بين كبار السن الذين يلجأون إليها عند المرض ويثقون بالمداوي أو المطبب الشعبي. وتشير الوالدة الشحي إلى أنها احترفت هذه المهنة بعد مراقبة جدتها ومتابعة طريقة علاجها للحالات المرضية المنتشرة في ذلك الوقت، حيث كانت المطببات يلجأن إلى أعشاب البيئة المحلية لعلاج بعض الأمراض، وهذه الأعشاب كان يتم جلبها خلال الرحلات التجارية البحرية إلى الهند وشرقي أفريقيا ودول أخرى. وتصنَّف الأدوية الشعبية إلى نباتية وحيوانية وأيضاً مواد معدنية أو حجرية. 

خلطات عشبية
من العلاجات التي تقوم بها الوالدة الشحي، خلطة أدوية عشبية لعلاج آلام المعدة، وتجبير الكسور، وسواها من العلاجات التي احترفتها الوالدة، واستطاعت نقل هذا الموروث لبنتاها اللاتي بدأن ممارسة العلاجات الشعبية بين أفراد أسرتها.  وتضيف الشحي أن المطبب له مكانة خاصة عند الأهالي قديماً، في وقت لم تكن هناك عيادات أو مراكز صحية، لذا كان المرضى يقصدونه في مختلف الحالات المرضية المنتشرة وقتها، طلباً للعلاج والتخفيف من وطأة الألم عن المرضى صغاراً وكباراً. 
تدوين وتوثيق
تشير الوالدة مريم الشحي إلى أن الطب التقليدي موروث يحتاج إلى تدوين وتوثيق، للرجوع إليه والنهل من علوم وخبرات المطببين قديماً، ومحاولة تطبيقها وممارستها إلى جانب العلاجات الطبية الحديثة. ويجب ألا نكتفي بالمشاركات في المهرجانات التراثية، بل لابد من الاستفادة من الطب الشعبي على قدر المستطاع، لما يحمله من علوم ومعرفة وأسرار، معربة عن رغبتها في التعريف به وبأهميته قديماً وحديثاً، وإظهار جهود الأولين في حفظ الموروث ونقله للأجيال لحمايته من الاندثار في ظل تسارع الحياة العصرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©