عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
اهتمت الميديا العالمية بالكارثتين الطبيعتين في المملكة المغربية وليبيا خلال الأسبوع الماضي.. واحتلت الأخبار الخاصة بالزلزال العنيف والسيول والفيضانات الكاسحة صدر الصفحات الأولى ونشرات الأخبار في بعض المحطات.. فعدد الضحايا في البلدين رهيب، كما أن صور الدمار الذي حاق بمناطق واسعة هناك مؤلمة للغاية، ولم يكن من الممكن تجاهلها. لكن ربما لم تتوسع الصحافة الغربية كثيراً في تغطياتها للكارثتين، كما فعلت مثلاً مع الحرائق التي اجتاحت الغابات في الولايات المتحدة أو كندا واليونان خلال أشهر الصيف المنصرم. فعلى مدار أسابيع طويلة، كانت أخبار الحر الشديد الذي اجتاح أوروبا وأميركا، تجد طريقها باستمرار للصفحات الأولى، مع تحقيقات وتقارير وتحليلات موسعة من المراسلين والمحللين والخبراء بشأن تداعيات التغير المناخي وسبل مواجهته وتأثيراته طويلة المدى على الغرب، ناهيك عن قصص إنسانية للضحايا والمتضررين، من الحرائق المروعة التي شهدتها مناطق مثل هاواي. الميديا العربية فعلت الشيء نفسه. كرست مساحات كبيرة من صفحاتها ونشراتها الإخبارية، لاطلاع جمهورها على معاناة الغرب من الارتفاع الكبير في درجة الحرارة بتداعياته الحارقة، بأكثر مما فعلت مع ضحايا الطقس على مرمى حجر من مقارها. هذا التناقض أو الازدواجية عند الطرفين ليس جديداً البتة .. غير أنه إذا كان من الممكن فهم تمركز الميديا الغربية حول نفسها، في تغطياتها للأخبار حول العالم، فإنه يصعب استيعاب تصرف الميديا العربية بالطريقة نفسها في تغطياتها لقضايا منطقتها. فهي حتى الآن غير قادرة على تقديم تغطيات مميزة للكوارث والحروب والأزمات، التي تشهدها المنطقة، بكفاءة وسرعة وعمق، مع الاعتراف بتفوق محطات التلفزيون بدرجة أكبر من الصحافة المطبوعة .. ومنذ الحرب في العراق عام 2003، والميديا العربية عموماً، تعتمد بالأساس في تغطياتها الإقليمية، على مراسلي وكالات الأنباء والصحف الغربية، الذين يقدمون - على الرغم من حاجز اللغة - تغطيات نافذة للمنطقة، وإن كانت بالطبع من وجهة النظر الغربية. لكن الكوارث الطبيعية والأزمات المتلاحقة، تحتم بدرجة ما على الميديا العربية ضرورة تطوير كوادر مؤهلة من الصحفيين المتخصصين القادرين على تقديم تغطيات عميقة وصادقة لما يحدث في المنطقة، من دون الاعتماد على الأجانب.
